العسل أفضل المضادات الحيوية
يشهد جسم الإنسان يومياً، الكثير من المعارك الطاحنة بين جهاز مناعته وبين الوافد الغريب عليه، وقد اشتهر بين الأطباء أنه ما من مرض إلا ويرد على الجسم من الخارج، وقد روي عن الإمام الصادق (ع): "ما استشفى الناس بمثل العسل"، فأين يكمن السر في الاستشفاء بالعسل في القضاء على أولئك الوافدين؟ وما دوره في معالجة الجروح والقروح؟
أكد أكثر الباحثين أن الجراثيم الممرضة للإنسان لا يمكن لها أن تعيش في العسل، وأن للعسل فعلاً مبيداً لها. وقد وُضع لتعليل ذلك نظريات عديدة، منها:
1. احتواء العسل على حمض النحل Formic Acid، وهو من المواد المضادة للعفونة.
2. ارتفاع تركيز السكاكر التي تصل إلى 80% من تركيب العسل، رغم أن الأوساط ذات التركيز السكري الخفيف تزيد نشاط الجراثيم.
3. احتواء العسل على مواد مثبطة لنمو الجراثيم Antibacterial Inhibitor وهذه المواد هي منتجات خاصة من صنع النحلة حيث إنها لا توجد في العسل الاصطناعي، وهذه النظرية أكثر النظريات أهمية.
4. احتواء العسل على مادة الماء الأوكسجيني Peroxide Hydrogen)H2O2) المعروف بتأثيره القاتل للجراثيم. والواقع أن الفعل المضاد لنمو الجراثيم الذي يتمتع به العسل هو حصيلة العوامل التي سبق ذكرها مجتمعة.
أما عن فعل العسل المضاد للعفونة، فهو بعكس معظم المواد الغذائية، كالحليب والعصير والأطعمة المطبوخة، لا تنمو عليه الفطور ولا يتعفن مطلقاً، ولا يتغير لونه أو طعمه أو رائحته، شريطة أن يحفظ بعيداً عن الرطوبة. وأكدت الدراسات أن عشر غرامات من العسل تحتوي على 1/134 مضاداً حيوياً ضد الميكروبات والبكتيريا والفطريات.
وقد أثبت فريق طبي في جامعة بون في ألمانيا، أن الجروح المزمنة الملوّثة بأنواع خطيرة من البكتيريا تستجيب للعلاج بعسل النحل في غضون أسابيع، ولقد عادوا لاستخدام العسل في علاج الجروح، بعد أن اعتادت الجراثيم على المضادات الحيوية. وقال الطبيب سيمون الذي يعمل ضمن هذا الفريق: "إن الأدوية التي تستخدم في علاج السرطان لدى الأطفال عن طريق منع تكاثر الخلايا الخبيثة تؤثر أيضاً على التئام الجروح". وأضاف: "جروح الأطفال من مرضى السرطان تلتئم خلال شهر واحد أو أكثر كما أن الأطفال المصابين بسرطان الدم يعانون من انخفاض في المناعة، وبالتالي فلو تسرّبت الجراثيم إلى دمائهم عبر أي جرح فمن الممكن أن يصابوا بحالة تسمم في دمائهم"، وقد حقق أطباء هذا الفريق نجاحاً باهراً في معالجة الجروح التي تلتئم بسرعة أكبر عند علاجها بالعسل من خلال تعطيل تكاثر البكتيريا والفطريات المسببة لالتهابات الجروح.
وقد لاحظ ابن سينا تأثيره في معالجة قرحات الجلد العميقة والمتعفنة، وطبّق هذه الملاحظة الطب الحديث ليصل من خلال تجاربه إلى النتائج التالية:
1. العسل يسرّع التئام الجروح وينظفها لأنه يزيد محتوى الجروح من مادة الغلوتاثيون التي تسرع عملية التعمير والالتئام النسيجي .
2. العسل علاج جيد لتقرحات الجلد المزمنة.
3. علاج جيد للتقيحات الجلدية، كالدمامل والجمرة الحميدة، لأنه يوقف نمو الجراثيم ويغذي الجلد والأعصاب.
4. يؤدي لشفاء سريع للجروح الواهنة، كالناتجة عن طلق ناري.
ومن جانب آخر، تعمل السكاكر الأحادية في العسل على زيادة احتياطي الكبد من الغليكوجين وتحسن الأفعال الغذائية في كافة نسج البدن، فتزيد من خاصية الكبد الدفاعية وفي تصفية السموم والمواد الجرثومية.
عزيزتي المرأة، فكري بهذه المادة البسيطة غير السامة، المضادة للجراثيم، المغذية للجلد، وفوق كل ذلك بدون تأثيرات جانبية، وادخليها في برنامجك اليومي في تحضير الأطعمة المغذية والشهية.
المصادر:
1. موسوعة الأحاديث الطبية: محمد الريشهري. ط1، دار الحديث للطباعة والنشر، لبنان، بيروت1425 هـ. ج: 2.
2- مع الطب في القرآن الكريم: عبد الحميد دياب. ط2، مؤسسة علوم القرآن، سوريا، دمشق، 1982م.
3- الإستشفاء بالثقلين: باسم الأنصاري. ط1، دار الأضواء، لبنان، بيروت، 2006م.
4- مجلة عالم التغذية، العدد: 26.
إعداد: موقع ممهدات
اترك تعليق