مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

رسالة طفلة فلسطينية إلى الأسير عدنان!

رسالة طفلة فلسطينية إلى الأسير عدنان!

خضر عدنان... عزيمة لا تعرف المستحيل... وكرامة أجل من أن تهان... سيدي تاهت كلماتي بل وتناثرت حروفي خجلا أمام عظيم صمودك... لقد ذكّرتنا بعهد الصحابة في أيام القحط حينما كانوا يربطون الحجارة على بطونهم.... ذكّرتنا بغزوة الأحزاب حينما نفذ الطعام والشراب.... وبين هذا وذاك فقد ذكّرتنا بحصار الرسول (ص) في شعب بني طالب... سيدي أي شرف عظيم هذا الذي نلته... لا معنى للطعام بلا كرامة... لا معنى للعزة بلا شهامة... سيدي لربما ثار حرفي... لربما تذرف دمعتي... لا لأني ضعيفة أمام عطاءك... بل لأني أخجل لكوني فلسطينية لم تفعل لك الكثير... ولكن اعذرني سيدي فما باليد حيلة... فأنا مجرد فتاة لم تبلغ من العمر إلا قليلا..
سيدي: يسمونك بمانديلا 93 ولكني لا أقبل بذلك فالأصل أن يقرنوا غيرك بصمودك لا أن يقرنوك أنت بهم... المسميات لا تعنيك أعلم ذلك ولكني أفخر لفلسطين ببطل مثلك... فلتعلوا على كل الألسنة الشنيعة التي تقول بأنك تلقي بنفسك إلى التهلكة... لو أنهم يعلموا معاني الكتاب العزيز لعرفوا: «إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب»... ولعرفوا كذلك: «وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيء مِنَ الخَوْف وَالجُوع وَنَقْص مِنَ الأَمْوالِ وَالأَنْفُس وَالثَمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين»... أليس كذلك سيدي؟ هم لا يعلموا أنّ إهانة الكرامة هي التهلكة... هم لم يعلموا أنّ العيش من أجل ِشهوة هو المهانة والذل والانكسار والخضوع..... ولنا بصحبة خير الورى خير دليل على ذلك... سيدي أعلم أنك لم ولن تبحث عن أي مناصب دنيوية ولكن الله يوفق أولياءه لكل الخير فلقد أصبحت علماً تلتف حوله كل القوى السياسية والفصائل المقاومة... سيدي بصمودك بضع وستين يوماً أشعر بعزة كل فلسطيني ينتمي فعلاَ لفلسطين... لأنك تمثلنا جميعاً تمثل كل شيخ وشاب وطفل على ثرى فلسطين... فنرسلها إلى الجوع والتعب رسالة لا تكل دائماً عن التكرار... نحن نرقى عنكم لنصل بكرامتنا إما لنصر رباني أو إلى جنان الخلد... فلتأكل الأمعاء نفسها... ولتتخدر الخلايا عن القيام بأعمالها... ولكنك سيدي ستبقى أنت الأسد الهصور الذي لا يعرف للكرامة معنى آخر إلا الصبر والصمود ونيل الحرية بل والإفراج عن جميع الأسرى... فهنيئاً لنا بأب وقائد مثلك شيخنا... فلتعلم سيدي أن كلما هزل جسدك زادت عزيمتنا وبحثنا عن الكرامة أكثر وأكثر... ولتكشف الوجوه على حقيقتها ولتزال الأقنعة الزائفة لتكشف ما تخفي خلفها... فخطوتك الجريئة سيدي أعلمتنا بوطنية البعض وتفلسطن البعض الآخر فهم إن مكثوا بتخاذلهم وتهاونهم سيقودنا إلى التهلكة حتماً في عدم البحث عن الكرامة التي بحثنا ولا زلنا نبحث عنها قرابة ألـ64 عام... ولا نستطيع تصنيف هؤلاء إلا بالعملاء على شعبهم من لا يهمه مناصرة شعبه وتقوية أواصره والبحث عن سبل لإعادة تكوين الكرامة التي لا زلنا نحاول بناءها من جديد... ولعل الشيخ خضر عدنان سيكون شعلة اشتعال النار الضارمة التي ستحرق الكيان الصهيوني لإعادة كرامة كل فلسطيني.
رغم كل الأمراض التي يعاني منها جسدك إلا أنك لم تتفانى عن البحث عن سبل الكرامة... ما بالنا نحن لا نسعى لعمل شيء إلا ببعض الشعارات التي نهتفها بمسيرة تطلق أو باعتصام أمام الصليب الأحمر... فخضر عدنان لا ينتظر منا صوت عال بعبارات ركيكة لا تؤثر شيئاً بالوضع... بل ينتظر منا تحركاً شعبياً باحثا عن الكرامة في كل زقاق نخوضه... ليكن شعارنا لا للفرح إلا بعد نيل الكرامة... لا للسعادة إلا بعد الإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال... لا للمرح إلا عند عودة لحمة القطرين الفلسطينيين... هذه الكرامة التي يعلنها الشيخ عدنان من مكانه وبإضرابه الذي يحاول جاهدا أن يوصله إلينا.... ولكن للأسف ما من عقول تعي المطلوب... وما من قلوب تعي كيف تكون الكرامة إلا تلك النفس التي تتوق إلى الجنان...

المصدر: وكالة فلسطين برس
أماني إسماعيل

التعليقات (0)

اترك تعليق