البصل: مطهر لجميع الميكروبات المرضية
يكاد يفوق الحصر ما يستطيع البصل أن يفعله كغذاء ودواء، ففي مختلف بلاد العالم وفي مختلف أدوار التاريخ، نرى أن البصل يحتل مكانة تكاد تحسده عليها الأغذية الأخرى. ولقد بلغ اهتمام الفراعنة بالبصل كثيراً وكانوا يضعونه مع الجثث المحنطة لكي ينبّهها ويساعدها على استئناف التنفس عندما تعود حية، وأكله الرسول (ص) والأئمة (ع)، عن أبي جعفر (ع) قال: "إنا لنأكل البصل والثوم"(1).
فوائد البصل:
- تبين أن البصل في مقدمة النباتات القاتلة للجراثيم، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله (ص): "إذا دخلتم بلاداً كلوا من بصلها يطرد عنكم وباءها"(2)، وما الوباء إلا تلك الأمراض المتأتية من الجراثيم الخارجية.
- وأثبتت تجارب قام بها الدكتوران "فيلانوفا" و "تووديستيف" من جامعة "تومسك" الروسية أن الأبخرة المتصاعدة من البصل قادرة على قتل البكتيريا الضارة وخاصة في الجروح الملوثة.
- يحتوي البصل على 45 وحدة حرارية في كل مائة غرام.
- يحتوي على معادن الكوبالت، الصوديوم، البوتاسيوم، حديد، يود، حامض فوسفوري، حامض الخل وعناصر مضادة للجراثيم، والكبريت والفيتامين ج، وكل مائة غرام منه على 3600 وحدة من فيتامين A و 28 ملغرام من فيتامين C.
- يقوّي المعدة ويحسّن اللون ويزيل الأرق: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: البصل يطيب الفم(3) ويشدّ الظهر ويرق البشرة(4)، كأن المراد برقة البشرة صفاء اللون، وعدم كمدته، قال ابن سينا في القانون: "البصل يحمّر الوجه". كما ثبت أن مضغ البصل لمدة دقائق كاف لتطهير الفم من جميع الميكروبات المرضية كالدفتيريا.
- يعتبر البصل من نباتات الفصيلة الزئبقية، وإن احتواءه على خمائر ألـ"أوكسيداز و دياستاز" هو الذي يمنحه خاصة الإدرار، كما يجعله مفيداً في حالات تشمّع الكبد والاستسقاء، وتوّرم الساقين وانتفاخ البطن، وبعض أمرا ض القلب ولكن هذه الخمائر تضمحل وتتلاشى بتأثير الحرارة فإذا كان لا بد من طبخه فليكن ذلك على نار هادئة وخفيفة.
- يحتوي على مادة الكلوكونين (GLUKONIN) التي تعادل الأنسولين من حيث مفعولها في تحديد نسبة السكر في الدم، كما يحتوي على مواد مؤثرة على القلب والدورة الدموية، وأخرى مدرّة للبول ومواد مليّنة ومقوّية للأعصاب، وما زال العلم يكتشف منها المزيد مع مرور الزمن. وبما أن البصل لا يحتوي على النشاء فإن بإمكان المصابين بالسكري تناوله دون محذور، بل والاستفادة من مادة الكلوكونين، ولعل الاعتقاد الشعبي الزائد بمنافع البصل هو أكثر الاعتقادات الشعبية صحة، فقد اعتاد الكثيرون على إدخال البصل في أكثر واجبتهم.
- تبين أن للبصل قوة شفائية عالية في حالة تضخم البروستات، ولكن الناس اعتادوا النفور من تناول البصل أو أن يقتصدوا في أكله نيئاً نظراً للرائحة الكريهة التي يبعثها مع أنفاس آكله، والحل يكمن في الاعتماد على خاصية مادة الكلوروفيل الموجودة في الأوراق الخضراء يستطيع المرء أن يتناولها بعد أكله البصل وبهذا يقضي على رائحة البصل الكريهة.
- مضاد للروماتيزم مطهّر منظّم للغدد، خافض للسكري طارد للديدان منوّم خفيف، مفيد للجلد يساعد على التركيز ويبعد الأرق الذهني والتعب ويساعد على تقوية ونمو الشعر.
- أكدّت الأبحاث أن تناول نصف بصلة نيئة يومياً يساعد على الوقاية من أمراض القلب وكذلك علاجها كما يقلّل من خطر الإصابة بسرطان المعدة إلى النصف.
- بسبب احتوائه على فيتامينات (C B A) فإنه مقوّ ويعزز القوة في الجسم، ومفيد في معالجة العقم. شكى رجل إلى أبي الحسن (ع) قلة الولد، فقال: "استغفِر الله وكل البيض بالبصل"(5).
قال الإمام الصادق (ع): "كلوا البصل فإن فيه ثلاث خصال: يطيّب النكهة، ويشدّ اللثة". وعنه أيضاً قال: "البصل يذهب بالحمى(6) فلا عجب إذن من اتساع المجال جداً لاستعمال البصل في الطبابة.
هذه بعض الوصفات التي يستفاد فيها البصل:
- يستخدم موضعياً فوق الصدر لعلاج السعال الديكي، وفوق الصدر والظهر لعلاج التهاب الرئة، وفوق موضع الكلى والمثانة لعلاج احتباس البول، وفوق الدمامل للإسراع في استخراج الصديد منها.
- يستخدم البصل لطرد الديدان المعوية عند الأطفال والطريقة هي أن ينقع عدد من شرائح البصل في قليل من الماء لمدة 12 ساعة ويصفّى في الصباح ثم يعطى للطفل بعد تحليته بعسل النحل ويستمر ذلك يومياً حتى يتم طرد الديدان من الأمعاء (7) (8).
الهوامش:
1. المجلسي، محمد باقر: بحار الأنوار. ط 3، دار إحياء التراث العربي، بيروت – لبنان، 1983 م،. ج 63.
2. بن الفضل الطبرسي، رضي الدين أبي نصر الحسن: مكارم الأخلاق. ط6، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت-لبنان، 1972م.
3. تطيب النكهة: وهي بالفتح ريح الفم آجلاً، لا ينافي البخر ونتنه عاجلاً.
4. بن الفضل الطبرسي، رضي الدين أبي نصر الحسن: مكارم الأخلاق. ط6، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت-لبنان، 1972م.
5. الشاهرودي، علي النمازي: مستدرك سفينة البحار، مؤسسة النشر الإسلامي، قم-إيران، ج1.
6. الريشهري، محمد: موسوعة الأحاديث الطبية، ط1، 1425هـ، دار الحديث للطباعة والنشر، لبنان – بيروت. ج 2.
7. الأنصاري، باسم: الإستشفاء بالثقلين. ط1، دار الأضواء، لبنان، بيروت، 2006م.
8. القبّاني، صبري: الغذاء لا الدواء. ط33، دار العلم للملايين، لبنان، بيروت، ، 2008م.
إعداد: موقع ممهدات.
اترك تعليق