مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

داخل

مسرحية تتناول المرأتين العراقية والفلسطينية: داخل "البيت الأسود" نساء يبحثن "بياض الحرية"

قدّم المخرج والممثل اللبناني قاسم إسطنبولي، مؤخراً مسرحية بعنوان "البيت الأسود"، وقد عرضها للمشاركة في مسابقة ضمن فعاليات مهرجان سنوي تنظمه وزارة الثقافة اللبنانية، والمسرحية مستوحاة من رواية "بيت برناردا ألبا" للكاتب الأسباني "فيدريكو غارسيا لوركا"، مسقطا مضمونها على معاناة المرأتين الفلسطينية والعراقية ومعتمدا في تمثيلها على بطولة نسائية كاملة، "فلسطين" هاتفت إسطنبولي لتسأله أكثر عن عمله المسرحي.
تحت حكم "الدكتاتور":
يوضح إسطنبولي لـ"فلسطين"، أن المسرحية تحكي عن معاناة المرأتين الفلسطينية والعراقية من الاحتلال وبحثها عن الحرية، من خلال نساء يسكنَّ في بيت يحكمه "ديكتاتور" ويبحثن عن الحرية وعندهن معاناة ولديهن أحلام، مبينا أنه أسقط فكرة الرواية هذه على القضية والمعاناة من الاحتلال.
وقد ارتأى إسطنبولي أن من المناسب الربط بين النساء في الدولتين، بسبب التشابه في طبيعة معاناتهن، يقول: " إن كانت الفلسطينية تعاني من الاحتلال القائم والعراقية تعانيه ما بعد الاحتلال فالاحتلال واحد"، مضيفا: "الثقافة الاستعمارية واحدة سواء من أمريكا أو "إسرائيل" فالعدو واحد، فهنا نحن نمزج المعاناة بين فلسطين والعراق وأي دولة عربية لأن المعاناة ممزوجة بالإنسانية أينما كانت، فالمرأة تعاني من الاحتلال والتعذيب الجسدي وخوفها على ابنها وزوجها ووالدها".
ويبين إسطنبولي الذي قدَّم العديد من الأعمال المتعلقة بالاحتلال والمرأة أن هذه المسرحية تتميز عن سابقاتها بأنها مستوحاة من نص عالمي، وبذلك تكون رسالتها عالمية لإظهار معاناة المرأة العربية، مشيرا إلى أهمية إيصال القضية الفلسطينية بعدة ألوان وأشكال وبمختلف الأنواع وبطريقة مختلفة، سواء عبر "السينما" أو المسرح.
ويرى أن وصول الرسالة بحاجة لعمل أكبر كون المسرحية عُرِضَت أمام المهرجان، وليس في الشارع كما اعتاد أن يفعل من خلال مسرحه الجوال الذي يتنقل به من مكان لآخر لعرض مسرحياته، ولذا فهو ينتظر أن تخرج إلى الشارع ليرى رد الفعل عليها بدرجة أكبر، ولكي يلمس رأي المرأة الفلسطينية فيما قدّمه عندما يعرض عمله في المخيمات.
ويقول: "هدفي أن أستخدم نصاً عالمياً وأربطه بالقضية العربية، وهذا هو الإنجاز أن آخذ نصا معروفا في كل العالم وأحوله لنص يتحدث عن معاناتي العربية، وذلك لكي تصل المعاناة للعالم من خلال نص عالمي"، مضيفا: "أحاول أن أوصله لأكثر من مكان لأزيد من إبراز قضية المرأة ومعاناتها للحد من تهميشها ولتمكينها ولنواجه الاحتلال بكل الوسائل، لأن الأم هي التي ترسل ابنها للمقاومة والشهادة، فهي الأساس الذي يبني المجتمع ويحافظ على القضية الفلسطينية".
مستوحاة من نصٍ عالمي ورسالتها إبراز معاناة المرأة تحت الاحتلال المخرج إسطنبولي.
ويتابع: "بهذا العمل أتحدث عن المرأة التي هي أم الشهيد وزوجة الشهيد والممرضة والأسيرة وتلك السيدة التي تعمل لتعيش عائلتها، تساعد أسرتها ويستشهد زوجها، هي الأم والأخت والبنت والزوجة".
نساء محجبات فقط:
وفضلاً عن أنها تعود إلى نص عالمي، فإن المسرحية المرشحة للفوز تتميز _بحسب اسطنبولي_ بأنها تعتمد في تمثيلها على بطولة نسائية بالكامل، عاداً ذلك نقطة قوة للعمل، خاصة أن كاتب المسرحية قد اقترح فعل ذلك عند أدائها، ويقول: "لم نعتد في العالم العربي أن نرى البطولة المطلقة للنساء في السينما والمسرح، وإنما دائما تكون البطولة للرجل أو تكون النساء مساعدات له، فهذا شيء جديد، ومن جمال الأسلوب في العرض أنهن جميعا محجبات وبلباس أسود قادر على جذب الناس ويشبه في شكله مظهر العراقية والفلسطينية، وكذلك فإن المرأة تتحدث عن معاناتها في ذات الوقت الذي تكون فيه هي البطلة"، موضحا أن الأسباب السابقة هي التي دفعته لاختيار هذا العمل تحديدا للمشاركة به في المسابقة.
وعن دور المسرح العربي في خدمة القضية الفلسطينية يرى إسطنبولي أن فيه خللاً من حيث الأعمال المسرحية المقدمة، لقلتها وعدم الاهتمام بدعم القضية الفلسطينية والقضايا الوطنية.
ويردّ اسطنبولي على من يقول إن الفن لا يفيد مثل هذه القضايا الكبرى في شيء: "الصراع اليوم ثقافي إضافة للمقاومة، فالانتصارات الآن إعلامية إضافة للعسكرية"، مضيفا: "العدو الآن يسرق تراثنا وحضارتنا، يسرق البلاط من البيوت الفلسطينية ليقول أنها من التراث الإسرائيلي، هذا صراع ثقافي ليأخذوا ثقافتنا وهويتنا".
ويرى أن من الممكن مواجهة هذا الصراع الثقافي من خلال المسرح، لجعل الغرب يحترم العرب وقضاياهم ويتضامن معهم.

المصدر: صحيفة فلسطين.

التعليقات (0)

اترك تعليق