مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الأرز: قدّسه القدماء ولا يطيق فراقه الفقراء والأغنياء

الأرز: قدّسه القدماء ولا يطيق فراقه الفقراء والأغنياء

يتبوأ الأرز مكانته في جميع البيوت فقيرها وغنيها، ومن مميزاته إمكانية تقديمه في كل الفصول، ومع جميع المآكل والخضروات على اختلافها، وهو غذاء نصف سكان العالم تقريباً، ولم يكن على مر العصور غذاء فحسب بل كان ثقافة ورمزاً تاريخياً في بعض الدول كاليابان والصين وبورما إذ يدخل في كثير من الروايات والأساطير والفلكلور الشعبي، ويعتبر رمزاً للخصب والحياة، ومن هذا الاعتقاد جاءت العادة برش المتزوجين حديثاً بحبات الرز عقب إتمام عقد الزفاف، إشارة إلى الرجاء باستمرار الحياة بين الزوجين، وخصوبة نسلهما ووفرته. وقد تحدث رسول الله(ص): "الأرز في الأطعمة كالسيد في القوم".

فما سر هذا السيد الذي قدّسه القدماء ولا يطيق فراقه الفقراء والأغنياء؟

يحتوي الأرز على 12.5% ماء، 3% بروتيئن، 78.8% مواد نشوية، 3% أملاح عضوية كالبوتاسيوم والصوديوم واالكالسيوم والمنغنيز والحديد والفوسفور والكبريت واليود. ويحتوي الأرز الأسمر(غير المقشور) على الفيتامينات (آA (ب B) و (هـ E). أما الرز المقشور الأبيض فهو محروم من فوائده الأساسية التي توجد عادة في قشوره.

الأرز الأسمر غني بالفيتامين B1 الضروري الذي يسهل عمل خلايا الجسم (خاصة الخلايا العصبية) حيث أن نقصه في الجسم يقود إلى ضعف عام وإلى إمساك وتعصيب وعدم تركيز لذلك يعتبر الأرز مضاداً لهذه الحالات المرضية، فهو ينعش الجسم ويدرأ عنه خطر الأمراض الخبيثة. بالإضافة إلى الفيتامين B1 فإن الأرز الأسمر يحتوي على الألياف التي تساهم في حماية الجسم من ارتفاع ضغط الدم وفي تنظيم نسبة السكر وتحمي من بعض أنواع السرطان. عن الإمام الصادق عليه السلام: "نِعم الطعام الأرز، وإنا لندخره لمرضانا". ويستعمل الأرز كمصدر للطاقة وغذاء للذين يعانون من حساسية ضد بروتين القمح (الغلوتان).
كما يعتبر الأرز غذاء جيداً للمصابين بهبوط في الضغط، إذ يمنح الجسم قوة حرورية ترفع نسبة الضغط. عن الإمام الرضا عليه السلام: "ما دخل جوف المسلول شيء أنفع له من خبز الأرز". ونظراً لغنى الأرز بالمواد النشوية فلا يجوز إعطاؤه بكثرة للمصابين بالسكري.
هناك منتوجات كثيرة مصنعة من الأرز حيث نجد رقائق الأرز (شبيهة برقائق الذرة) للفطور، وهناك حليب الأرز، كريم الأرز، طحين الأرز... وهناك خبز الأرز الذي يستعمله النباتيون، عن الإمام الصادق عليه السلام: "ليس يبقى في الجوف من غدوة إلى الليل إلا خبز الأرز".

إن الرز الأبيض المطبوخ دون سمن تهضمه المعدة خلال ساعتين ونصف الساعة، وإذا أكثر الإنسان من تناوله أصيب بالحموضة والغازات.
كما يفيد مغلي الأرز في شفاء الإسهالات إذ يصبح له مفعول قابض. عن الإمام الصادق عليه السلام: أطعموا المبطون خبز الأرز؛ فما دخل جوف المبطون شيء أنفع منه، أما إنه يدبغ المعدة ويسل الداء سلا.
النصيحة في طريقة تحضير الأرز أن لا يتم طهوه لمدة طويلة كي لا يخسر الكثير من فوائده الغذائية.
ويستعمل مسحوق الأرز المطبوخ ككمادات ضد الالتهابات، كما يستعمل المسحوق نفسه في التجميل، لتطرية الجلد وتليينه وامتصاص العرق. عن رسول الله صلى الله عليه وآله: نعم الدواء الأرز، بارد صحيح سليم من كل داء.
وصفة لتحضير مغلي الرز للأطفال:
يوضع مقدار ملعقتين كبيرتين من الأرز في كأسين من الماء، وترفع على النار مدة تكفي لتحلل حبات الأرز حتى تذهب معالمه ويصبح المزيج أشبه بالنشاء، ثم يصفّى المزيج بواسطة قطعة قماش نظيفة، فنحصل على مستحلب ذي لون يشبه لون الحليب، ويعطى للأطفال.



المصادر:
1. الريشهري، محمد: موسوعة الأحاديث الطبية، ط 1، دار الحديث، لبنان، بيروت،  1425هـ، ج 2.
2. مجمع البحرين، ج 1.
3. القبّاني، صبري: الغذاء لا دواء، ط33، دار العلم للملايين، لبنان، بيروت، 2008م.

التعليقات (0)

اترك تعليق