مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

في فضائية

في فضائية "الأقصى".. يُنتِجن المواد الإعلامية من الألف للياء مملكةٌ "نسائيةٌ" صحفية تكسر الصورة النمطية للمرأة

مملكة صحفية نسائية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فكل العاملين فيها هم من الإناث، بدءاً من الرئيس حتى قسم الخدمات، يعملن كخلية نحل، لإنجاز الأعمال الملقاة على عاتقهن، فلا وقت إلا للعمل، لأن هناك جدولاً لبرامج يجب أن تُبث على فضائية الأقصى في أوقات محددة.
كسرن الصورة النمطية التي تبلورت في أذهان الناس عن الصحفيات، ففتيات محجباتٌ بل ومنتقبات أيضاً يقمن بإعداد البرامج التلفزيونية من ألفها إلى يائها، بدءاً من بلورة الفكرة في قسم الإعداد، حتى القيام بـ"مونتاجه" وإخراجه وتصويره.. ليبث مباشرة ًعلى شاشة فضائية الأقصى.. إلا أن هذا لا ينفي وجود تعاون بينهن وبين المقر الرئيس للفضائية، من خلال إعداد تقارير لبعض البرامج التي يقدمها عددٌ من زملائهن الشباب..
لقد تعدَّت مهمة هذا القسم الجوانب التقليدية المتمثلة في "المرأة" و"الأطفال" التي توليها المؤسسات الإعلامية بشكل تقليدي للصحفيات، بل أنيطت بهذا القسم مسئولية القضايا الوطنية الكبرى كالقدس والأسرى عبر إعداد برامج تسجيلية وأفلام وثائقية عنها، كي تبقى حاضرةً في نفوس أبناء شعبنا.
خصوصية المكان واستقلاله عن بقية الفضائية جعل لهؤلاء الصحفيات فرصة التحرك بحرية داخل المكان، ومتابعة أمور عملهن بأريحية، فـ"مطبخهن الصحفي" قائمٌ على جهودهن الذاتية، يضعن عليه لمساتهن الأنثوية المبدعة، فقد استطعن من خلاله كسر الصورة النمطية للمرأة الإعلامية.

في داخل القسم التقينا وديان شعث التي كانت ترتسم ملامح السعادة والبهجة على وجهها، لقرب انضمامها إلى هذه الأسرة النسائية لتقدم برنامجاً جديداً بعنوان "شباب جديد"، أخبرتنا بسعادتها الغامرة بإتاحة الفرصة لها في الانضمام لفريق الفضائية النسوي، وخدمة الرسالة التي تتبناها في حياتها، وهي المساهمة في تطوير المجتمع.
وجود الإعلاميات حافظ على مبادئ إعلامية تحمي المقاومة:
من خلال هذا البرنامج الجديد –وفقاً لشعث- الذي سيكون مجتمعياً تنموياً ثقافياً ستغطى كافة الاهتمامات الشبابية، وستحاول من خلاله دفع الشباب إلى تخطي مرحلة اليأس من واقعهم الحالي، ومحاولة تحقيق أحلامهم بدلاً من الركون إلى الواقع الصعب.
فريق موحد:
المشرفة على القسم وردة الأنقر بينت لنا أن فكرة إنشاء قسم خاص بالنساء في الفضائية جاء بسبب المسيرة النضالية والجهادية لنساء فلسطين، وللتأكيد على ضرورة وجود عمل إعلامي إسلامي خاص بالمرأة.
وأشارت إلى أن العمل داخل القسم نسوي خالص، حيث تعمل فيه أربع عشرة سيدة، تلقين تدريبات في كافة مجالات العمل الإعلامي التلفزيوني كالإعداد والتقديم و(المونتاج) والتصوير والإخراج.
وعدت أن التصوير كان هو التحدي الأكبر لهذا القسم، فأن يوجد هناك مصورة ملتزمة بزيها الإسلامي، ولديها الكفاءة للعمل في هذا المجال، كان أمراً فريداً من نوعه.
فالعمل فريقاً موحداً في داخل القسم –وفقاً للأنقر- مكّن هؤلاء النسوة من نقل صرخات الأمهات الفلسطينيات وتسليط الضوء على قضايا حركت مشاعر الكثير من الشعوب العربية والإسلامية، عادةً أن وجود الإعلاميات حافظ على مبادئ إعلامية تحمي المقاومة.
منبت الفكرة:
في جولة لـِ "فلسطين" داخل القسم، توجهنا إلى قسم الإعداد، حيث كان عددٌ من العاملات منهمكاتٌ في كتابة مسودات البرامج المختلفة على شاشة الحاسوب، "من هنا تنبت أفكار البرامج، ما بين البرامج الثابتة، والبرامج المتعلقة بالمستجدات على الساحة الفلسطينية"، تقول نسرين ثابت مسئولة القسم الذي تعمل ضمنه ست سيدات.
 من داخل البيوت استطعنا تصوير ما يعجز عن تصويره الرجال:
ولا يتوقف عملنا عند هذا الحد -تتابع ثابت- "إذا كانت الفكرة التي نعمل عليها متعلقة بالإعداد لفيلم وثائقي مثلاً، فمهمتنا تتعدى اختيار الفكرة وكتابة المحاور والأسئلة وإعداد النص للتنسيق مع الأشخاص المعنيين، والتنسيق مع التصوير والمونتاج"، وفي هذه الفترة يقوم القسم بالإعداد لعدة حلقات وبرامج وثائقية وتسجيلية، وبرنامج حواري مباشر هو "بيتنا".
التحدّي الأكبر:
أما قسم التصوير الذي تعمل فيه ثلاث سيدات، وتشرف عليه إيمان البيومي، التي كونها منتقبة، لم يحل دون خوضها غمار هوايتها المحببة إليها "التصوير"، فهي وزميلتاها حاضرتان دائماً في كل مناسبة وفعالية تصوران بعدستهن ما هنَّ متيقنات بأن عدسة المصور الرجل لن تصل إليه، حتى لو كان في الحدث ذاته.
تضيف: "نقوم بتصوير معظم الفعاليات التي تجري في قطاعنا الحبيب، لنضيف هذه الصور إلى "أرشيفنا" لنستعين بها عند إعداد برامجنا الوثائقية والتسجيلية، وقد نتبادل الصور مع غيرنا من الجهات الإعلامية، فلدينا أرشيف لقسم التصوير وأرشيف مصور للبرامج بشكلها النهائي".
بصورته النهائية:
مآل النص المكتوب والشريط المصور في النهاية إلى قسم المونتاج الذي تشرف عليه آمال حميد، المنفذ الأول لرؤية المخرج، تقول: "بعد أن يكتب المعد السيناريو ويدمج المخرج بين التصوير والسيناريو، ويحدد اللقطات والكلام المصاحب لها، نقوم نحن بتفريغ أشرطة الصوت والصورة والتوليف بينهما.

وتضيف: "من قسمنا تخرج المادة مباشرة ً للعرض على شاشة التلفاز، لكن تنفيذنا لرؤية المخرج لا يعني أن لمستنا لا تكون موجودة على العمل، فالمنتج هو الأعلم بإمكانيات البرنامج، وبناءً على ذلك يمكنه أن يقترح على المخرج، أفكاراً لـ(تتر) البداية وبعض الفواصل داخل العمل، النهاية له رؤية خاصة تضيف إلى العمل الفني".

المصدر: وكالة فلسطين.

التعليقات (0)

اترك تعليق