من كلمة للسيد القائد بمناسبة ولادة السيدة الزهراء (ع): شعار الثورة الإسلامية: يا زهراء
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين. اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها.
أُبارك هذا اليوم الشريف والمتلألئ بالأنوار المعنوية لكم إخواني وأخواتي الأعزاء، وبمدّاحي أهل بيت النبي الأطهار (ع)، بلابل البستان النبوي والعلوي والحسيني، ذوي الأصوات الرخيمة الذين هم أنتم. حقّاً، من الجدير أن يبارك المرء هذا اليوم لكم أيّها المدّاحون الأعزّاء وقرّاء المحافل الدينية ومليّني قلوب المستمعين للمواعظ الإلهية، نشكر الله على هذا اللقاء المبارك الذي يُقام كل عام في مثل هذا اليوم ومنذ سنين طويلة لعلّها تعود إلى ثلاثين سنة؛ لعلّ الأمر أطول من سن بعض الحاضرين المحترمين. وبالطبع، نحن على مرّ السنة نتوسل بهذه العظيمة ونتبرّك بذكرها، واليوم هو يوم الولادة، طبعاً، إنّ مسرّة ذكر ولادة هذه السيدة العظيمة يُضفي مزيد توجّه وتذكّر وخشوع قلبي فينا جميعاً إن شاء الله.
إنّ اقتران ولادة إمامنا الجليل أيضاً مع هذه الذكرى، في يوم العشرين من جمادى الثاني، هو بالنسبة لنا ظاهرة شديدة العذوبة، هذا العظيم الذي أدركنا محضره طيلة سنين متمادية كان بحق أنموذجاً ومستودعاً لتلك الحقيقة العظيمة والساطعة التي سمعناها عن أئمتنا العظماء وعرفناها في الآثار وهي موجودة في ذاكرتنا عن أمّ الأئمة النجباء (ع). بالطبع، لا ينبغي أن نُقارن ولا يمكن؛ ولكن حسناً ذاك السبيل كانت علائمه متحقّقة في هذا [الإمام] الجليل. ذاك الإيمان والإخلاص والعبادة والثبات على طريق الله، تلك الأشياء التي أعزّت إمامنا في السماء وفي الأرض وعند عباد الله الصالحين، هذه هي الخصائص، وهذا العيد عيدٌ مضاعف، وفي هذا العام تقارن هذا العيد وانسجم مع الثالث من خرداد [ذكرى تحرير مدينة خرمشهر عام 1982]، الذي له قصّة خاصّة، هذا الأخ العزيز الذي هو بالظاهر من معوّقي الحرب، قد أنشد لنا هذه الأشعار اللطيفة هنا، كذكريات لتلك الأيام من مرحلة الدفاع المقدس، لهذا فإننا اليوم نشاهد تجلٍ منها أيضاً، إنّ اليوم هو يومٌ عظيم.
شعار الثورة الإسلامية: يا زهراء، يا مهدي:
إحدى الخصوصيات البارزة في ثورتنا الذكر المكرّر المضاعف لاسم السيّدة الزهراء المبارك سلام الله عليها، والاسم المبارك لحضرة بقية الله المهدي صاحب الزمان، صلوات الله عليه. هذان الاسمان المباركان تكرّرا طيلة عصر الثورة وبمناسبات مختلفة أكثر من سائر المعارف الإلهية والمعارف الإسلامية والمعارف الشيعية؛ وهو يُعدّ بذاته ظاهرة، فقبل الثورة لم يتكرر هذا الاسم المبارك للزهراء (ع) بهذا القدر، لا في المحافل الدينية ولا في المحافل العامّة، ولا على لسان الشعراء والخطباء والخواص والعوام وغيرهم. كان هناك متديّنون ومجالس ومحافل وخطباء وكان يُذكر اسمها المبارك، ولكن ليس بهذه الكيفية وهذه السعة وهذه النظرة العميقة، وما كان أحد ليذكر للناس مثل هذه الأمور، أي أنّنا لم نكن نطرح هذه القضية في شعاراتنا وفي كلماتنا، هذه ظاهرة إلهية وهي أمرٌ نابعٌ من القلوب وناشئ من العواطف والإيمان. لم يقل أحد –لا إمامنا الجليل، ولا قادة الثورة- للمجاهدين في مرحلة الدفاع المقدّس أن يجعلوا شعار "يا زهراء" للعمليات، أو أن يكتبوا على العصبة "يا زهراء"؛ ولكن أينما نظرتم طيلة مرحلة الدفاع المقدّس فإنّ الاسم المبارك للسيدة الزهراء (ع) كان يُذكر أكثر من سائر الأسماء المطهرة والمباركة، كذلك كان الأمر للاسم المبارك لحضرة بقية الله أرواحنا فداه. في الثورة، نبع هذان الاسمان على هذا النحو وبشكل طبيعي وبدون أوامر وبدون دراسة مسبقة، من القلوب والإيمان والعواطف؛ وهذه علامة مباركة تشير إلى عناية سيدة العالمين، ذاك العنصر الإلهي الملكوتي الذي لا نظير له بلحاظ النورانية في ساحة الوجود بعد أبيها الأكرم وأمير المؤمنين (ع). بعض أهل المعنى كانوا يذكرون هذا الاهتمام الخاص، نحن سمعنا من البعض الذين كانوا يقولون إنّ لسيدة العالمين عناية خاصة، ومثل هذا الأمر قيّم جداً، وباعث على الأمل، فهو يُطمئننا ويُثبتنا في قلوبنا وفي أعماق أروانا بأنّنا سنصل إلى الأهداف النهائية، ويحكم الخطوات ويُثبّت الأقدام. عندما يتوجّه الإنسان إلى الهدف ويُشخصه فإنّ الوصول إليه لن يكون مجرّد أمنية أو أمل، بل إنّه يجعل الأقدام راسخة، وكذلك لا يصلّ الطريق ولن يكون هناك يمين ويسار.
[...]
... فثباتكم هو الذي سمح لغرسات الأمل هذه أن تنمو ولهذا الأمر أن يقع؛ وهذا بالبركات المعنوية التي حصلت لنا عن طريق أهل البيت عليهم السلام واسم الزهراء المبارك الأطهر، واسم حضرة بقية الله المبارك وعنايته بنا. [...]
نص من کلمة الامام السيد علي الخامنئي (حفظه الله) عند لقاء جمعٌ من الشعراء والذاكرين لأهل البيت (ع) قبيل ولادة السيدة الزهراء (ع) 4/ 5/ 2011م
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين. اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها.
أُبارك هذا اليوم الشريف والمتلألئ بالأنوار المعنوية لكم إخواني وأخواتي الأعزاء، وبمدّاحي أهل بيت النبي الأطهار (ع)، بلابل البستان النبوي والعلوي والحسيني، ذوي الأصوات الرخيمة الذين هم أنتم. حقّاً، من الجدير أن يبارك المرء هذا اليوم لكم أيّها المدّاحون الأعزّاء وقرّاء المحافل الدينية ومليّني قلوب المستمعين للمواعظ الإلهية، نشكر الله على هذا اللقاء المبارك الذي يُقام كل عام في مثل هذا اليوم ومنذ سنين طويلة لعلّها تعود إلى ثلاثين سنة؛ لعلّ الأمر أطول من سن بعض الحاضرين المحترمين. وبالطبع، نحن على مرّ السنة نتوسل بهذه العظيمة ونتبرّك بذكرها، واليوم هو يوم الولادة، طبعاً، إنّ مسرّة ذكر ولادة هذه السيدة العظيمة يُضفي مزيد توجّه وتذكّر وخشوع قلبي فينا جميعاً إن شاء الله.
إنّ اقتران ولادة إمامنا الجليل أيضاً مع هذه الذكرى، في يوم العشرين من جمادى الثاني، هو بالنسبة لنا ظاهرة شديدة العذوبة، هذا العظيم الذي أدركنا محضره طيلة سنين متمادية كان بحق أنموذجاً ومستودعاً لتلك الحقيقة العظيمة والساطعة التي سمعناها عن أئمتنا العظماء وعرفناها في الآثار وهي موجودة في ذاكرتنا عن أمّ الأئمة النجباء (ع). بالطبع، لا ينبغي أن نُقارن ولا يمكن؛ ولكن حسناً ذاك السبيل كانت علائمه متحقّقة في هذا [الإمام] الجليل. ذاك الإيمان والإخلاص والعبادة والثبات على طريق الله، تلك الأشياء التي أعزّت إمامنا في السماء وفي الأرض وعند عباد الله الصالحين، هذه هي الخصائص، وهذا العيد عيدٌ مضاعف، وفي هذا العام تقارن هذا العيد وانسجم مع الثالث من خرداد [ذكرى تحرير مدينة خرمشهر عام 1982]، الذي له قصّة خاصّة، هذا الأخ العزيز الذي هو بالظاهر من معوّقي الحرب، قد أنشد لنا هذه الأشعار اللطيفة هنا، كذكريات لتلك الأيام من مرحلة الدفاع المقدس، لهذا فإننا اليوم نشاهد تجلٍ منها أيضاً، إنّ اليوم هو يومٌ عظيم.
شعار الثورة الإسلامية: يا زهراء، يا مهدي:
إحدى الخصوصيات البارزة في ثورتنا الذكر المكرّر المضاعف لاسم السيّدة الزهراء المبارك سلام الله عليها، والاسم المبارك لحضرة بقية الله المهدي صاحب الزمان، صلوات الله عليه. هذان الاسمان المباركان تكرّرا طيلة عصر الثورة وبمناسبات مختلفة أكثر من سائر المعارف الإلهية والمعارف الإسلامية والمعارف الشيعية؛ وهو يُعدّ بذاته ظاهرة، فقبل الثورة لم يتكرر هذا الاسم المبارك للزهراء (ع) بهذا القدر، لا في المحافل الدينية ولا في المحافل العامّة، ولا على لسان الشعراء والخطباء والخواص والعوام وغيرهم. كان هناك متديّنون ومجالس ومحافل وخطباء وكان يُذكر اسمها المبارك، ولكن ليس بهذه الكيفية وهذه السعة وهذه النظرة العميقة، وما كان أحد ليذكر للناس مثل هذه الأمور، أي أنّنا لم نكن نطرح هذه القضية في شعاراتنا وفي كلماتنا، هذه ظاهرة إلهية وهي أمرٌ نابعٌ من القلوب وناشئ من العواطف والإيمان. لم يقل أحد –لا إمامنا الجليل، ولا قادة الثورة- للمجاهدين في مرحلة الدفاع المقدّس أن يجعلوا شعار "يا زهراء" للعمليات، أو أن يكتبوا على العصبة "يا زهراء"؛ ولكن أينما نظرتم طيلة مرحلة الدفاع المقدّس فإنّ الاسم المبارك للسيدة الزهراء (ع) كان يُذكر أكثر من سائر الأسماء المطهرة والمباركة، كذلك كان الأمر للاسم المبارك لحضرة بقية الله أرواحنا فداه. في الثورة، نبع هذان الاسمان على هذا النحو وبشكل طبيعي وبدون أوامر وبدون دراسة مسبقة، من القلوب والإيمان والعواطف؛ وهذه علامة مباركة تشير إلى عناية سيدة العالمين، ذاك العنصر الإلهي الملكوتي الذي لا نظير له بلحاظ النورانية في ساحة الوجود بعد أبيها الأكرم وأمير المؤمنين (ع). بعض أهل المعنى كانوا يذكرون هذا الاهتمام الخاص، نحن سمعنا من البعض الذين كانوا يقولون إنّ لسيدة العالمين عناية خاصة، ومثل هذا الأمر قيّم جداً، وباعث على الأمل، فهو يُطمئننا ويُثبتنا في قلوبنا وفي أعماق أروانا بأنّنا سنصل إلى الأهداف النهائية، ويحكم الخطوات ويُثبّت الأقدام. عندما يتوجّه الإنسان إلى الهدف ويُشخصه فإنّ الوصول إليه لن يكون مجرّد أمنية أو أمل، بل إنّه يجعل الأقدام راسخة، وكذلك لا يصلّ الطريق ولن يكون هناك يمين ويسار.
[...]
... فثباتكم هو الذي سمح لغرسات الأمل هذه أن تنمو ولهذا الأمر أن يقع؛ وهذا بالبركات المعنوية التي حصلت لنا عن طريق أهل البيت عليهم السلام واسم الزهراء المبارك الأطهر، واسم حضرة بقية الله المبارك وعنايته بنا. [...]
نص من کلمة الامام السيد علي الخامنئي (حفظه الله) عند لقاء جمعٌ من الشعراء والذاكرين لأهل البيت (ع) قبيل ولادة السيدة الزهراء (ع) 4/ 5/ 2011م
اترك تعليق