مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

عندما يتعلق الأمر بشقاوة طفلك: كيف تسيطرين على أعصابك؟

عندما يتعلق الأمر بشقاوة طفلك: كيف تسيطرين على أعصابك؟

مع حلاوة وروعة سنوات الطفولة الأولى من عمر طفلك، فإنك ستواجهين تحديات كثيرة في معظم الأحيان، فعندما ينمو صغيرك ويتطور تزداد شقاوته وحركته أكثر فأكثر، ويزداد فضوله للمعرفة والاستكشاف، وهذا كله يتطلب بدوره الصبر والهدوء، فما السبيل لكي تحافظي على هدوئك ولا تفقدي أعصابك في أوقات قد لا يكون لديك أي مبرر لذلك؟

المشكلة أنّ عدم قدرتك على السيطرة على حالتك المزاجية السيئة في بعض الأحيان قد تسبب الخوف والاضطراب لطفلك، فالتصرف الذي قد يقوم به في يوم ما ولا يتسبب في إثارة غضبك، قد يثير أعصابك في يوم آخر، وهذا يعني تشويش صغيرك حيث تكون الرسائل التي يتلقاها مختلطة وغير واضحة.
البحث عن المشكلة:
ببراءة متناهية، قد يجرب طفلك أن يعبّر عن استقلاليته أو يفعل ما يفعل لمجرد لفت انتباهك إليه، وغالباً ما يلجأ إلى الصراخ لأنه يعجز عن التعبير عن مشاعره، وبما أنّ ذاكرته لا تكون قوية في تلك المرحلة، فإنه ربما لن يتذكر أنّ عليه ألا يفعل شيئاً يؤدّي إلى انزعاجك، المهم أنه إن كنت تفقدين أعصابك في معظم الأحيان، عليك أن تسألي نفسك إن كنت تنامين بشكل كاف، أو إذا كنت في حاجة إلى دعم من زوجك والمقربين إليك.
طرق مفيدة:
عندما تنتابك مشاعر الغضب، يمكنك ببساطة أن تغادري الغرفة التي يوجد فيها طفلك إلى أن تهدئي، ولكن تأكدي من أنه لن يؤذي نفسه عندما يكون وحده، يمكنك أيضاً أن تكلمي أي وسادة في غرفة نومك، نعم فهذه الطريقة تخفف من توترك، وأن ترددي لنفسك باستمرار "أنا هادئة وأستطيع السيطرة على أعصابي"، وذكري نفسك بأنك أنت الراشدة وأنك تستطيعين التحكم في نفسك بينما لا يقدر على ذلك صغيرك، من الوسائل الأخرى لتهدئة أعصابك، سماع الموسيقى المفضلة لديك، فهذا قد يلهيك قليلاً عن الظرف الذي يستفزك، أو ضعي صغيرك في عربته، واخرجا معاً في الهواء الطلق، أو عدي إلى العشرة ببطء قبل أن تفعلي أي شيء.
من الضروري أن تسألي نفسك دوماً لماذا يتصرف طفلك بذاك الشكل؟ هل هو متعب، أو جائع، أو غاضب، أو يشعر بالملل؟ هل تعطينه ما يكفيه من اهتمامك ووقتك؟ انتبهي إلى مسألة مهمة جداً، وهي أن تعلمك كيفية السيطرة على غضبك بشكل فعّال هو السبيل للمحافظة على هدوئك، وبدلاً من أن تتصرفي أنت بشكل طفولي، حاولي إلهاء طفلك بأن تقولي له "دعنا نلعب تلك اللعبة معاً"، أو ضمّيه فقط إلى صدرك.
إذا حدث ما يثير غضبك من صغيرك خارج المنزل، أي في السوبر ماركت مثلاً، تذكري أنك لست الوحيدة التي قد تتعرضين لمثل تلك المواقف، وأنّ هذا الأمر طبيعي جداً، وهنا يمكنك أن تشجعي صغيرك على مساعدتك، كأن يمسك بالورقة التي دونت عليها ما تحتاجينه من مشتريات، أو أن يحاول وضع المشتريات الخفيفة في العربة.
في حال فشلك أحياناً في السيطرة على أعصابك، حاولي أن تسامحي نفسك، ولا تكوني قاسية جداً على ذاتك، اعتذري لطفلك، واشرحي له أنّ عدم القدرة على ضبط النفس هو أمر سيء، وتذكري أنّ تربية الأطفال تحتاج إلى بذل الكثير من الجهد، وهنئي نفسك في النهاية على اهتمامك ورعايتك لطفلك.


المصدر: مجلة كل الأسرة، العدد: 978.

التعليقات (0)

اترك تعليق