مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

أمي: مدرسة الرحمة الرحمانية والرحيمية

وصية الشهيد جهاد مالك حمود: أمي: مدرسة الرحمة الرحمانية والرحيمية

وصية الشهيد جهاد مالك حمود 

إلى والدتي الحنون:

لا أعرف بأي كلام أخاطبك فإنكِ أرفع شأناً مما أقول.
السلام على أول مدرسةٍ إلهية علّمتني الرحمة الرحمانية والرحيمية في هذه الحياة، وأرضعتني حبّ الأئمة المعصومين (ع) وأنا في المهد، السلام على روحي التي بها أحيا وعلى الشمس التي أضاءت عالمي باستمرار، السلام عليكِ من ولدكِ العاقّ الذي أتعبكِ كثيراً في هذه الدنيا.

أمي:
يا أجمل كلمةٍ نطق بها لساني، ويا أجمل ظهور رأته عيني! أمي: ما أطيب طعم حبك وما أعذب شرب قربك.
أمي يا أيتها العزيزة: سلامٌ عليكِ من ولدٍ حقيرٍ حقير، ذليل محتاج إلى رضاكِ وإن لم يكن ينفعني في الآخرة.
وصيتي إليكِ يا أمي أن تسعي لتحصيل العلم والمعرفة الإلهية والسير على نهج الأولياء بما تستطيعين، وأوصيكِ بوالدي العزيز جداً فأنتِ أعلم بما قدّمه لنا.
أمي: عليكِ بخدمة الناس والأرحام، وأن تسامحي كما عاهدتكِ وأن ترأفي بالآخرين الذين يظلمونكِ، واعلمي يا أماه أن المسامحة أجمل من العتاب فلا تطالبي أحداً بحقك، وسيري بعين الله في خطى مطمئنة لتحطيم الأنا نحو الله سبحانه، واسعي أن لا نعبد الله عبادة التجار واعبديه عبادة أنه أهل للعبادة)، وعليكِ بالاهتمام جيداً بمجالس العزاء الحسينية.
أمي: سامحيني على أية كلمة صدرت مني أو أي فعلٍ أغضبكِ.
أمي: إن جنتي هي رضاكِ وناري هي غضبك بل غضبك أصعب!
أمي: وقف ولدكِ ببابكِ ناظراً إليكِ بعين المسكين، وأنا في غاية العجز والضعف طالباً أن تمني علينا بنظرة رأفة ورحمة تستوجب لي الكرامة والرضا.
أمي: كيف لا تسامحيني وأنا من لحمك ودمك؟ وكيف ترضين وأنا العاق لكِ؟ أم كيف لا ترضين وأنا ولدكِ؟
أمي: سامحيني على كل لحظة آلمتكِ وأنا في بطنكِ في عالم الأرحام، وسامحيني على كل لحظة أتعبتكِ فيها منذ الطفولة من سهر الليل وإزعاجي إياكِ.
أمي: لقد سلبت من عينيكِ النوم والراحة ولكنني أعلم أنكِ رؤوفة طيبة لا تعامليننا مثلما نعاملكِ.
أمي: أطلب مبلغ رضاكِ، وفي النهاية إن السيدة الزهراء [عليها السلام] بكت الحسين [عليه السلام] من فوق الأظلة، فلا تبكي أمام الناس واصبري وتذكري السيدة زينب [عليها السلام] ومصابها تهون مصائب الدهر، ولا تجزعي وأطلب منكِ أن تفعلي معي كما فعلتِ مع أخي يوم دفنه، وأطلب منكِ أن تدعي لي وأن تهتمي بعوائل الشهداء وبالإخوة المجاهدين وانصرفي إلى قراءة القرآن وحديث الكساء والزيارات.
.................

الشهيد جهاد مالك حمود ولد في 1\ 1\ 1982م
استشهد بتاريخ 8\ 8\ 2006م

إعداد وتحرير موقع ممهدات بالاستفادة من جمعية إحياء التراث المقاوم

التعليقات (0)

اترك تعليق