وصية الشهيد حسن محمد شبيب: شوقي إليك ياأمي لا يقف عند حدود ولكن شوقي للقاء الله عز وجل يفوق كل شوق
وصية الشهيد محمد حسن شبيب
أعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم
بفضل الله، بسم الله الرحمن الرحيم
«وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ»(1) صدق الله العليّ العظيم
.................
أمي الحبيبة...
يا أروع كلمة نطقها لساني، وتلذذت بسماعها أذني، وأنست بها روحي وسكن لها قلبي...
لكم أحببت يا أماه أن أقبّل أناملك الطاهرة، وكفّيك المتواضعين اللذين جدّا لتأمين الراحة لي حتى تشققا ونبت الدم منهما، وأنت مع ذلك مسرورة لا تكفين عن التواضع لخدمتي، وأنا لذلك أخجل من مجرد المثول أمامك، فكيف لي أن لا أخجل وأنحني إجلالاً لكِ؟! وكيف لي أن لا أهديك مهجتي وروحي ومقلتي عربون وفاء لعيونك التي طالما سهرت بقربي، ولفؤادك الذي لطالما تلوّع أسفاً على مرضي حيناً وحيناً على فراقي، وأنا أعلم يا أماه أني مهما حاولت ردَّ صنيعك فلن أوفيَ، ومهما حاولت بعملي ولساني شكرك فلا يكفي، واعلمي أيضاً أنها انفجرت مشاعري فتدفقت حبراً على ورقي ولو حضرت لرأيتِ معها مدامعي، كل هذا لكي أقول لكِ أحبك يا أمي، أحبكِ من كل أعماقي وجوارحي، وشوقي إليك يزداد كلما ابتعدت عنك ولا يقف عند حدود، ولكن أرجو منك المعذرة يا أمي فشوقي للقاء الله عز وجل يفوق كل شوق وكل حدود..
أمي، حبيبتي، أرجوك أرجوك أن ترضي عني، وأن تسامحينني على أي خطأ أو تقصير بدر مني تجاهك وبحقك، واغفري لي كثرة عقوقي واعلمي أنني طالما افتخرت بك يا قرة عيني، إذ كنت لي نعم الأم المربية الناصحة والوصية.. ولكن الآن وبعد إذنك، إليك مني الوصية: تابعي تعليم الأجيال على انتهاج هذا النهج الذي مضيت لأجله، وحثّي بعزيمة على السير تحت لواء وقيادة ولي أمر المسلمين الإمام علي الخامنئي المفدّى، استعيني بالصبر والصلاة، وكثرة الدعاء وتلاوة القرآن وتقوى الله، فالصلاة عمود الدِّين والصبر شيمة الخاشعين والدعاء أفضل العبادة والقرآن ربيع القلوب، واعلمي يا أماه أنك بشهادتي تواسين الزهراء [عليها السلام] بولدها الحسين[ع]، وبإذن الله تعالى ستلقينها مبيضّة الوجه فخورة بتلك المواساة.
فيا أمي الحبيبة، أرجوك يا غالية أن تجعلي يوم شهادتي كيوم عرسي، وأن تتقبلي التهاني بدل العزاء، وتفرحي لأن ابنك شهيد وقد فاز بالرضا، ولا تحزني ولا تذرفي الدمع الحرّاق، وأبلغي عني الأحبة والرفاق بأنه يجوز الآفاق من كان إلى ربه توّاق...
....................
الهوامش:
(1) سورة آل عمران: 196
الشهيد حسن محمد شبيب ولد في 4\ 2\ 1980
واستشهد بتاريخ 6\ 8\ 2006م
اعداد وتحرير موقع ممهدات بالاستفادة من جمعية احياء التراث المقاوم
أعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم
بفضل الله، بسم الله الرحمن الرحيم
«وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ»(1) صدق الله العليّ العظيم
.................
أمي الحبيبة...
يا أروع كلمة نطقها لساني، وتلذذت بسماعها أذني، وأنست بها روحي وسكن لها قلبي...
لكم أحببت يا أماه أن أقبّل أناملك الطاهرة، وكفّيك المتواضعين اللذين جدّا لتأمين الراحة لي حتى تشققا ونبت الدم منهما، وأنت مع ذلك مسرورة لا تكفين عن التواضع لخدمتي، وأنا لذلك أخجل من مجرد المثول أمامك، فكيف لي أن لا أخجل وأنحني إجلالاً لكِ؟! وكيف لي أن لا أهديك مهجتي وروحي ومقلتي عربون وفاء لعيونك التي طالما سهرت بقربي، ولفؤادك الذي لطالما تلوّع أسفاً على مرضي حيناً وحيناً على فراقي، وأنا أعلم يا أماه أني مهما حاولت ردَّ صنيعك فلن أوفيَ، ومهما حاولت بعملي ولساني شكرك فلا يكفي، واعلمي أيضاً أنها انفجرت مشاعري فتدفقت حبراً على ورقي ولو حضرت لرأيتِ معها مدامعي، كل هذا لكي أقول لكِ أحبك يا أمي، أحبكِ من كل أعماقي وجوارحي، وشوقي إليك يزداد كلما ابتعدت عنك ولا يقف عند حدود، ولكن أرجو منك المعذرة يا أمي فشوقي للقاء الله عز وجل يفوق كل شوق وكل حدود..
أمي، حبيبتي، أرجوك أرجوك أن ترضي عني، وأن تسامحينني على أي خطأ أو تقصير بدر مني تجاهك وبحقك، واغفري لي كثرة عقوقي واعلمي أنني طالما افتخرت بك يا قرة عيني، إذ كنت لي نعم الأم المربية الناصحة والوصية.. ولكن الآن وبعد إذنك، إليك مني الوصية: تابعي تعليم الأجيال على انتهاج هذا النهج الذي مضيت لأجله، وحثّي بعزيمة على السير تحت لواء وقيادة ولي أمر المسلمين الإمام علي الخامنئي المفدّى، استعيني بالصبر والصلاة، وكثرة الدعاء وتلاوة القرآن وتقوى الله، فالصلاة عمود الدِّين والصبر شيمة الخاشعين والدعاء أفضل العبادة والقرآن ربيع القلوب، واعلمي يا أماه أنك بشهادتي تواسين الزهراء [عليها السلام] بولدها الحسين[ع]، وبإذن الله تعالى ستلقينها مبيضّة الوجه فخورة بتلك المواساة.
فيا أمي الحبيبة، أرجوك يا غالية أن تجعلي يوم شهادتي كيوم عرسي، وأن تتقبلي التهاني بدل العزاء، وتفرحي لأن ابنك شهيد وقد فاز بالرضا، ولا تحزني ولا تذرفي الدمع الحرّاق، وأبلغي عني الأحبة والرفاق بأنه يجوز الآفاق من كان إلى ربه توّاق...
....................
العبد الفقير إلى رحمة ربه
حسن محمد شبيب
ولاء
حسن محمد شبيب
ولاء
الهوامش:
(1) سورة آل عمران: 196
الشهيد حسن محمد شبيب ولد في 4\ 2\ 1980
واستشهد بتاريخ 6\ 8\ 2006م
اعداد وتحرير موقع ممهدات بالاستفادة من جمعية احياء التراث المقاوم
اترك تعليق