مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

حميدة الرويدشتي: فاضلة، عالمة، عارفة، معلمة لنساء عصرها، بصيرة بعلم الرجال

حميدة الرويدشتي: فاضلة، عالمة، عارفة، معلمة لنساء عصرها، بصيرة بعلم الرجال

حميدة بنت المولى محمّد شريف بن شمس الدين محمّد الرويدشتي الأصفهاني، والرويدشت: ناحية من توابع أصفهان.
ذكرها المولى الأصفهاني في الرياض قائلاً: إنها كانت فاضلة عالمة عارفة معلمة لنساء عصرنا بصيرة بعلم الرجال نقية الكلام بقية الفضلاء الأعلام تقية من بين الأنام، لها حواشي وتدقيقات على كتب الحديث كالاستبصار وغيره تدل على غاية فهمها ودقتها واطلاعها وخاصة فيما يتعلق بتحقيق الرجال. وقد رأيتُ نسخة من الاستبصار وكان عليها حواشيها إلى آخر الكتاب، وأظن أنّها كانت بخطّها رضي الله عنها.
قال: وكان والدي كثيرا ما ينقل حواشيها في هوامش كتب الحديث ويستحسنها ويحسنها وكان عندنا نسخة من الاستبصار وعليها حواشي الحميدة المذكورة بخط والدي إلى أواخر كتاب الصلاة حسنة الفوايد.
وكان والدها من تلامذة الشيخ البهائي وأخذ عنه الأستاذ الاستناد الإجازة، وقد قرءت هي على والدها وكان أبوها يثني عليها ويستطرف ويقول إن لحميدة ربطا بالرجال يعنى تعتني بعلم الرجال وكان يسميها بعلامتة بالتائين ويقول إن أحدهما للتأنيث والآخر للمبالغة توفيت سنة 108.
ومن غريب ما اتفق أنّها تزوّجت لرضى اُمها برجل جاهل أحمق، من أهل تلك القرية من أقربائها.
وكانت لها بنت تسمى فاطمة وهي أيضا كما في الرياض كانت فاضلة عالمة عابدة ورعة وهي أيضا تكون عالمة معلمة لنسوان عصرها في الأغلب تكون في بيت سلسلة الوزير المرحوم خليفه سلطان.
وقد رأيتُ أنا والدها وكنتُ صغيراً في حياة والدي، وكان والدها قد طعن في السن، وكان لا يقبل كثرة سنّة ويقلّله مزاحاً، وأظنّ أنه بلغ سنه مائة سنة أو ما يقارب من ذلك والله يعلم(1).
وقال الطهراني في الذريعة: لها كتاب رجالي باسم "رجال حميدة"، ثم قال: هي الفاضلة الكاملة حميدة بنت المولى محمّد شريف بن شمس الدين محمّد الرويدشتي الأصفهاني، ثم نقل ما ذكره الأفندي في الرياض(2).
وعدّها من مصنّفي الكتب في علم الرجال، حيث ذكرها في مصفّى المقال في مصنّفي علم الرجال وقال: إنّها توفيت سنة 1087هـ(3).
وقال أيضاً: لها حاشية على كتاب الاستبصار لشيخ الطائفة الطوسي، وذكرها في موضعين: في حرف الألف والحاء(4).


الهوامش:
1 ـ تنقيح المقال 3: 76.
2 ـ رياض العلماء 5: 404، أعيان النساء: 98، رياحين الشريعة 4: 185.
1 ـ الذريعة: 10: 114.
2 ـ مصفّى المقال في مصنّفي عالم الرجال: 162.
3 ـ الذريعة 2: 15 و 6: 18.
 
المصادر:
1- الأمين، السيد محسن: أعيان الشيعة، تحقيق وتخريج: حسن الأمين. دار التعارف للمطبوعات، بيروت، لبنان، ج8.
2- العلامة المجلسي: بحار الأنوار. ط2، مصححة، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، 1403هـ- 1983م. ج102.
3- الميرزا النوري: مستدرك الوسائل. ط1، مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث، قم، إيران، رجب 1415. ج2.



إعداد: موقع ممهدات.

التعليقات (0)

اترك تعليق