مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

8 خطوات لمساعدة طفلك على التركيز

8 خطوات لمساعدة طفلك على التركيز

يعتبر اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، من الاضطرابات السلوكية الأكثر شيوعاً لدى الأطفال.. ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن نحو 9,5% من الأطفال يصابون بتلك الاضطرابات، أي ما يقارب 5،4 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 4 و17 سنة، مع الإشارة إلى أنّ الأولاد يمثلون ضعفيّ عدد الإناث، حيث تصل نسبة الإصابة بين الذكور إلى نحو 13،2% مقارنة ب5،6% بين الإناث. ويلفت خبراء المراكز إلى وجود ثلاثة أنواع من الاضطراب، تتمثل في نقص الانتباه، وفرط الحركة والنشاط، أو الاثنين معاً.
ويعاني الأطفال المصابون اختلافاً فسيولوجياً في أجهزتهم العصبية، يتمثل في عدم قدرتهم على التركيز أو الجلوس في مكان واحد لفترات طويلة، إضافة إلى الاندفاع في كافة التصرفات التي يقومون بها، واتي تشكل في مجملها، عقبات كبيرة في مسيرة النجاح المدرسي، وتخلق أمامهم مزيداً من التحديات داخل الصفوف الدراسية، خاصة وأن كافة المعلمين يطالبون التلاميذ بالجلوس، والانتباه الجيد إلى الدروس مع اتباع التعليمات.
فإذا كان طفلك يعاني هذا الاضطراب، فإنّ مفتاح النجاح السحري في يديك عبر ثمان من أهم الخطوات التي يمكنك القيام بها لمساعدته على النجاح في المدرسة، وتحقيق أهدافه الأكاديمية:
1-
تعرفي على نقاط القوة والضعف:
يشير د. بيتر جنسن، استشاري العائلة في العيادات المدرسية في كاليفورنيا، إلى أنّ الأعراض الأساسية للمرض، لا تشكل وحدها نقطة ضعف الطفل، حيث يعاني ما يتراوح بين 20 و 30% من الأطفال المصابين بالاضطراب، إعاقة محدودة في التعلم، تتمثل في صعوبة التركيز على المهام اليومية في المدارس التقليدية، إضافة إلى تفاعل محدود مع البيئة المدرسية، وتشتت انتباههم الدائم، ما يخلق لديهم شعوراً بالنقص أمام أقرانهم، يدفعهم إلى عدم احترام ذواتهم، لذلك من الضروري أن تتعرفي على احتياجات طفلك الخاصة، لتعملي بجدّ على معالجة نقاط الضعف لديه، مضيفاً: "إنّ تحديد نقاط القوة لدى طفلك، يساعدك تلقائياً على خلق فرص النجاح لديه، عبر تعزيز ثقته بنفسه، ما يؤدي بالتالي إلى حصوله على النجاح والسعادة في معظم الأوقات".
ويقول د. إدوارد هالويل، مستشار العائلة في كاليفورنيا: "تعرّفي على الأشياء التي يحبها طفلك، ومادته المفضلة في المدرسة، عبر تواصلك مع المدرس، وركزي على تطوير قدراته ومهاراته، من خلال شراء الكتب والأدوات التي تزيد من تفاعله، وتُسهم في الوقت نفسه في تعزيز قدراته ومهاراته، لتتمكني من غرس ثقته بنفسه".
2- التعاون مع المعلم:
توصي د. جينا روبك، الاختصاصية التربوية، الأم بترتيب موعد مع معلم الصف الذي سيضم طفلها في بداية كلّ عام دراسي، مشيرة إلى أنّ معظم المعلمين يرحّبون بالحصول على المعلومات الخاصة بطلابهم وتضيف: "اجمعي كافة المقالات المتعلقة بمرض طفلك، وأعطيها للمدرس، حتى يتمكن من التعرف جيداً على الحالة التي يتعامل معها، ثمّ قومي بالتعاون معه لوضع خطّة مفصلة لأسلوب تعلم طفلك، وكيفية مساهمتك في تنفيذ هذه الخطة داخل المنزل، حسب البيئة التي يعيش فيها، وكيفية إدارة سلوكه، والمصاعب التي يواجهها، واحتياجاته الحسّية، مع التأكد من كتابة نقاط القوة التي يتمتع بها طفلك، والتي ينبغي التركيز عليها والعمل على تطويرها، إضافة إلى نقاط الضعف لديه لتجنيبه الإحساس بالنقص تجاه زملائه في الصف".
3- اختاري المدرسة المناسبة:
يحتاج الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة إلى ترتيبات خاصة بهم داخل الصف، تعينهم على تلبية احتياجاتهم من الأنشطة الكثيرة، ومواجهة نقص الانتباه وصعوبة التنظيم ومصاعب اتباع التعليمات المتسلسلة، أو الصعوبات اللغوية في القراءة والكتابة، وفي الواقع إنّ معظم المدارس الخاصة غير مؤهلة للتعامل مع الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، كما أنّ المدارس المخصصة للمعاقين تطلب تقارير تفيد بأنّ طفلك لديه إعاقة تؤثر سلباً على تعلمه وأدائه التعليمي، والتي لا يمكنك الحصول عليها لعدم اتفاق جميع الجهات على اعتبار هذا الاضطراب إعاقة تحتاج إلى مدرسة تتوافر فيها مجموعة من البرامج التأهيلية والخدمات التعليمية ذات النوعية عالية الجودة، للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقة وصعوبة التعلم، خاصة عند معاناة طفلك في المدرسة، لتتمكني من مساعدته على أسلوب التعليم المناسب لحالته، وضمان مستقبله.
4- تقربي من طفلك:
يقول د. غروس غرين، المدير المؤسس لشركة "الحياة المتوازنة" ومؤلف كتاب "التحدي السلوكي": "يولد الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، مع وجود اختلافات في أدمغتهم، تتباين في حدّتها بين طفل وآخر، ولكنهم على الأغلب يمتلكون قاسماً مشتركاً يتمثل في السلوكيات الصعبة في كثير من الأحيان، بسبب عدم تمتع الطفل بالمهارات الحياتية الكامنة، مثل القدرة على حلّ المشكلات، والتكيف مع الأقران وابداء التسامح تجاه الآخرين"، مضيفاً: "بيد أن عدم تمتعه بهذه المهارات لا يعني عدم وجود الدوافع لديه للتعلم والعمل، لذلك عليك التقرب من طفلك والتعرف على صفاته الشخصية الخاصة، الأمر الذي يمكِّنك بالتالي من مساعدته بطرق فعّالة وأكثر إنسانية".
وينصح د. غرين الآباء والمعلمين بالقول: "من حسن الحظ أنّ كافة هذه المشاكل يمكن توقعها، لذلك فإنّ التعاون بين الجانبين يُسهم كثيراً في تجنيب الطفل كافة المصاعب التعليمية عبر تفهم المدرّسين احتياجات كلّ واحد على حدة، وتحديد المشكلة ومشاركة الأهل في وضع الخطط الواقعية التي تساعد الطفل على اكتساب المهارات التي يفتقر اليها خلال مراح التعلم المختلفة".
5- كافئي العمل الجيد:
تضيف د. روبك: "يمكنك الاتفاق مع مدرس طفلك على وضع نظام إيجابي لتحفيزه، يحصل من خلاله الطفل على مكافأة عند نجاحه في أداء مهامه الرسمية، أو التزامه بالعمل داخل الصف، ومن المؤكد أنّ الطفل المصاب بهذا الاضطراب سيواجه صعوبات جمّة في التفكير والتخطيط للحصول على الجوائز التي تمنحها المدرسة للطلبة المتفوقين، الأمر الذي يبعث الإحباط في نفسه ويُضعف من ثقته بنفسه، ويؤدي إلى انصرافه عن محاولة السيطرة على سلوكه وتحقيق الأهداف المرجوة، لذلك فإنّ شراءك بعض الهدايا له بالاتفاق مع مدرسه، يمكن أن يُسهم في تحفيزه وتحقيق النجاح المرجو".
وتوصي د. روبك المدرسين بضرورة تعليق لوحة خاصة بالطفل على حائط الصف تمكنهم من وضع علامات إيجابية على مدى اليوم عند إنجاز الطفل الأهداف التي تمّ التخطيط لها، ليقوم المدرس بعدها بمنحه مكافأة صغيرة عند وصوله إلى عدد معين من النقاط.
6- ركّزي على التخطيط والتنظيم:
بالإصرار والمثابرة يمكنك تعليم طفلك مهاراتي التخطيط والتنظيم، وتقول دونا غولدبيرغ مؤلفة كتاب "الطالب المنظّم": "من الطبيعي أن يواجه الطفل صعوبة في تنفيذ المهام، وفقاً للوقت المحدد، نتيجة لافتقاره إلى مهارات التنظيم الدماغي مثل إدارة الوقت والتخطيط والجدولة، لذلك يتوجب عليك مساعدته على تحديد الوقت لأداء كافة الواجبات المنزلية عبر التركيز على حلّ كلّ واجب على حدة، بدءاً بالواجبات السهلة التي يحبها، وصولاً إلى الأصعب، وتأكدي من التواصل مع معلمه في المدرسة للعمل حسب الخطة الموضوعة مسبقاً، ولتصبح هذه الخطوات عادات متكررة لديه، خاصة وأنّ العمل من جانب واحد لن يؤدي إلى النتيجة المرجوة".
7- خففي الواجبات المدرسية:
يعاني الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة التشتت عند أداء واجباته المدرسية الكثيرة، حيث يحتاج الطفل الطبيعي في الصف الثاني إلى نحو 20 دقيقة لحلّ كلّ واجب مدرسي مع زيادة 10 دقائق لكلّ مرحلة، بيد أنّ الطفل المريض لن يتمكن من مواصلة الجلوس لفترة طويلة كي ينجز واجباته على النحو الأكمل، لذلك يمكنك التواصل مع معلمه لتخفيف الواجبات المطلوبة منه وسؤاله عن إمكانية تعديل بعض الواجبات لتكون شفهية، أو مجرد مشاريع تعتمد على الحركة والإلقاء بدل الالتزام بالجلوس وأداء الواجب الكتابي.
8- كوني واقعية:
يقول د. غرين: "يحلم معظم الأهالي برؤية أطفالهم يحصلون على الدرجات الكاملة في المدرسة، وعلى الرغم من ارتفاع معدل الذكاء عند معظم المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلا أنّ عدم قدرتهم على الانتهاء من المهام المدرسية في الوقت المخصص للطلاب، وعدم قدرتهم على العمل بشكل مستقل يمثلان عائقاً أمام حصولهم على الدرجات الجيدة.
لذلك يتوجب عليك التوقف عن إثارة قلق طفلك حيال الدرجات، والعمل بشكل جيد على تعزيز ثقته بنفسه من خلال توفير الأدوات اللازمة التي تساعده على إيجاد طريقته الخاصة إلى النجاح، وتعلمي تقبل شخصيته كما هو عليها، وتذكري دوماً أنّه لا بأس مع العمل والمحبة".

المصدر: مجلة المرأة اليوم، العدد 601.

التعليقات (0)

اترك تعليق