مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

من رسالة للشهيد الشيخ أسعد برو إلى والدته

من رسالة الشهيد الشيخ أسعد برو إلى والدته: إنك أكبرُ من أي وصف, لقد عانيت من أجلي كثيرا

 بسم الله الرحمن الرحيم
«وقلِ اعملُوا فسَيَرَى اللهُ عملَكُم ورسولُهُ والمؤمنُون وستُرَدُّون إلى عالِمِ الغَيْبِ والشَّهادةِ فينبِّئُكُم بما كنتُم تعملُون» (التوبة 105)


والدتي العزيزة 
يا من سهرت علي الليالي الطوال، أسألك قبل كل شيء أن ترضي عني حتى أكون مرتاحا.
لا أعرف كيف أبدا, ولقد  بحثتُ عن كلامٍ,  وعن تقديرٍ يوفيك بعضاً من مكانتك في قلبي  فلم أجد, لأنك أكبرُ من أي وصف, لقد عانيت من أجلي كثيرا, وإن شاء الله سوف تجدين عناءك هذا، يوم القيامة, نوراً أمام عينيك, لأنّه كان من أجل الله وفي سبيله, لأنك تعبت على ولد أحبك وطلب رضاك كثيرا, ولكن في داخل  نفسه, وبينه وبين ربّه, إن أردت أن تعرفي ما أنا عليه الآن,  فعليك أن تعرفي أنّ نفسك راضية  عني,  ثم تأكدي أنّني بخير  ولو كنت في أقاصي الأرض.
أنت تدركين ماذا يعني عذاب الأم, وأنا أعرف أيضاً فلقد جاء الإمامَ علي أحدُ الشباب فقال له: يا أمير المؤمنين لقد حملت أمي على ظهري إلى الحج عشر مرات ذهابا وإيابا, فهل أكون قد وفيت حقها؟ فقال له  (عليه السلام):  لم توفّ بطلقٍ واحٍد من الذي يصيبها أثناء الولادة.
 إني أعرف حقّك علي، لكن أبداً ما نسيت انك تعبت وتحمّلت الصعاب من أجلي، لذلك عليك أن تعرفي أنّ مكانك في قلبي، وليس ما أظهره للناس. لقد  شرحت الوضع لوالدي طبعاً، وهو يخبرك بما شرحته له، أستودعك اللهَ والسلام عليك ورحمة الله وبركاته  .
اسأل الله أن تكوني بخير أنت وجميع  إخوتي, لقد دعوت لكم جميعا  أنتم وبيت عمي، عند مقام الإمام الرضا (ع) وأخته المعصومة (ع)، نسال الله أن يتقبّل منا الدعاء وسوف أعمل على إحضارك أنت ووالدي إلى زيارة الإمام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

استشهد الشيخ أسعد برو في 9- 8- 1989م عن عمر 24 سنة

المصدر: كتاب شهداء وشهود (سيرة توثيقية لشهداء حوزة الرسول الأكرم (ص))، إعداد معهد الرسول الأكرم العالي للشريعة والدراسات الإسلامية.

التعليقات (0)

اترك تعليق