مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

كم هي سعيدة تلك اللَّحظات وأنا بين يديك تضميني إلى صدرك فأشعر بذروة الحنان

وصية الشهيد كامل عبدالله عبد الرضا: كم هي سعيدة تلك اللَّحظات وأنا بين يديك تضميني إلى صدرك فأشعر بذروة الحنان

بسم الله الرحمن الرحيم

أمي الحبيبة: كنت أتمنى هذه الحياة على غير ما هي عليه اليوم، لم أكن آمل أن أكبر وأكبر لأحقق ما تمنيته عليّ في آمالك، والتي أرضعتنيها من حليبك الخيِّر.
آه يا أمي! كم هي سعيدة تلك اللَّحظات التي لن تعود! لحظات الطفولة وأنا بين يديك تضميني إلى صدرك فأشعر بذروة الحنان. لقد مضت تلك الأيام يا أمي.
هذه الكلمات الباقية مني إليك وصية كعهد لرفاقي الذين قضوا قبلي:
أجل، فأنا أعيش الآن بين البقية المتبقية من الشباب في بلادي التي نشأت وترعرعت فيها حيث لم يعد فيها أحد.. هجرها كل الناس، كل البشر، تركوها، خافوا من العدو، من الموت، يفرون منه وهو يلاحقهم أينما وجدوا.
من المعقول أن أعود إليك، ولعلّي لم يعد باستطاعتي العودة، وإذا ما متّ وقضيت فافرحي وكوني مسرورة لأنك ستقابلين سيدتك الزهراء(ع) فتبيّضي وجهك معها، سامحيني يا كريمة.
لم يعد باليد حيلة، فات الأوان، وترضّي عليَّ، فمن الله أستمد القوة وألتمس الرحمة، واقرأي لي مع إطلالة الشمس وغروبها سورة الفاتحة لتفيض روحي وتُسَرَّ وترتاح، وتأمليني في وجه كل أخ من إخوتي، تريني مزروعاً في عيونهم، مسمراً في قلوبهم، يشدُّهم إليَّ حب وحنان.


إعداد وتحرير موقع ممهدات بالاستفادة من موقع إرث الشهادة.

التعليقات (0)

اترك تعليق