مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

والدتي العزيزة:

وصية الشهيد خضر حيدر جوني: والدتي العزيزة: "أمي" يا أجمل كلمة سمعتها ورددتها في حياتي

 بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله ربّ الشهداء والصدّيقين.
«وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ»([1]).
«إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ»([2]) صدق الله العليّ العظيم.
سلام من الله على بقية الله في أرضه الحجّة بن الحسن(عج) وعلى نائبه بالحق فقيه أهل البيت (ع) الإمام الخميني، أمل المستضعفين ومؤسس الجمهورية الإسلامية في العالم بعد الرسول (ص)، والسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أصحاب الحسين وعلى أولاد الحسين (عليهم جميعاً سلام الله).
والسلام على شهداء الإسلام في كل مكان وخصوصاً شهداء الثورة الإسلامية في الجمهورية الإسلامية..
والسلام عليكم أهلي الكرام ورحمة الله وبركاته.

والدتي العزيزة:
"أمي" يا أجمل كلمة سمعتها ورددتها في حياتي.
"أمي" يا من سهرت الليالي وتعبت الأيام لترعاني وتربيني.
أمي بعد عرض التحية والسلام من الله عليكِ أسأله عزّ وجلّ أن يحفظكِ ويرعاكِ إذا رأيتِ جثتي يا أمي ارفعي يديك إلى السماء وقولي كما قالت زينب(ع) عندما رأت الجميع في كربلاء قد استشهدوا ولم يبق لها أحد سوى الله سبحانه وتعالى "اللهم تقبّل منّا هذا القربان([3]).
أمي يا عزيزتي، لا تبكي عليّ كثيراً فهذه هي الحياة الدنيا الفانية من لم يعمل فيها في سبيل الله تعالى فهو من الخاسرين.
كوني مثل زينب(ع) بلغي العالم قولي هذا لجيرانك ولأخواني، إن الإسلام دين الله ومن لا يعمل للإسلام فهو بعيد عن الله بعد السماء عن الأرض.
افتخري بشهادتي ولا تبكي عليّ كثيراً لأن الإسلام يفتخر بالشهداء.
سامحيني وادعي الله أن يحشرني مع أوليائه، وأن ينصر الإسلام على أعدائه وأن يحفظ الإمام الخميني حتى ظهور المهدي(عج) زوري قبري كل خميس ليلة جمعة عند العصر، حتماً إذا استطعت، واقرئي الفاتحة لروحي ولجميع المؤمنين والمؤمنات، علّمي إخوتي أن يواظبوا على الصلاة وأن يتابعوا الخط الذي سرت فيه: وأرجو وأطلب منكم رجاءً حاراً أن لا ترفعوا قبري عن الأرض أكثر من عشرة سنتيمترات وأن تكفنوني بذلك الكفن الذي جلبته معي إلى البيت إن أمكن.
سلامي لكِ وسلام من الله عليك ورحمته وبركاته.


([1]) سورة البقرة: 155.
([2]) سورة التوبة: 111.
([3]) القرشي، باقر شريف: حياة الإمام الحسين C. ط1، النجف الأشرف. (1395هـ - 1975م). ج2. ص301.


كتبها العبد الحقير
الفقير إلى رحمة ربه
ابنكم البار خضر حيدر جوني


إعداد وتحرير موقع ممهدات بالاستفادة من موقع إرث الشهادة.

التعليقات (0)

اترك تعليق