مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

أمي.. أريد أن تكوني مثلاً للنساء الحسينيات الزينبيات

وصية الشهيد أحمد عبد الأمير دبوق: أمي.. أريد أن تكوني مثلاً للنساء الحسينيات الزينبيات

بسم الله الرحمن الرحيم

«وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ»( [1]) صدق الله العليّ العظيم.
«... وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ»(([2]) صدق الله العليّ العظيم.
الصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعزّ المرسلين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، السلام على الإمام القائم الحجّة روحي وأرواح العالمين له الفداء، السلام على نائبه الإمام الخميني قدّس الله سرّه الشريف وجعلنا من السائرين على نهجه، السلام على ولي أمر المسلمين السيد علي خامنئي(حفظه المولى) وجعلنا من السائرين تحت رايته المشرقية لتحرير القدس الشريف، وتسليم الراية للإمام المهدي المنتظر(عج)..
فيجب علينا أن نقتدي بهذا الخط الذي رسمه الإمام الخميني(قده) لكي نكون من جنود الإمام المهدي(عج) ونكون من الصالحين، ومن ورثة هذه الأرض، لأن الدرب طويل وصعب مستصعب مليء بالأشواك والمصاعب التي تؤدي إلى انهيار بعض الأفراد، فلذلك أطلب من الله أن يوفق جميع الإخوة المؤمنين لمتابعة السير على خط ولي أمر المسلمين السيد علي الخامنئي حتى النصر أو الشهادة -وهي  أملنا- والفوز برضوان الله عزّ وجلّ.
فمن أين أبدأ؟ أمي: من أين أبدأ؟ إني أكتب كلماتي وعيناي مغرورقتان بالدموع، فأريد منكِ أن لا تحزني ولا تبكي بل اوهبي بكاءك لأبي عبد الله الحسين(ع)، وتذكري يوم عاشوراء، قفي موقف السيدة زينب(ع)، وقولي: "اللَّهم تقبّل منا هذا القربان"([3]) وقولي: "أنا أم الشهيد"!...

أمي: أريدكِ أن تبقي صامدة رغم كل المصاعب عند استشهادي، وأن تكوني متأهبة صامدة كالجبل الشامخ في الأعالي الذي لا تهزه الرياح ولا يأبه إلى شيء، أريد أن تكوني مثلاً للنساء الحسينيات الزينبيات، وأن تدعي لي وتترحمي على ابنك الشهيد، وأن تسامحيني لأني فارقتكِ بعدما أتعبتكِ طويلاً وبعد حملك وولادتك لي وتربيتي حتى أصبحت شاباً، فتركتك لأمضي حيثما أمرني الرحمن جلَّ وعلا.
أمي: وداعاً، إني أعلم أنك تخافين عليّ، لكن تمثلي بالسيدة الزهراء(ع) يوم مقتل ابنها الحسين(ع)، وأريدكِ أن تبقي صامدة كالجبل الشامخ الذي لا تهزه الرياح ولا الصعوبات ولا المخاطر.
أمي: تذكري أبا عبد الله(ع)، تذكري القاسم وعلي الأكبر(ع) وشهداء كربلاء، واهدي بكاءك لهم لأنهم أحق بالبكاء مني، وقولي: "اللَّهم تقبّل منا هذا القربان"(5]). 
 
21/8/1990م
محرم 1410
ابنكم وأخوكم وصديقكم
الأخ الحقير ميثم العاملي
أحمد دبوق


الهوامش:
([1]) سورة القصص: 5.
([2]) سورة الروم: 47.
([3]) القرشي، محمد: حياة الإمام الحسين C. ط1، مطبعة الآداب، النجف (1975م). ج2. ص301.
([4]) القرشي، محمد: حياة الإمام الحسين C. ط1، مطبعة الآداب، النجف (1975م). ج2. ص301.

 

إعداد وتحرير موقع ممهدات بالاستفادة من موقع إرث الشهادة.

التعليقات (0)

اترك تعليق