مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

من وصية الشهيد زهير صلاح هزيمة: وداعاً يا أمي، أمي.. رويتِ القلب يا أمي من الدمع

من وصية الشهيد زهير صلاح هزيمة: وداعاً يا أمي، أمي.. رويتِ القلب يا أمي من الدمع

أمي العزيزة: السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته.
إني أكتب هذه الوصية وأنا بحاجة إلى حنانكِ ورأفتكِ وإلى النظر لعيونكِ المليئة بالعطف والرحمة.

أماه: أوصيكِ بأن لا تحزني ولا تلبسي الأسود عليّ، وكوني مثل سيدة نساء العالمين السيدة  الزهراء(ع) صابرة على ما أتاكِ الله من بلاء.

أمي الحنون: كوني صابرة وادعي الله أن يرحمني لأن دعاء الأم مقبول من الله جلّ وعلا.

أمي: تأكدي بأن الموت حق والشهادة حق، واعلمي بأن هذه الدنيا زائلة وليس لنا فيها مقر، واعلمي أن مقرنا الأساسي هو الآخرة، واعلمي أن الدنيا دار ممر وليست دار مقر، واعلمي أن هذه الدنيا مثل المدرسة فيها دروس وفيها امتحانات وهنيئاً لمن نجح في هذا الامتحان.

أمي العزيزة: لا تنسي أن تحرّضي على العمل في المقاومة الإسلامية والإسلام المحمدي الأصيل، وحرّضي على الحجاب والتديّن، والعمل على طريق الإسلام، ولا تنسي موقف السيدة الزهراء، والسيدة زينب(ع) ومواقفها في كربلاء، وربي أخواتي تربية إسلامية حقيقية، لأن لا نجاة لهن في الآخرة إلاّ بالإسلام والتوسل بأهل البيت(ع).

أمي العزيزة: زوري عوائل الشهداء والأسرى والجرحى والمرضى، وواسيهم في حزنهم وآلامهم وكوني صابرة، وضعي عينيك في عين الله تعالى، ولا تخافي إلاّ من الله تعالى، لأن البشر زائلون عن وجه هذه الدنيا اللَّعينة، 

أمي: حافظي على صلاة الليل والصلاة الواجبة وعلى المستحبات، وادعي لي الله أن يرحمني.

أمي: وداعاً يا أمي، أمي: رويتِ القلب يا أمي من الدمع، لا أريد أن يلهب بكاؤك الأحشاء عند قبري فقومي، ذاهب أنا اليوم، فكربلاء تنتظر، قلبي صوب الطف يهفو والدموع تنهمر، 

أمي: لولا دماؤنا لما كان هناك إسلام، 

أمي: الدم يحيي الإسلام، أمي إذا رضخنا أمام الفجّار سوف يأكلوننا وسوف يهتكون حرمتنا ويهتكون عرضنا، والله يا أمي إذا قعدنا مع القاعدين سوف نصبح أمام المنافقين كالفريسة أمام الذئاب.

أمي: فمن هذا المنطلق اخترت هذا الطريق للدفاع عن حرمة الإسلام والمسلمين، وعزّة الإسلام المحمدي، واعلمي إذا أنا بذلت دمي في سبيل الله، سوف أفسح الطريق أمام إخوتي لكي يعيشوا باطمئنان.

أمي: إلى اللقاء في جوار الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.





إعداد وتحرير موقع ممهدات بالاستفادة من موقع إرث الشهادة.

التعليقات (0)

اترك تعليق