وصية الشهيد باسم محمد قشاقش: والدتي الحنون: السلام عليكِ يا حاجّة.. ماذا أقول لكِ فأنتِ دمعتي وأنا دمعتكِ!...
«وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا...»([1]).
والدتي الحنون: السلام عليكِ يا حاجّة، السلام عليكِ يا طاهرة، السلام عليكِ يا مقدسة، ماذا أقول لكِ فأنتِ دمعتي وأنا دمعتكِ!...
أمي: أعلم أنك ستتألمين وستكونين حزينة، وأن عينك سوف تذرف الدمع، ويضيق صدرك، ولكني أريد منك حين تسمعين نبأ شهادتي، أن تناجي رب العباد وتقولي: "اللهم تقبّل منا هذا القربان"([2]).
أمي: لقد سلكت هذا الطريق المليء بالأشواك، وأنا أعلم أنه سوف يأتي اليوم الذي أنتقل فيه من دار الفناء إلى دار البقاء، وحينها ألقى رسول الله(ص) وعلي بن أبي طالب(ع) والسيدة الزهراء(ع).
أمي: كم كنت أتمنى أن تكوني بقربي أثناء شهادتي، لتواسي السيدة زينب(ع) بمصاب أخيها الإمام الحسين(ع) في كربلاء.
أطلب منكِ يا أمي أن تصبري على بلاءات الدنيا الفانية «... وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَ مَتَاعُ الْغُرُورِ»([3])، و"الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد"([4]).
وأخيراً أرجو أن تسامحيني على ما قصَّرت به تجاهكِ، وأسألكِ الدعاء، ولا تنسيني بصلاة الوحشة، وتصدقي عليّ ولو برغيف من الخبز، والسلام عليكِ ورحمة الله وبركاته.
________________________________________
([1]) سورة العنكبوت: 69.
([2]) كما قالت السيدة زينب I يوم عاشوراء، أنظر: القرشي، محمد: حياة الإمام الحسين C. ط1، مطبعة الآداب، النجف (1975م). ج2. ص30.
([3]) سورة الحديد: 20، سورة آل عمران: 185.
([4]) الشيخ الكليني: الكافي. ط4، دار الكتب الإسلامية، طهران (1987م). ج2. ص87.
إعداد وتحرير موقع ممهدات بالاستفادة من موقع إرث الشهادة.
اترك تعليق