مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

هذا ولدك قادم إليكِ، مقدِّماً جسده هديةً لك، فاعتزي أمام أهل الجنان

وصية الشهيد إبراهيم محمد فقيه: هذا ولدك قادم إليكِ، مقدِّماً جسده هديةً لك، فاعتزي أمام أهل الجنان

آه... آه يا أمي! اعلمي أني متلهف لرؤيتك، وأي أمٍّ أنتِ؟... أنتِ الشهيدة المذبوحة من الوريد إلى الوريد، سيدي يا حسين، سيدي يا حسين، أولست أنت الذي ذُبحت من الوريد إلى الوريد؟... أوليست زينب(ع) التي ذُبح أخوها من الوريد إلى الوريد؟... أوليست فاطمة (ع) المثكولة بابنها المذبوح من الوريد إلى الوريد؟... فهذه فاطمة قد ذُبحت من الوريد إلى الوريد، سيدي يا حسين، بالمقام الذي لك عند الله، ادعو لنا أن يجمعنا سوياً في جِنانه.

أمي!... هذا ولدك قادم إليكِ، مقدِّماً جسده هديةً لك، فاعتزي أمام أهل الجنان، وقولي: ابني الصغير أبا خليل، إبراهيم قادم بعد عناء وجهاد طويلين، ترقبي اللقاء يا أغلى أمٍ... أعطيتني الحنان وأسكنتني جوف رحمكِ، غذيتني بعروق صدركِ، آه... أيُّ صدرٍ أذكر؟... صدرٌ قطّعه الأعداء المجرمون، حملتني على يديك الطاهرتين، وأي يدين أذكر؟ يدين تمتطي الجواهر، وهل بقي فيها جواهر بعد أن قُطّعت اليدان؟ [...] نعم... إلى هذه الأم سلامي، السلام عليكِ يا أمي، وعلى الشهداء، أولستم الذين فديتم الأرض والأطفال بدمكم؟ سلام من المجاهدين إليكم، سلام من المجاهدين إليكم.

المصدر: إرث الشهادة
.

التعليقات (0)

اترك تعليق