مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

السيدة أم فروة فاطمة بنت القاسم(رض) الفقيهة والراوية

السيدة أم فروة فاطمة بنت القاسم(رض) الفقيهة والراوية

فقهها:
روى الكليني في الكافي بسنده عن عبد الأعلى قال: رأيت اُمّ فروة تطوف بالكعبة عليها كساء متنكّرة، فاستلمت الحجر بيدها اليسرى، فقال لها رجل ممّن يطوف: يا أمة الله أخطأت السُنّة.
فقالت: إنّا لأغنياء عن علمك(1).
وعن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله(ع): «إذا دخلت الحرم فتناول من الإذخر فامضغه» وكان يأمر أم فروة بذلك(2).
رواياتها:
وقد روت هذه السيدة الجليلة عن أهل البيت(ع) روايات عديدة، منها ما روته عن الإمام السجّاد(ع) حيث قال لها: «يا اُمّ فروة إني لأدعو الله(3) لمذنبي شيعتنا في اليوم والليلة ألف مرة، لأنّا نحن فيما ينوبنا من الرزايا نصبر على ما نعلم من الثواب، وهم يصبرون على ما لا يعلمون»(4).
رعايتها:
كان الإمام الصادق(ع) يهتم برعاية زوجته أم فروة، وقد اشترى لها خادمة لكي تعينها في أمور البيت.
قال أبو عبد الله(ع) لإسماعيل حبيبه وحارث البصري: «اطلبوا لي جارية من هذا الذي تسمونها كدبانوجة(5) مسلمة تكون مع أم فروة».
فدلوه على جارية كانت لشريك لأبي من السراجين فولدت لـه بنتا ومات ولدها، فأخبروه بخبرها فاشتروها وحملوها إليه، وكان اسمها رسالة فحول اسمها فسماها سلمى وزوجها سالم فهي أم حسين بن سالم.
وفي بعض الروايات أن مولاتها كانت (سعيدة).
في التهذيب عن الحسين بن مسلم قال: كنت عند أبي عبد الله(ع) إذ جاءه محمد بن عبد السلام، فقال له: جعلت فداك يقول لك جدي: إن رجلاً ضرب بقرة بفأس فسقطت ثم ذبحها؟
فلم يرسل معه بالجواب، ودعا سعيدة مولاة أم فروة فقال لها: «إن محمد جاءني برسالة منك، فكرهت أن أرسل إليك بالجواب معه، فإن كان الرجل الذي ذبح البقرة حين ذبح خرج الدم معتدلاً فكلوا وأطعموا، وإن كان خرج خروجاً متثاقلاً فلا تقربوه»(6).



الهوامش:
(1) الكافي: ج4 ص428 باب نوادر الطواف ح6.
(2) الكافي: ج4 ص398 باب دخول الحرم ح3.
(3) أي استغفر.
(4) الكافي: ج1 ص473 باب مولد أبي عبدالله جعفر بن محمّد(ع) ح1.
(5) كدبانوجة: معربة (كدبانو) أي المرأة التي تدير البيت وتقوم بشوؤنها من الطبخ وما أشبه.
(6) تهذيب الأحكام: ج9 ص56 ب1 ح236.

 
المصادر: http://alshirazi.com

التعليقات (0)

اترك تعليق