المستشرقية الرزينة لالاني ودراستها عن الإمام الباقر(ع)
المستشرقية الرزينة لالاني ودراستها عن الإمام الباقر(ع)
حصلت هذه المستشرقة على شهادة الدكتوراه عام 1988، من قسم الدراسات العربية والشرق أوسطية في جامعة إدنبرة عن اطروحتها حول الإمام الباقر(ع) والموسومة بـ(الفكر الشيعي المبكر تعاليم الإمام محمد الباقر(ع)) وكان المشرف على هذه الأطروحة الدكتور أيان هوارد، والدكتورة لالاني من الباحثات في معهد الدراسات الإسماعيلية في لندن، وحاز عملها هذا على جوائز عديدة في لندن وإيران وتُرجِمَ إلى لغات متعددة ومنها العربية. إذ قام سيف الدين قصير بذلك ونشرتها دار الساقي سنة 2004 وهي أستاذة في كلية الدراسات الشرقية بجامعة كامبردج ومستشارة في اللغة العربية في جامعة ديمونتفورت وتحاضر في معهد الدراسات الإسماعيلية.
هذه الرسالة تُعد من الدراسات الاستشراقية المهمة عن حياةَ الإمام الباقر(ع) وهي معتدلة في طروحاتها ونتائجها.إذ حاولت الباحثة إثبات مجموعة من الأفكار وهي:-
- علمية الإمام الباقر(ع) التي فاقت معاصريه.
- تسامح الإمام الباقر(ع) وسيرته المحمودة.
- إنه أول إمام من أئمة الشيعة قام بالتعليم المُنظَّم أو بدأ بتنظيم التعليم الشيعي ووضع الضوابط له.
- قام بإثبات مفاهيم الإمامة (الإمامة، العصمة، الشفاعة) في ضوء القرآن الكريم.
- إثبات أنّ الإمامة هي بالنص وليست بالوراثة.
- والأمر المهم الذي بُني عليه الكتاب هو رأي لالاني أنّ جميع المدارس الفقهية الشيعية كانت قد اتبعت تعاليم الإمام الباقر(ع) وكل فروعها من (إمامية وزيدية وإسماعيلية) هي من مدرسة الباقر(ع) تحديداً.
الإمام الباقر(ع) أول شخص يكون جداهُ الحسن والحسين(ع) معاً. فهو محمد بن علي بن الحسين بن علي(ع) وأمه فاطمة أم عبد الله إحدى بنات الحسن بن علي(ع) كانت ولادته في المدينة يوم الثلاثاء لثلاث خلون من صفر سنةَ 57هـ وكان عمره ثلاث أو أربع سنين عند شهادة جده الإمام الحسين(ع) في واقعة كربلاء. وقد انتقلت إليه الإمامة بعد وفاه والده الإمام علي بن الحسين(ع) وعمره 19 سنة، وهي السنة الأخيرة من حكم الوليد بن يزيد.
وقد أُختِلف في سنة وفاته(ع)، فاليعقوبي(1) في تأريخه يرى أنها سنة 117هـ. والمسعودي(2) يقول إنّه عاش حتى سنة 125هـ، وأوردها الطبري في سنة 125هـ(3). ولكنه (أي الطبري) يذكر في مكان آخر وعند حديثه عن ثورة زيد بن علي أن الوفاة كانت قبل سنة 122هـ. لأن مجموعة من أتباع زيد بن علي(ع) تخلّت عنه وتقرّبت من جعفر الصادق(4). ومعلوم أنّ الإمام جعفر الصادق لم يمارس أي نشاط في حياة والده، وبهذا تكون هذه الحادثة قد حدثت بعد وفاة الإمام الباقر(ع)، فتقرّبت هذه الجماعة من الإمام آنذاك وهو جعفر الصادق(ع) سنة 122هـ.
وهناك حادثة مهمة يُفترض التوقف عندها وهي إدراك جابر بن عبد الله الأنصاري(قده) الإمام الباقر(ع). إذ يوجد تناقض في روايتها فهي عند الكليني أنّ جابراً عندما كان يتجوّل ذات يوم في بعض طرق المدينة إذ مَرَّ بالكُتّاب، فلما نظر جابر إلى الباقر(ع) سأله أن يقبل إليه ففعل وأن يدبر ففعل الطفل ما أراد منه جابر فقالَ إنّها شمائل رسول الله والذي نفسي بيده. يا غلام ما اسمك؟ وعندما أجاب بأنه يدعى محمد بن علي بن الحسين(ع) أقبل إليه جابر وقـبّل رأسه، وأقسم بأمه وأبيه أنّ رسول الله يُقرئه السلام(5). ولكن كيف رأى جابر إقبال وإدبار الإمام(ع) وكان جابر قد كفّ بصره آنذاك برواية القاضي النعمان في كتابه (شرح الأخبار) والرواية عكس ذلك لأن الباقر(ع) هو مَن يزور جابراً وهو كفيف البصر ويسأله جابر عَمَّن يكون الغلام. ولكن في كل الأحوال المراد هو لقاء جابر به.
في مقدمة كتابها ترى المستشرقة الرزينة لالاني أنّ «دراسة المذهب الشيعي واحدة من أكثر فروع الدراسات الإسلامية إهمالاً في الغرب، غير أنّ مجموعة مختارة من العلماء كرّست ابّان العقود القليلة الماضية اهتماماً جدياً بمجالات محددة من الإسلام الشيعي. ومن هذه المجموعة رولدف شتروتمن (1877-1960) ولويس ماسينيون (1883-1962) وتبعُهما هنري كوربان (1903-1978) وتُعد مساهمات كوربان فريدة في توفيرها فهماً عميقاً للفكر الشيعي بوجهيه الإسماعيلي والإثني عشري معاً. وفي وقت أقرب عهداً قام علماء مثل ايتان كوهلبرغ و ويلفيرد مادونغ وهاينز هالم وحسينم. جفري و موجن مومن وفرهاد دفتري و م. أ. أمير معزي وآخرون برفع مستوى فهمنا للإسلام الشيعي إلى مستوى كبير»(6).
لا أعتقد أنّ هذا الأمر صحيح إلى حدٍ كبير فالباحثة قد ذكرت عشرة مستشرقين كبار لهم دراساتهم في مجال التشيع ويوجد عدد كبير كذلك لم تذكره الرزينة لالاني يصل الى أضعاف هذا العدد بكثير. أمثال المستشرق البريطاني داويت م. رونلدسن في كتابه المهم (عقيدة الشيعة) الذي صدر عام 1933 وكان في الأصل أطروحة دكتوراه في الفلسفة أو كتابات المستشرق جولدتسهير عن عقيدة الإمام المهدي(ع) وغيرهما من المستشرقين المتقدمين. وقد قدّم الدكتور عبد الجبار ناجي عملاً كبيراً حول دراسات المستشرقين للتشيع في كتابه «التشيع والاستشراق عرض نقدي مقارن لدراسات المستشرقين عن العقيدة الشيعية وأئمتها»(7) وهو عمل يقع في خمسمائة صفحة تقريباً يدرس فيه تطور الدراسات الاستشراقية للفكر الشيعي وعددها بالمئات. وعلى الرغم من وجود جوانب أُخر لم تُدرس, ولكن ما تم دراسته يعطي تصوراً واضحاً عن الشيعة لدى المفكرين الغربيين. ولكن الدراسات ازدادت فعلاً بعد الثورة الإسلامية في إيران فقد حّفز الأمر الباحثين والمستشرقين الجُدَد على دراسة التشيع من جميع الجوانب هذه المرة وخاصة من الجوانب التي لم تكن تُدرس في السابق ألا وهي النظريات السياسية وحكم الدولة والاقتصادية والأموال وغيرها فظهرت مثلاً دراسات المستشرق والسياسي الأمريكي من أصل إيراني ولي نصر وهي بعنوان «الإنبعاث الشيعي»(8) ودراسة جرهارد كونستلمان المستشرق الألماني وهي بعنوان «سطوع نجم الشيعة»(9) ودراسة فرانسوا تويال «الشيعة في العالم صحوة المستبعدين»(10) ودراسة المستشرق نيكولاس بلانفورد وهي بعنوان «المارد الشيعي يخرج من القمقم 30 عاماً من الصراع بين حزب الله و"إسرائيل"»(11) وهي دراسة عن حزب الله اللبناني. ودراسة الباحث الياباني داي يامو من جامعة كيوشو عن تأريخ الأحزاب الإسلامية في العراق التحول في حزب الدعوة(1957-2009)(12) ودراسة المستشرق العبري الأصل يستحق نقاش عن«شيعة العراق»(13).
وعندما نأتي إلى دراسة لالاني نجدها دراسة أكاديمية متزنة فيها أراء تستند إلى أدلة عديدة وأحكام مهمة فهي تقول عن الإمام الباقر(ع): «كان الباقر(ع) معاصراً أصغر سناً من الرجال السبعة للفقه في المدينة, سعيد بن المُسيب، وعروة بن الزبير وأبي بكر عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله بن عُتبه وخارجة بن زياد بن ثابت وسليمان بن يسار وقاسم بن محمد بن أبي بكر الذي كان حما الباقر(ع)، كما كان معاصراً أكبر سناً أيضاً لعلماء مثل مالك بن أنس، وابن عُيينة وابن أبي ليلى، وأبي حنيفة وسفيان الثوري، والأوزاعي، وقد وقف الباقر(ع) ندّاً إنْ لم يكن متفوقاً لهؤلاء العلماء البارزين وطبقاً لبعض العلماء فإنه لم يُنظر إليه على أنه واحد من بين علماء متميزين كثيرين من عصره، بل تفوق عليهم جميعاً بدرجة كبيرة»(14). هذه المنزلة العلمية للإمام الباقر(ع) بين معاصريه أو سابقيه أو لاحقيه تمتّع بها كونه وريثاً لعلم آل بيت الرسول(ص) ولتسامحه واستيعابه كل الطبقات لذلك لم يتَحدَّث بسوء عن أي شخص أو خليفة بل كان يوصي بحب الخلفاء السابقين وذكرهم بالخير والاستغفار لهم وهذا ما ذكرته الكتب غير الشيعية كذلك كتأريخ الذهبي(15)، وحيلة الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني(16)، وطبقات ابن سعد(17)، قبل أن تذكره كتب الشيعة باتجاهاتها الثلاث التي تعلّمت من فقه وعلم الإمام الباقر(ع).
اهتم الإمام الباقر(ع) كما هو معروف من اسمه بالعلوم وحاول تنظيم التعليم الإسلامي لذلك توصّلت لالاني إلى رأي جدير بالاهتمام بقولها: «إنّ الباقر(ع) لعب دوراً هاماً في التأريخ من كلتي وجهتي النظر الدينية والفكرية، وعلى الرغم من امتناعه عن المشاركة في السياسة النشطة إلّا أنّ يبرز كقائد حاذق وعالم متضلع ليس فقط في مسائل الشعائر والطقوس بل أيضاً في تفسير القرآن، والأحاديث النبوية ومسائل تتعلّق بالفقه إلى جانب موضوعات ذات طبيعة تنتمي إلى العالمين الروحاني والدنيوي معاً، في حين لم يكن التعليم الشيعي قد اتخذ قبل زمن الباقر(ع) شكله الخاص به، هذا وقد شهدت حياة الباقر(ع) ازدهار العلم في حقول متنوعة حيث لعبت دوراً في هذه المسيرة التأريخية وهذا ما شهد عليه العدد الكبير من الأحاديث التي اُسندت روايتها إليه، كما كان أيضاً أول معلم شيعي يشترك في تعليمٍ منظم»(18)).
هذه المدرسة الفقهية التي بدأ بتكوينها الإمام الباقر(ع) هي مدرسة متسامحة مؤثرة ومتأثرة بالمذاهب الفقهية الأُخر المعاصرة كما مرّ بنا. وليست في حالة انقطاع وانكفاء عن بعضها البعض وخاصة فيما يتعلق بالفقه في المدارس الشيعية على الرغم من عدم وجود كتاب محدد للإمام الباقر(ع) في الأحكام الفقهية وطرق الاستدلال ولكن يُعد مرجعاً للفقه الشيعي بكل اتجاهاته، تقول لالاني: «وليس هناك مبالغة في دور الباقر(ع) في الفقه إذ يبدو أنّ الفقه الزيدي(*)، ليس وحده الذي استمد منه، بل هناك أيضاً الفقهان الإسماعيلي(**) والإثنا عشري(***). اللذان دوّن كلاهما أحاديث كثيرة في الفقه مُستَمدة من الباقر(ع) ويعتبرانه بمنزلة الأب لفقهيهما وبما إن الفقه الزيدي الذي تم تصنيفه في اليمن في نهاية الأمر والفقه الإسماعيلي المُصَّنف في مصر والفقه الاثني عشري المُصَّنف في بغداد وقُم, كلها تعود في أصلها إلى هذه الشخصية الواحدة فلا يبقى هناك سوى مجال ضئيل للشك في دوره المؤسس والريادي»(19)، بل حتى في الجانب السياسي والاقتصادي يُنظر إلى الإمام الباقر(ع)، أنّه كان متسامحاً ويقدم نصائحه لمَنْ يحتاجها، إذ يذكر البيهقي في (المحاسن والمساوئ) اعتماد عبد الملك بن مروان على الإمام الباقر(ع) بشان النقود الذهبية التي توعّد إمبراطور البيزنطيين عبد الملك أنه سيبدلها بسكةٍ في غير صالح الأمويين, فقد وفرّ له الإمام الباقر(ع) حلّاً ومخرجاً أنقذه من ذلك الأمر(20).
ويستمر منهج الإمام الباقر(ع) وابنه الصادق(ع) في موضوع رفض الأحاديث الموضوعة وتدوين الصحيح منها وروايتها وعدم القبول بالاتجاهات المغالية، حتى في المذهب الإمامي، ولذلك ترى لالاني «أنّ مؤسسة الإمامة هي مؤسسة وراثية في طبيعتها ولم تكن لتعتمد على خروج الإمام، وكان الباقر(ع) يعمل على إدخال فكرة الإمامة المسالمة -غير الثائرة-»(21) وعلى الرغم من الخلاف حول هذا المبدأ بين الاسماعليين والزيدية من جهة ومدرسة الباقر(ع) والصادق(ع) من جهة أخرى إلّا إنّ «الفقه الإسماعيلي الذي تقونن على يد القاضي النعمان بعد أكثر من قرنين من الزمن, اعتمد على أحاديث منقولة عن الباقر(ع) والصادق(ع) بشكل أساسي واعتمد الفقه الزيدي على الباقر(ع) إلى حدٍ كبير ولذلك لن نكون مبالغين، إذا ما قلنا إنّ الباقر(ع) هو أبو الفقه الشيعي وإنّ تأثيره لايزال محسوساً في الدوائر الشيعية حتى يومنا هذا»(22). وهذا ما نجده في موضوعات اتفقت تلك المذاهب عليها ومنها كما تقول لالاني «ما وصلنا من أحاديث الباقر(ع) من المصادر الشيعية الثلاثة كلها الزيدية والإسماعيلية(**) والاثني عشرية(***)، تشير إلى أنّ التحريم الشيعي للمسح على الخفين يعود إلى زمن الباقر(ع)»(23)، بل ومن الأمور الفقهية المهمة والتي يطرحها أحد الدارسين لمباني الفكر الشيعي وهو الدكتور حسين مدرسي طباطبائي، وهو من أصول إيرانية وكتابُه المكتوب باللغة الإنكليزية أصلاً والمترجم إلى العربية والمنشور في إيران وعنوانه (تطور المباني الفكرية للتشيع) يرى وفقاً لاستدلالاته أنّه «لم يكن الأئمة الأوائل بما فيهم الإمامان الباقر(*) والصادق(**) يأخذون الخُمس من أتباعهم، وكان الاعتقاد السائد هو أنّ هذه الضريبة سوف يأخذها قائم آل محمد بعد أن يُقيم دولته(***)، بديلاً عن الضرائب التي تفرضها الحكومات الظالمة لا إضافة لها. ويبدو أنّ الجباية الثابتة والمنظمة لهذه الضريبة باعتبارها فريضة مالية عامة بدأت منذ العام 220هـ عندما أصدر الإمام الجواد(ع) أمراً خطياً إلى وكلائه في البلاد يطلب فيه منهم جباية الخمس(****). في أنواع خاصة من عائدات الدخل السنوي، وقد أكّد الإمام في ذلك الأمر أنه سيأخذ الخمس في تلك السنة فقط لأسباب لم يرغب في كشفها وصادفت تلك السنة آخر سنوات عمره الشريف، ولعلَّ السبب كان سدّ العجز المالي لبعض أفراد البيت النبوي وتدل الوثائق التأريخية بعد ذلك على أنّ السنوات الأخيرة من إمامة الإمام المهدي(ع) شهدت جباية مستمرة ودقيقة للخمس قامت بها شبكة فائقة التنظيم من وكلاء الإمام في شتى أنحاء العالم الإسلامي(*****)»(24).
قد يكون هذا الاستنتاج غير دقيق وإلاّ لو كان الأمر قد حدث لسنة واحدة فلماذا يستمر الإمام القادم بعد الجواد(ع) وهو ابنه الهادي(ع)، بالتأكيد على هذا الموضوع والاستمرار به والتدقيق فيه.
أما أهم ما كان في كتاب الرزينة لالاني عن الإمام الباقر(ع) هو تأكيدها على تأصيل فكرة الإمامة في الفكر الشيعي قرآنياً على يد الإمام الباقر(ع) وهذا الأمر أكّده فيما سبق المستشرق كوهلبرغ في بحثه المعنون محمد الباقر(ع) في دائرة المعارف الإسلامية بقوله «إنّ الإمام يُعّد الأول من بين الأئمة في تشكيل وبناء ما صار يعرف بالعقائد الأساسية للمذهب الاثني عشري أي بما يتعلق بوضع نظرية لمبدأ النص في الإمامة وفي أصول الفقه الامامي»(25). ولذلك تابعت الرزنية لالاني أقوال الإمام الباقر(ع) في هذا الموضوع وأفردت لها الفصـل الثالث مـن كتابها مـن ص 89-121 ومن ذلك حديثه عن قوله تعالى: «إنّما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويأتون الزكاة وهم راكعون»(26)، تقول لالاني: «يجزم الباقر(ع) في تعليقه على الآية أنّها نزلت بشكلٍ قاطع في الوقت الذي كان فيه الرسول(ص) مع مجموعة من اليهود وكان عبد الله بن سلام من بين هؤلاء الحاضرين(*) وما أن نزلت الآية حتى نهض الرسول(ص) وسار إلى المسجد حيث قابل متسّولاً وعندما سأله الرسول عمّا إذا كان أحدٌ ما قد أعطاه شيئاً. أشار المتسول إلى رجلٍ كان لايزال يصلي، أما الرجل فكان علياً»(27).
وآية ثانية هي قوله تعالى: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً»(28) تقول لالاني: «أما موقف الباقر(ع) بخصوص الآية الواردة في مختلف المصادر الشيعية(*) فهو واضح جداً لقد نزلت هذه الآية كما يقول بمناسبة تعيين علي إماماً في غدير خُم»(29).
وآية ثالثة هي قوله تعالى: «يا أيُّها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول(ص) وأولي الأمر منكم..»(30) تقول لالاني عن تفسير الباقر(ع) لهذه الآية «هذه الآية المثيرة للجدل أكثر من تلك التي سبق ذكرها حيث إن المشكل الواضح هنا هو هوية ولي الأمر... أما تفسير الباقر(ع)(*) لهذه الآية فهو أنّ أولي الأمر هم الأئمة من آل بيت محمد»(31).
وعن قوله تعالى: «فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم مُلكاً عظيماً»(32) تقول لالاني «تفسير الباقر(ع) أي جعلنا منهم رسلاً وأنبياء وأئمة... وأن الله جعل من بينهم قادة طاعتهم مساوية لطاعة الله وعصيانهم مساوٍ لعصيان الله ويتساءل الباقر(ع)(*) كيف يمكن للناس قبول هذا المركز لآل إبراهيم وإنكاره لآل محمد ؟»(33).
وعن قوله: «وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم»(34) تقول لالاني عن تفسير الإمام الباقر(ع) لهذه الآية: «يقول الباقر(ع)(*) في تعليقه على هذه الآية إنّ الرسول(ص) كان أفضل أولئك الراسخين في العلم فقد علّمه الله كل ما يتعلق بما أنزله إليه وكيف يفسّره، أما الأئمة فهم الذين يعلمون من بعده كل تفاسير القرآن. والأئمة هم وفقاً لتأويله للآية «ثم أورثنا الكتاب الذي اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم سابقٌ بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير»(35) فالقوم الذين يسبقون الآخرين في فعل الخيرات هم الأئمة وأولئك الذين يتبعون الطريق الوسط الذين يُقرّون بحق الإمام.
أما أولئك الذين لا يظلمون أنفسهم فهم القوم الذين يقرّون بحق الإمام وأما أولئك الذين يظلمون أنفسهم فهم القوم الذين لايعترفون بالأئمة ويُبين الباقر(ع) في اختتامه هذا العرض الطويل للإشارات القرآنية إلى الأئمة»(36).
وعن قوله تعالى: «قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القُربى»(37) تشرح لالاني تفسير الإمام الباقر(ع) لهذه الآية فتقول: «يجزم الباقر(ع) أنّ طاعته ليست حقاً على المؤمنين فحسب ولكن واجب مفروض على المتعبدين وفقاً لما ورد وأنّ الأمة تختلف حول تأويل هذه الآية فهناك أربع فئات تعتقد كل واحدة منها بآراء متباينة:-
تعتقد فئة منها أنّ هذه الآية قد نزلت في آل البيت .
على حين تؤكد الفئة الثانية أنّها نُسخت بآية أخرى «قُلْ ما سألتكم من أجر فهو لكم إنْ أجري إلاّ على الله وهو على كل شيء شهيد»(38)، يحتج الباقر(ع) في نقضه لموقفهم هذا بأنّ هذه الآية يمكن أن تكون قد نزلت فقط، أما قبل الآية الأولى أو بعدها، فإذا كانت قد نزلت قبلها، فمن الواضح إذاً أنّها لا يمكن أن تلغي أو تنسخ الآية التي نزلت بعدها، أما إذا كانت قد نزلت بعد آية (المودة في القربى) فتكون الآية الأخيرة إذاً أكثر توكيداً لأن المودة في القربى التي سألها النبي من المؤمنين لا تنفع النبي وحده فحسب بل المؤمنين أيضاً ومن هنا جاء في الآية «قُل ما سألتكم من أجرٍ فهو لكم».
وتعتقد الفئة الثالثة وفقاً للباقر(ع) أنّ المقصود بهذه الآية هم العرب جميعاً لأنه كان للنبي قرابة مع كل بيت عربي وقالوا إن النبي سألهم أن يحبوه عبر هؤلاء ويحتج الباقر(ع) بأنه إذا كان الذين سألهم النبي مؤمنين فإنّهم سيحبونه إذاً لإيمانهم واعتقادهم به، فلماذا سيكافئهم الله على ذلك؟ أما إذا كان الذين يخاطبهم كفاراً فكيف سيكافئهم الله على شيء لا يؤمنون به؟(ع) علاوة على ذلك إن حصر (المؤمنين) بالعرب وحدهم هو جهل منهم إضافة إلى أنّه يتضمن شيئاً من التطاول والغرور بل إنّه تحريف في تأويل كتاب الله وتشويه لكلماته لأن الآية تخاطب جميع المؤمنين العرب وغير العرب وكل أولئك الذين يؤمنون بالله وبالرسول مُكلَّفون بحب أقارب نبيّه .
وترى الفئة الرابعة. وهي التي أسست نفسها على رواية عن الحسن البصري أنّ هذه الآية تعني تحقيق القرب من الله من خلال طاعته، ويعبّر الباقر(ع) عن سخطه تجاه ذلك داعياً الحسن البصري بـ (المُحرِّف لكلام الله) ومشيراً إلى تأويله بأنه بعيد عن الحقيقة، ورأى أنّه إذا كان ذلك فعلاً هو التأويل فإنّ كلمتي المودّة والأجر الواردتين في الآية، تصبحان من دون معنى»(39).
وعن عبارة نور الله الوارد ذكرها في آيات من القرآن الكريم كقوله تعالى ﴿فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلناه﴾(40) والآية «ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به...»(41) يقول الباقر(ع): النور هو الأئمة(*)، وهو رأيه نفسه في قوله تعالى: «أو مَنْ كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمَنْ مثله في الظلمات ليس بخارج منها»(42)، إذ يقول الباقر(ع) إنّ الميت يعني أولئك الذين لا يعلمون شيئاً وأنّ النور الذي يمشي به في الناس يعني الإمام الهادي أو المرشد وذلك الذي في الظلمات ليس بخارج منها يعني الذين لا يعرفون الإمام»(43).
وتقول لالاني: «وفي تشديده على الطابع الوراثي للإمامة يقول الباقر(ع): إنها بقيت في ذرية الأئمة(*) وهو يؤول هنا الآية «وأُولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله»(44) ويرى أنّها نزلت في أبناء الحسين(ع) خصوصاً بينما تصف آية أخرى من هذا الصنف وراثة الإمام(*) «وجعلها كلمةً باقيةً في عقبه لعلّهم يرجعون»(45).
ويتبلور هنا مفهوم العصمة عند الإمام الباقر(ع) عندما يشرح قوله تعالى(46): ﴿إنّما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً﴾(*).
وعن فكرة الشفاعة الوثيقة الصِلة بمفهوم العصمة والإمامة ترد الآية «يوم ندعو كل أُناس بإمامهم...»(47) ويفسرها الباقر(ع) بقوله: «إنّ المسلمين سألوا الرسول عندما نزلت، إذا لم يكن هو نفسه إماما لكل الناس، أجاب النبي بأنّه رسول الله إلى جميع الناس لكن الأئمة من بعده سيكونون من أهل بيته وسيتعرضون للاضطهاد بدلاً من القبول، أما أولئك الذين أحبّوا الأئمة واتبعوهم وآمنوا بهم فهؤلاء منه بينما أولئك الذين اضطهدوهم واتهموهم بالكذب فهؤلاء ليسوا منه وسينكرهم يوم القيامة»(48). وبهذا يطرح الإمام الباقر(ع) التأويلات الأُول لمفاهيم إسلامية مترابطة كالإمامة والعصمة والشفاعة وهي من أهم التأويلات التي أسس لها الباقر(ع) قرآنياً.
وعرضنا هنا جانباً من تلك التأويلات لمجموعة من الآيات القرآنية.
من أقوال الباقر(ع) كما وردت في حلية الأولياء(49):
- قال: الإيمان ثابت في القلوب واليقين خطرات, فيمّر اليقين بالقلب فيصير كأنّه زبرُ الحديد, ويخرج منه فيصير كأنه خرقة بالية.
- قال: ما دخل قلب امرئ شيء من الكبر إلاّ نقص من عقله مثل ما دخـله من ذلك، قَلّ ذلك أو كَثُر.
- قال: سلاح اللئام قبح الكلام.
- قال: والله لموت عالم أحب إلى إبليس من موت سبعين عابداً.
- قال: إنك إنْ كسلت لم تؤدِ حقاً وإنْ ضجرت لم تصبر على حق.
- قال: إيّاكم والخصومة فإنّها تفسد القلب وتورث النفاق.
كما وردت في طبقات ابن سعد(50):
- قال: لا تخاصم فانّ الخصومة تكذّب القرآن.
- قال: لا تجالسوا أصحاب الخصومات فإنهم الذين يخوضون في آيات الله.
- قال: إيّاكم والضحك أو قال وكثرة الضحك, فإنّه يصبح العلم مجّاً.
__________________________________________
* هوامش البحث *
1. ينظر تأريخ اليعقوبي طبعة مؤسسة الأعلمي بيروت ط1 سنة 1993 مجلد 2/248 إذ يرى أنّ وفاة أبي جعفر الباقر(ع) سنة 117هـ وسنّه كان 58 سنة.
2. يُنظر المسعودي (مروج الذهب ومعادن الجوهر) لأبي الحسن بن الحسين المسعودي تحقيق سعيد محمد اللحام دار الفكر بيروت سنة 2005 إذ يقول «وفي أيام الوليد بن يزيد كانت وفاة أبي جعفر محمد... وقد تنوزع في ذلك فمن الناس مَنْ رأى أنّ وفاته في أيام هشام وذلك سنة 117هـ وهو ابن سبع وخمسين سنة».
3. يُنظر تأريخ الطبري طبعة دار الفكر و ط2 سنة 2002 إذ يقول «وتُوفي محمد بن علي في مستهل ذي القعدة وهو ابن ثلاث وستين وكان بين وفاته ووفاة أبيه سبع سنين» مجلد 8/265.
4. ينظر الطبري طبعة دار الفكر 2/235 في حوادث سنة 122هـ إذ يقول عن أتباع زيد بن علي(ع): «وكانوا يزعمون أن أبا جعفر محمد بن علي أخا زيد بن علي هو الإمام, وكــان قد هلك (أُثِبتْ هذه الكلمة رغم ما فيها من تجريح للامانة العلمية) يومئذ وكان ابنه جعفر بن محمد حياًK فقالوا جعفر إمامنا اليوم بعد أبيه وهو أحق بالأمر بعد أبيه ولا نتبع زيد بن علي فليس بإمام فسمّاهم زيد الرافضة» ويشير اليعقوبي إلى أن مقتل زيد كان سنة 121هـ ينظر تأريخ اليعقوبي 2/256.
5. يُنظر الكليني (الكافي) وعند مراجعتي للنص وجدتهُ في مجلد 1/218 الباب 118 مولد أبي جعفر بن محمد(ع) فقرة رقم 1275 و 1276.
6. الفكر الشيعي المبكر تعاليم الإمام محمد الباقر(ع) الرزينة لالاني ص19.
7. صدر في بيروت منشورات المركز الأكاديمي للأبحاث بيروت سنة 2011.
8. الانبعاث الشيعي (كيف ستشكل الصراعات الداخلية) تعريب مختار الأسدي دار الكتب العراقية 2011.
9. سطوع نجم الشيعة الثورة الإيرانية من 1979 مكتبة مدبولي، مصر، 2004.
10. صدر في دار الفارابي نقله عن الفرنسية نسيب عون ط1، سنة 2007 .
11. الصادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون ترجمة حسان بستاني وزينة إدريس ط1، سنة 2012.
12. صدر عن بيت الحكمة و بغداد بترجمة د.فلاح حسن الأسدي والدكتور محمود عبد الواحد محمود سنة 2012.
13. صدرت عام 1990 وصدرت بترجمة أخرى عن دار المدى وهي في الأصل أطروحة دكتوراه كتبها في الجامعة العربية في "إسرائيل".
14. لالاني ص 144.
15. ينظر تأريخ الذهبي: 4/300.
16. لقد راجعت حلية الأولياء للتعرّف على النصوص فوجدتُ الباحثة صائبة فيما نقلت والنص في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني المتوفى سنة 1996 مجلد 3/ ص 185 جاء فيه «حدثنا محمد بن حبيش ثنا إبراهيم بن شريك الأسدي ثنا عقبة بن مكرم ثنا يونس بن بكير عن أبي عبد الله الجعفي عن عروة بن عبد الله قال: سألتُ أبا جعفر محمد بن علي عن حلية السيوف ؟ فقال لا بأس به قد حَلَّى أبو بكر الصديق رضي الله عنه سيفه, قالت قلتُ: وتقول الصديق ؟ قال: فوثب وثبة القبلة ثم قال نعم الصديق ومَنْ لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولاً في الدنيا والآخرة, حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا أحمد بن يوسف بن عمرو بن شمر عن جابر, قال: قال لي محمد بن علي: يا جابر بلغني أنّ قوماً بالعراق يزعمون أنهم يحبوننا ويتناولون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما. ويزعمون أني أمرتهم بذلك, فأبلغهم أنّي إلى الله منهم برئ والذي نفس محمدٍ بيده لو وليت لتقّربت إلى الله تعالى بدمائهم, لا نالتني شفاعة محمد إنْ لم أكن استغفر لهما وأترحم عليهما. إنّ أعداء الله لغافلون عنهما.
حدثنا محمد بن عمر بن سالم ثنا عباس بن أحمد بن عقيل ثنا منصور ابن أبي مزاحم حدثني شعبة الخياط مولى جابر الجعفي. قال: قال لي أبو جعفر محمد بن علي لما ودعته: أبلغ أهل الكوفة أني برئ مَمنْ تبرأ (هزأ) من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وأرضاهما. حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا إبراهيم بن شريك ثنا عقبة بن مكرك ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن أبي جعفر محمد بن علي قال: مَنْ لم يعرف فضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فقد جهل السنة, حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا بن إسحاق السراج ثنا أبو همام ثنا عيسى بن يونس ثنا عبد الملك بن أبي سليمان: قال: سألتُ أبا جعفر محمد بن علي عن قوله عز وجل «إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون»
قال: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم! قلت: يقولون هو علي؟ قال علي منهم»
17. ينظر طبقات ابن سعد وقد راجعتها في طبعة دار الفكر للطباعة والنشر بيروت بمراجعة سهيل كيالي ط1 سنة 1994 مجلد 4/ص8 جاء فيه «قال: أخبرنا الحسن بن موسى قال: حدثنا زهير عن جابر قال: قلتُ لمحمد بن عليّ، أكان منكم أهل البيت أحد يزعم أنّ ذنباً من الذنوب شرك؟ قال لا، قال قلتُ: أكان منكم أهل البيت يقرّ بالرجعة؟ قال لا، قلتْ، أكان منكم أهل البيت أحد يسبّ أبا بكر وعمر؟ قال: لا فأحبهّما وتولاهما واستغفر لهما»
18. الفكر الشيعي المبكر ص 26.
(*) ينظر مجموع الفقه لزيد بن علي نشره جريفيني سنة 1919 وكتاب الأمالي لأحمد بن عيسى منشور في مجموع الفقه .
(**) يُنظر دعائم الإسلام للقاضي النعمان ولاسيما كتاب الإيضاح الذي يضم أحاديث كثيرة للإمام الباقر(ع).
(***) ينظر الكافي للكليني فجلّ الأحاديث الموجودة فيه هي للباقر وولده الصادق(ع).
19. الفكر الشيعي البكر ص 165.
20. يُنظر المحاسن والمساوئ للبيهقي .
21. لالاني ص 81.
22. المصدر نفسه ص 176.
(*) يُنظر المرادي أمالي أحمد بن عيسى ورقة 234.
(**) يُنظر دعائم الإسلام للقاضي النعمان وقد راجعت النص وهو موجود في طبعة دار الأضواء بتحقيق عارف تامر 1/153.
(***) يُنظر الكافي للكليني وقد راجعت النص وهو في المجلد الثاني باب الفروع «عدّةٌ من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبان عن إسحاق بن عمار قالت سألتُ أبا عبد الله (ع) عن المريض هل له رخصة في المسح قال: لا » وجاء عن «علي بن إبراهيم عن أبيه عن حريز عن زرارة قال قلتُ له في مسح الخفين تقية فقال ثلاثة فيهّن أحداً شرب المُسكر ومسح الخُفين ومتعة الحج. قال زرارة: ولم يقل الواجب عليكم ألآ تتقوا فيهن أحداً» الكافي مؤسسة إحياء الكتب الإسلامية مجلد 2/18 باب 20 فقرة 150 و 151.
23. لالاني ص 168.
(*) يُنظر الكافي 1/544.
(**) يُنظر الكافي 1/408، التهذيب 4/138 و 143، 144.
(***) يُنظر الكافي 1/408، التهذيب 4/144 وأيضاً الغيبة للنعماني 237.
(****) يُنظر التهذيب 4/141 وانظر مناقب ابن شهر آشوب 4/389.
(*****) يُنظر وسائل الشيعة 6/348-349.
24. تطور المباني الفكرية للتشيع ص22.
25. التشيع والاستشراق الدكتور عبد الجبار ناجي ص404 والنص هو:
(Muhammed B.Ali al-Bakir) in Encyclopedia of Islam by Kohlery wall,shiism P.168_169.
26. المائدة 55.
(*) يُنظر تفسير القمي 1/170 وتفسير التبيان 3/549 والطبرسي مجمع البيان 3/209.
27. لالاني ص 91.
28. المائدة آية 3.
(*) يُنظر الكافي وعند مراجعتي للنص وجدته في مجلد 1/ص133 باب 64 فقرة 764 وتفسير القمي 1/162 وتفسير التبيان 3/435 والطبرسي 2/159 والرازي (الزينة في الكلمات الإسلامية ص256 وما بعدها).
29- لالاني ص94.
النساء، آية 59.
(*) يُنظر التبيان للطوسي 3/235 والطبرسي 2/46 وتفسير القمي.
31- لالاني ص96.
32-النساء ص 54.
(*) يُنظر لالاني 1/205-206.
33- لالاني ص97.
34- آل عمران آية 3.
(*) يُنظر دعائم الإسلام للقاضي النعمان وقد راجعت النص وهو موجود في طبعة دار الأضواء تحقيق عارف تامر ط1 سنة 1995 بيروت مجلد 1/59 .
35- سورة فاطر 32.
36- لالاني ص 98.
37- الشورى آية 23.
38- سبأ آية 47.
*ينظر دعائم الإسلام 1/55 وقد راجعت النص.
39- لالاني 98-99 .
40- سورة التغابن آية 8.
41- سورة الحديد آية 28.
(*) الكافي للكليني والنص موجود وقد راجعته في طبعة مؤسسة إحياء الكتب الاسلامية مجلد 1/88 باب 13 فقرة 518 وفقره 519 وفقره 520 وفقره 521 وفقره 522 وفقره 523 والمقصود بالنور الأئمة.
42- الأنعام آية 122.
43- ينظر لالاني ص99.
(*) ينظر الكافي للكليني وعند مراجعتي للنص وجدته في مجلد 1/130 باب 63 فقره 754 وفقره 755 وفقره 756 وفقره 757.
44- الأحزاب آية 6.
(*) يُنظر تفسير القمي 2/274.
45- لالاني ص 101.
46- الأحزاب آية 33.
(*) يُنظر لالاني ص 101 وتفسير القمي 2/193.
47- الاسراء آية 71.
48- لالاني ص 102 ويُنظر الكافي وعند مراجعتي للنص وجدته في 1/98 باب 25 فقرة 570 وفقرة 571.
49- يُنظر حلية الأولياء ص 180-192.
50- يُنظر طبقات ابن سعد 4/8.
المصدر: مجلة دراسات استشراقية، العدد: 8، السنة: السنة الثالثة- صيف 2016م/ 1437هـ.
الباحث: أ. د. حامد ناصر الظالمي
اترك تعليق