مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

بين السيدة آسية(ع) والزهراء(ع)

بين السيدة آسية(ع) والزهراء(ع)

آسية بنت مزاحم سيدة من سيدات نساء الجنان، وامرأة فريدة بين النسوان، وكانت غاية في قوة الجنان وصلابة الإيمان، وهي من النساء الممدوحات في القرآن، وقد أعطاها الله الحرمة بين نساء العالمين، وذكرها النبي مرارا مترحما عليها برأفة، وذكر حسن عقيدتها واستقامة إيمانها، ومعرفتها وثباتها في الدين، وإعراضها عن الكفرة والمشركين. ولم يكن -منذ بدء الخليقة وزمان آدم أبو البشر- في أسرة الكفر امرأة كآسية في اطمئنانها ويقينها وثباتها في محبة الله ورسوله.
روى الشعبي عن جابر وسعيد بن المسيب، وروى كريب عن ابن عباس، وروى مقاتل عن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس، ورواه أبو مسعود وعبد الرزاق وأحمد وإسحاق، والثعلبي في تفسيره والسلامي في تاريخ خراسان، وأبو صالح المؤذن في الأربعين بأسانيدهم عن أبي هريرة أنه(ص) قال: «حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون(1).
قال المجلسي: وفي رواية مقاتل والضحاك وعكرمة عن ابن عباس: «وأفضلهن فاطمة»(2).
أيضا في الفضائل عن عبد الملك العكبري ومسند أحمد بإسنادهما عن كريب، عن ابن عباس، أنه قال(ص): سيدة نساء أهل الجنة مريم(3)... الخبر سواء. وفي تاريخ بغداد بإسناد الخطيب عن حميد الطويل، عن أنس قال: قال النبي(ص): خير نساء العالمين(4)... الخبر سواء.
وفي كتاب أبي بكر الشيرازي: وروى أبو الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن أبيه أن رسول الله(ص) قرأ «إن الله اصطفاك وطهرك»(5) الآية فقال لي: يا علي! خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم(6).
وفي حديث آخر قال رسول الله(ص): «لقد كمل من الرجال كثير، وما كمل من النساء أحد إلا مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم» وسيأتي شرح الحديث.
وفي بعض الكتب «ما كمل من النساء إلا أربعة... إلى آخر الخبر.
وفي البحار قال في حديث طويل: «إن آسية بنت مزاحم، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد يمشين أمام فاطمة كالحجاب لها إلى الجنة»(7).
وفي حديث طويل يأتي في باب الشفاعة وخصائص القيامة: إن حواء معها سبعون ألف حوراء، وآسية ومن معها يستقبلن فاطمة ويسرن عن يسارها، وكذلك مريم وخديجة يسرن عن يمينها، لأنها أفضل من حواء وآسية. ويعرف من هذه الأخبار قرب آسية من فاطمة أم الأطهار، وما لها من المزية والشرف في هذا الجوار، فالأفضل أن نتعرض إلى شيء من صفات الكمال فيها، وإلى صلابتها في إيمانها المقبول، وتميزها في ذلك بين نساء آل فرعون(8) فنقول: إن بداية ظهور آثار الإيمان والإسلام على آسية كان من التأيدات السبحانية، لأنها تشرفت بخدمة موسى بن عمران(ع) حينما رأته في بحر «قلزم» فتراكضت هي وجواريها، والتقطته من بين الشجر والماء، ولذا سمته «موسى»، وهو مركب من اسمين بالقبطية، ف‍»مو» هو الماء ، و«سى» الشجر(9)، فلما فتحت التابوت رأت رضيعا وجهه كالبدر أجمل الناس وأصبحهم، فوقعت عليها منه محبة في قلبها فوضعته في حجرها وقالت: هذا ابني، فصدقتها جواريها على ما رأت من بهاء طلعته والنور الذي في جبهته، وقلن: أي والله أي سيدتنا مالك ولد ولا للملك، فاتخذي هذا ولدا، وكانت قد حرمت من الأولاد الذكور، فقالت: هو ابني، فغسلته وألبسته أفخر الثياب وحملته بحفاوة وشغف إلى بعلها فرعون، وشرحت له حاله.
فقال الغواة من قوم فرعون: أيها الملك! إنا نظن أن ذلك المولود الذي تحذر منه من بني إسرائيل رمي به في البحر فرقا منك، فهم فرعون -واسمه قابوس بن مصعب- بقتله، فتوسلت به آسية وتشفعت فيه، فاستوهبته منه «وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون»(10) فوهبه لها، فطلبت له المراضع، فلما امتنع أن يأخذ من المراضع ثديا، قالت أخته «كلثمة» أو «كلثوم» «هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه وهم له ناصحون»(11) فلما أتت بأمه ثار إلى ثديها، فشرب كما يشرب العسل حتى امتلأ جنباه «فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن»(12).
قال بعض أهل السير: عينوا لأم موسى راتبا يدفع لها في كل يوم كمؤونة لها، وصنعوا له مهدا من ذهب، وبقي الكليم ثلاثون سنة عند آسية، وظهرت له آيات باهرة ومعجزات متواترة، وهو يعيش في وفور النعم والراحة التامة، في منتهى الاحترام والعزة، حتى ظن الناس أنه ابن فرعون وآسية.
وكان موسى(ع) يحب آسية ويحترمها ويداريها، على العكس من فرعون، فكم من مرة -في صغره وكبره- ضرب فرعون وشتمه ولطمه، وقد قبض -مرة- على لحيته وهو صغير ثم جرها ونتف بعضها، وهكذا هي يد القدرة الإلهية وحكمة الحضرة الأحدية، حيث جعل أفضل أحباءه يكبر عند أسوأ أعداءه، ولذا لما ظهرت الآية العظمى وتجلت اليد البيضاء، قال فرعون لموسى: «ألم نربك فينا وليدا وفعلت فعلتك التي فعلت...» فبلغه موسى(ع) بالأمر الإلهي، ودعاه للإقرار بربوبية خلاق السماوات والأرض فلم ينفعه البلاغ، فحزن موسى لخسران ذاك الجهول الجحود وخذلانه، فعوقب في الدنيا وله في الآخرة عذاب أليم. الحاصل:
كانت آسية خاتون مثالا في ثبات الإيمان وحسن المآل، وقد منعت من قتل ذاك النبي المعظم، ورعته وربته في بيت الشرك والكفر، وبعد أن ظهرت الآيات التسعة والكرامات المتتالية سوى الآيتين العظيمتين، العصا واليد البيضاء، آمنت به سبعون قبيلة من الأقباط، وأذعنوا بعبوديتهم لرب الأرباب، فغضب فرعون فعذبهم عذابا شديدا، رجالا ونساء، وسمر أيديهم وأرجلهم بمسامير وأوتاد من حديد، ولذا سمي «فرعون ذي الأوتاد»(13) وحكم على النساء أن تكبل أرجلهن بالقيود ويساق بهن ليصعدن على سلم مبني بالطين والحجر والآجر إلى أعالي القصر، فمنهن من تسقط فتموت، ومنهن من يعذبن بعذاب مثل هذا العذاب، ولو راجعت التفاسير وكتب السير لعرفت ما فعله هذا المخلوق العاجز الطاغي الباغي على الله!! وكان مما فعله هذا الطاغي أيضا أنه قتل سبعين من السحرة الذين هددهم «لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين»(14) ولهؤلاء المؤمنين الراسخين في الإيمان قصة مملوءة بالغصص(15).
وله حكاية آخرى مع الماشطة التي كانت تمشط بنته، حيث جعل على رأسها طشتا وأشعل فيه النار، ورمى بطفلها في تنور من نحاس فحمى والطفل يأمر أمه بالصبر وهو في لهيب النار، ويقول لها: ليس بينك وبين الجنة إلا خطوة أو خطوتين... وبقي هكذا حتى مات... إلى آخر الخبر.
والعجيب في أمر آسية أنها كانت تكتم إيمانها في هذه المدة المديدة، وهي عند فرعون، تعيش معه كزوجة تألفه وتؤانسه، فلما علم بإيمانها استشاط غضبا وأخذ يصرخ كالمجانين ويتلوى، وكلما أصر عليها أن تقر بربوبيته رفضت وبقيت ثابتة على إيمانها بالله، وتمسكها بالشريعة الموسوية، فدعى قصابا -كما في بعض التواريخ المعتبرة- وأمره أن يقطع رأسها أمامه ويسلخ جلدها، فلما شرع القصاب فزع سكان العالم الأعلى ورقوا لآسية وسألوا الله لها النجاة، فجاءهم النداء من ذي الجلال: إن آسية أمتي وقد اشتاقت لمولاها، انظروا ماذا تقول في ساعة احتضارها، فلما استمع الملأ الأعلى وإذا بها تقول «رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين»(16).
روى الثعلبي في العرائس: عن ابن عباس قال: أخذ فرعون امرأته آسية حين ابتدأ بها يعذبها لتدخل في دينه، فمر بها موسى وهو يعذبها، فشكت إليه بأصبعها، فدعا الله موسى أن يخفف عنها من العذاب، فبعد ذلك لم تجد للعذاب ألما إلى أن ماتت في عذاب فرعون، فقالت وهي في العذاب: «رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني...» الآية، فأوحى الله إليها أن ارفعي رأسك، ففعلت فرأت البيت في الجنة من در، فضحكت فقال فرعون: انظروا إلى الجنون الذي بها، تضحك وهي في العذاب(17).
فماتت آسية وكانت وفاتها سببا لهلاك ألف ألف وستمائة ألف من جنود فرعون، هلكوا بأجمعهم.
ثم قال الملائكة مرة أخرى: عجبا من آسية، تطلب «بيتا» من الله ولا تطلب شيئا آخر وهي في ساحة المجد الكبريائي الرباني، تطلب بيتا فقط أجرا لصبرها؟! فقال الله تعالى: إنها طلبت شيئا عظيما، لأنها قالت «رب ابن لي عندك بيتا» فهي تطلب جواري، وقد بنيته لها.
قال بعض أهل الفطنة وأرباب الذوق: لماذا طلبت آسية «بيتا» ولم تطلب «دارا»؟
قالوا: لأن البيت محل لخلوة الحبيب يجيبه، البيت موضع أمين لعرض الحال وكشف الأسرار، وهو أولى من الدار لرعايته مع ملاحظة الأدب والحشمة والحياء والحجاب، ثم إن آسية أرادت الجوار أولا ثم الدار، وكان لها عند ربها قدم صدق وكفى. وقدم صدقها وثبات قدمها وسابقتها الحسنى في الإيمان بالله وبكليم الله خير شاهد على حالها الذي أدى بها إلى ورود الساحة القدسية، والقعود على بساط العزة الإلهية، ومجاورة الحضرة الرحمانية.
والحق أن هذه المرأة كانت فريدة في إيمانها الراسخ، وإسلامها القويم، وثباتها في الدين، وصبرها في البلاد، ومحبتها لحبيب الله، لذا سنعرض في هذا المقام موجزا لا يخلو من فائدة، لبيان صلابة آسية وكمال يقينها وإيمانها الذي أوصلها إلى كعبة المراد.
وفي الحديث: إن فرعون كان راضيا بأن يعطي كل ما يملك على أن يصرف آسية عن الطريق القويم والنهج المستقيم، فلم يفلح لأنها رفضته وأعرضت عن الدنيا بتمامها، وفدت نفسها لموسى(ع)، وأرجعت نفسها المطمئنة راضية مرضية إلى عالم الأنس وحضيرة القدس بإيمانها بالله ورسوله، هذا الإيمان الذي صرفها عن الدنيا ومنعها عما سوى الله.
إيمان وإيقان:
إعلم أن ما يوجب النجاة من المهلكات في الدنيا والآخرة إنما هو الإيمان: «ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم»(18).
وقد أكد القرآن تأكيدا شديدا على الإيمان، ولم يذكر شيء في القرآن أكثر من الأمر بالإيمان والتوجه إلى الآخرة; لذا صار الاهتمام بالإيمان أهم وآكد من أي عمل آخر; والعبادات والطاعات بأجمعها منوطة بالإيمان قبولا وردا، والشريعة النبوية متفرعة عليه وقائمة به. وكما أن القلب أشرف الأعضاء، فكذلك الإيمان -وهو مظروف القلب- أشرف الصفات والخصال والأصل الأصيل للكمال، لذا قالوا في معنى الإيمان: «الإيمان هو العقد بالجنان والإقرار باللسان والعمل بالأركان»(19). هذا هو التعريف الظاهري للإيمان. والإيمان كشجرة تنبت في القلب، وتنتشر أغصانها في جميع أجزاء البدن الإنساني «كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء»(20). فليس في المؤمن عضو إلا وله حظ من الإيمان.
روى الشهيد الثاني في رسالته «في الإيمان والكفر»(21): من قال بعد صلاة المغرب مائة مرة «لا إله إلا الله محمد رسول الله» نفعته ثلاث فوائد:
الأولى: لا يضر إيمانه ذنب.
الثانية: يرضى الله عنه.
الثالثة: يرفع عنه عذاب القبر.
وظاهر الحديث أن معنى الإيمان هو الإقرار بالشهادتين بشرط أن يعقد عليه قلبه.
والإيمان لغة: التصديق بالقلب واللسان، والتصديق بالقلب هو العلم، فإذا قوي العلم في القلب سمي «يقينا »، وشرط الإيمان توافق القلب واللسان، وعلامته العمل بالأركان، فإذا توافق العضوان، وتبعهما بقية جوارح الإنسان ولم يعطل الأمر الإلهي، فهذا هو الإيمان.
وقال بعض المرجئة: الإيمان هو القول دون العمل(22); لأن القول مقدم على العمل، قال الله تعالى: «قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم»(23). والإيمان قد يقوى وقد يضعف; لذا تختلف مراتب المؤمنين. والإيمان إما أن يكون تحقيقيا أو تقليديا.
وبعبارة أخرى: إما أن يكون بالاستدلال أو بالمكاشفة، قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا»(24). والإيمان إما أن يكون بالاستقلال، أو عارية وبالعرض، والممدوح هو الإيمان الاستقلالي الراسخ الثابت دائما الذي تحصل منه المكاشفات. والإيمان الاستقلالي الثابت هو أساس العبادات، ومدار الطاعات، والركن الركين والأصل الأصيل في وجود المؤمن المسلم، والفرائض والسنن كمالات وفروع، ولا نجاة -البتة- من مهالك النيران إلا بالإيمان.
وأما ما قاله المعتزلة والخوارج والكرامية والمرجئة في المعنى الشرعي للإيمان فكله ترهات ومزخرفات وركام من الرطب واليابس الذي ينزعج السامع ويتعب الناظر فيها; والبيان الصحيح ما قاله صاحب مجمع البيان الطبرسي طاب ثراه قال: قال الأزهري: اتفق العلماء على أن الإيمان هو التصديق، قال الله تعالى: «وما أنت بمؤمن لنا»(25) أي ما أنت بمصدق لنا.
وقال ابن الأنباري: ومن قبل آمنا وقد كان قومنا * يصلون للأوثان قبل محمدا معناه آمنا محمدا أي صدقناه. والإيمان من آمن من باب الأفعال، وقال أهل الشريعة: «فالإيمان التصديق به من الله وأنبيائه وملائكته وكتبه ورسله والبعث والنشور والجنة والنار». وقال المعتزلة: إذا تعدى الإيمان بالباء، فمعنى تصديقي يتضمن الإقرار والوثوق، وإذا لم يتعدى بحرف فله معنى آخر، فمن فسد اعتقاده وأقر بالشهادتين لفظا فهو منافق، ومن أنكر لفظا وفسد اعتقاده فهو كافر، ومن أخل بالعمل ولم يخل بالقلب واللسان فهو فاسق. وعلى أي حال; لا ينبغي للمؤمن أن يقصر في الإتيان بالطاعات الواجبة والمندوبة والاعتقادات الحقة وكل ما يتعلق بالأقوال والأحوال الممدوحة، والاجتناب عن الكبائر والاحتراز عن المحظورات، ولا بد له من التصديق والإذعان بالتعريف المعروف: «إن الإيمان هو عقد بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالأركان». وقيل: إن الإيمان الكامل هو معرفة الله، وجعلوا ذلك أصلا لكل الطاعات، بل جعلوا كل طاعة إيمانا.
وقيل: إن الإيمان اسم جامع للفرائض والنوافل، ومنهم من أضاف غير النوافل أيضا.
أما المرجئة الذين قالوا: إن الإيمان قول بلا عمل، فقد غفلوا عن قوله تعالى: «ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الآخر وما هم بمؤمنين»(26) وقوله(ص): «من قال شيئا واعتقد خلافه فهو كاذب».
والمذهب الحق أن يقترن الإيمان بالعمل، كما قال الله تعالى: «إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنه هم فيها خالدون»(27).
وقال تعالى أيضا: «إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون»(28).
وقال تعالى أيضا: «إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر»(29).
وقال تعالى أيضا: «إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية»(30). ونظائر هذه الآيات كثيرة في القرآن. ويحضرني في المقام بيان مفيد لعلماء التفسير وعظام أهل التحقيق لا بأس بذكره هنا: قالوا: إن لكل شيء ثلاث وجودات: وجود عيني، ووجود ذهني، ووجود لفظي، والإيمان كذلك له وجودات ثلاثة. وعلى ما هو المعلوم، فإن الوجود العيني لكل شيء هو الأصل، وباقي الوجودات فروع وتوابع.
فالوجود العيني الإيماني نور يسطع في القلب بعد رفع الحجاب بينه وبين الحق تعالى.
قال تعالى: «مثل نوره كمشكاة فيها مصباح»(31) وقال تعالى: «الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور»(32). والإيمان الثابت يقبل الشدة والضعف مثل الأنوار الأخرى. ويشهد لذلك قوله تعالى: «فإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا»(33). فكلما ارتفع حجاب من الحجب، ازداد نور الإيمان في الإنسان وانشرح صدره بذلك النور، وعرف حقائق الأشياء كما هي، وبمقدار انشراح الصدر يقدم على الأوامر ويجتنب النواهي، بحيث تحيط أنوار الأخلاق الفاضلة والملكات الحميدة بتمام أعضائه وقواه.
قال تعالى: «نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء»(34) وقال تعالى: «نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم»(35). فهذا الإيمان تحفة نورانية في ظلمات الطبيعة الإنسانية تجعل أنوار المعارف الجلية وتجليات العلوم الربانية وجدانية للمؤمن.
أما الإيمان اللفظي، فهو على العكس تماما، لأنه إقرار بالشهادتين باللسان دون التحقق من حقيقتها، فهذا الإيمان لا فائدة فيه، ومثله مثل من ينطق بلفظ الخبز والماء، فلفظ الماء لا يروي عطشانا، ولفظ الخبز لا يشبع جائعا، وهو الإيمان التقليدي، ويقابله الإيمان الحقيقي.
أجل من تلفظ الشهادتين لحقه حكم المسلم ظاهرا، وحرم دمه وماله وعرضه، ولكنه لا ينال شيئا من المثوبات الأخروية البتة، وهو إيمان العوام عموما والسفلة منهم خصوصا.
والخلاصة: إن القلب للإيمان، والبدن للعبادة، واللسان للشهادة، واللسان ترجمان القلب، والقلب ترجمان الحق، فالإيمان الحقيقي يتضمن الإسلام، والإسلام قد يكون فاقدا للإيمان.
ففي الكافي: «الإيمان إقرار وعمل، والإسلام إقرار بلا عمل»(36).
والإيمان كعين غزيرة تجري منها الأنهار والسواقي والجداول حسب غزارتها، أو كمشكاة في الروح الحيواني كلما ازداد زيتها أنارت زوايا البدن الإنساني أكثر، أو أن الإيمان كجوهر ثمين في صندوق الوجود الإنساني، والشياطين يترصدونه يمينا وشمالا ليسرقوا منه، فإذا عصى الإنسان سلب منه النور وروح الإيمان، فإذا تاب عادت إليه، قال رسول الله(ص):... لو لم يكن في الأرض إلا مؤمن واحد لاكتفيت به عن جميع خلقي، وجعلت له من إيمانه أنسا لا يحتاج معه إلى أحد(37)، فلا بد أن يكون المؤمن غريبا في الدنيا وطوبى للغرباء.
بود گبرى در زمان بايزيد * گفت أو را يك مسلمان سعيد
كه چه بأشد گر تو اسلام آورى * تا بيابى صد نجات و سروري
گفت أين ايمان اگر هست أي مريد * آنكه دارد شيخ عالم بايزيد
مؤمن ايمان آنم در نهان * گرچه مهرم هست محكم بر دهان
باز ايمان گر خود ايمان شماست * نى بدان ميل استم ونى مشتهاست
آنكه صد ميلش سوى ايمان بود * چون شما را ديد فاتر مى شود(38)
فلا ينبغي -إذن- التفريق بين الإيمان والعمل، لأن العمل جزء من الإيمان، والإيمان سلطان على العمل، وله حكومة على الأفعال المتعلقة بالأعضاء الإنسانية، فإذا قصرت في أعمالها صارت كالعضو المشلول، قال تعالى: «وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون»(39)، وقال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله»(40) الآية أي الاعتقاد بما جاء به النبي(ص) مما يجب على المؤمن أن يعلمه ويعمله ويقوله، وضده الكفر والجحود قال تعالى: «إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون»(41). فويل لمن آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه.
نعم; قد يتمسك البعض بالقول بزيادة الإيمان ونقصه واختلاف القوابل، ففي الخبر المعتبر: «... فقلت: جعلت فداك إنا نبرأ منهم أنهم لا يقولون ما نقول. فقال الصادق(ع): يتولونا ولا يقولون ما تقولون تبرؤون منهم؟
قال: قلت: نعم.
قال: فهو ذا عندنا ما ليس عندكم، فينبغي لنا أن نبرأ منكم؟
قال: قلت: لا، جعلت فداك.
قال: وهو ذا عند الله ما ليس عندنا، أفتراه إطرحنا؟
قال: قلت: لا، جعلت فداك، ما نفعل؟
قال: فتولوهم ولا تبرؤا منهم، إن من المسلمين من له سهم، ومنهم من له سهمان، ومنهم من له ثلاثة أسهم، ومنهم من له أربعة أسهم(42)... إلى آخر الحديث.
وسأل شخص فاضلا: هل الإيمان يزيد وينقص؟
قال: لا.
قال السائل: فإيماني وإيمان النبي(ص) سواء؟
فقال الفاضل: إن الشمس إذا دخلت برج الأسد بلغت حرارتها الذروة في الأقاليم السبعة، ولربما ذاب الذهب في بعض الأودية، فإذا نزلت في برج الجدي يبرد الجو إلى حد يتعذر معه الوقوف في بعض النقاط المرتفعة، والشمس هي الشمس لا اختلاف فيها إن كانت في برج الأسد أو في برج الدلو، ولكن الاختلاف في مواقف البروج والمنازل.
ثم إن الإيمان قسمان: تقليدي وتحقيقي، والتحقيقي أيضا قسمان: استدلالي وكشفي، وكل واحد منهما ينقسم إلى ما له نهاية وما ليس له نهاية، فما كان له نهاية سمي بـ‍ «علم اليقين»، وما ليس له نهاية سمي ب‍ «عين اليقين»، وما كان بالمشاهدة والمكاشفة سمي ب‍ «حق اليقين».
نرجع الآن إلى صلب الموضوع نستخلص النتائج من هذه المستطرفات والمفردات المرقومة:
أولا: في بحار الأنوار عن النبي(ص) قال: «اشتاقت الجنة إلى أربع من النساء: مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم زوجة فرعون، وهي زوجة النبي(ص) في الجنة، وخديجة بنت خويلد زوجة النبي(ص) في الدنيا والآخرة، وفاطمة بنت محمد(ص)»(43). ونحن نعلم أن الجنة خاصة بأهل الإيمان، وأنها لا تشتاق إلا الكمل من المؤمنين، فينتج من هذا الحديث النبوي(ص) الشريف أن آسية كانت ذات إيمان كامل، وسيأتي قوله(ص): «لقد كمل من الرجال كثير وما كمل من النساء إلا أربعة».
ويمكن أن يقال: إن تلك المكرمة المحترمة انتقلت من مرتبة «علم اليقين» إلى مرتبة «عين اليقين» فأكملت إيمانها هنا، ثم انتقلت إلى عالم الشهود وسارت في هذا المقام إلى منتهاه، ويكفيها فخرا أنها كانت سباقة إلى التوحيد في مدة مديدة من زمان موسى(ع)، حيث وحدت الخلاق ولا موحد غيرها في الرجال والنساء، والأعجب من ذلك كتمانها إيمانها عن فرعون، حتى اقتضت الحكمة كشف الحجاب ورفع النقاب وإفشاء السر المكنون. فدعيت -عند ذلك- إلى العالم الأعلى بدعوة «إن إلى ربك الرجعي»(44).
أما المرتبة الأخيرة فهي عالم حق اليقين، وهو بحر لا ينزف، وعالم مجهول لا يعرف، وهو معنى الفناء في الله، الخاص بالصديقة الكبرى فاطمة الزهراء سلام الله عليها، وهو مقام لم يحصل، ولن يحصل لسواها من النساء، وعلامة هذا المقام المنيع والقدر الرفيع إعراضها عن الدنيا والعقبى، وتوجهها التام إلى ساحة حضرة العلي الأعلى. ولو أنعمنا النظر بعين البصيرة لانكشف لنا حقيقة هذا المعنى من قوله تعالى: «إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض»(45). وقال علي بن الحسين(ع): «إني أقبلت بكلي إليك».
ونعم ما قيل: إذا اشتغل اللاهون عنك بشغلهم * جعلت اشتغالي فيك يا منتهى شغلي وكيف لا تكون فاطمة الزهراء كذلك وأبوها يقول: «إن ابنتي فاطمة ملأ الله قلبها وجوارحها إيمانا إلى مشاشها» كما في الحديث عن الباقر(ع) قال: بعث رسول الله(ص) سلمان إلى فاطمة قال: فوقفت بالباب وقفة حتى سلمت، فسمعت فاطمة تقرأ القرآن من جوا والرحى يدور من برا، وما عندها أنيس.
وقال في آخر الخبر.. فتبسم رسول الله(ص) وقال: يا سلمان! إن ابنتي فاطمة ملأ الله قلبها وجوارحها إيمانا إلى مشاشها، تفرغت لطاعة الله، فبعث الله ملكا اسمه زوقابيل -وفي خبر آخر: جبرئيل- فأدار لها الرحى، وكفاها الله مؤنة الدنيا مع مؤنة الآخرة(46).
قال في النهاية: في صفته(ص): جليل المشاش، ومنه الحديث: «ملئ عمار إيمانا إلى مشاشه»(47) وفي رواية: «أخمص قدميه»(48).
وفي الشمائل المرتضوية في حديث طويل: «إنه رجل دحداح البطن، طويل الذراعين، ضخم الكراديس، أنزع، عظيم العينين، لسكنه مشاشار كمشاشير البعير، ضاحك السن»(49).
قال المجلسي(رحمه الله): «ولم أجد لمشاشار معنى في اللغة: ولعله كان في الأصل: له مشاش كمشاش البعير، والمشاش رؤوس العظام، ولم تكن تلك الفقرة في بعض النسخ»(50) انتهى.
ومعنى المشاش كما في الصحاح والقاموس عن الجوهري والفيروزآبادي: رؤوس العظام، كالمرفقين والكعبين والركبتين.
قال الجوهري: هي رؤوس العظام اللينة التي يمكن مضغها(51). مثل الكردوس وجمعه الكراديس، وهو كل عظمين التقيا في مفصل نحو المنكبين والركبتين والوركين(52). والهاء في «مشاشها» تعود على فاطمة(ع)، أو على جوارحها; والمعنى واحد، والعبارة تدل على قوة إيمانها، والمقصود من شدة الحمل وصلابته قوة الحال واستحكامها، وهو الإيمان، وإشارة إلى رسوخه وثباته وسريانه في تمام أعضاء فاطمة(ع) من الرأس إلى القدم، سواء في الأعضاء الصلبة العظيمة أو في الأعضاء الرخوة اللينة الرقيقة.
وفي الحديث ثلاث فضائل لفاطمة(ع):
الأولى:  إن الله كفاها أمر دنياها وآخرتها، وهو الكافي.
الثانية: أمر جبرئيل بخدمتها.
الثالثة: إحاطة الإيمان بتمام أعضاء بدنها الشريف من أصول العظام وغيرها بنحو الهاجم والتراكم، بحيث تمر من القلب والجوارح وتترسخ في عظام بدنها وتنفذ فيها، عكس باقي النساء حيث قيل في حقهن: «إنهن نواقص العقول».
وببيان آخر: قلنا أن علامة الإيمان في المؤمن اقترانه بالعمل، وقد عبر الحديث بقوله: «العمل بالأركان» ولهذه العظام العظيمة مدخلية في التذلل والعبادة وإطاعة الرب، خصوصا في أداء الفرائض والأعمال البدنية الأخرى.
وقد أدت فاطمة الزهراء(ع) حق كل عضو من أعضاءها بنحو الكمال، خلافا لأهل المعصية الذين يمكنهم أن يقولوا «إلهي عصيتك بجميع جوارحي التي أنعمت بها علي». وكانت تلك المخدرة مستغرقة في الطاعات والتوجه إلى الحضرة الإلهية، لا تفرغ جوارحها من العبادة كما قال علي بن الحسين(ع): «شهد بها شعري وبشري ومخي وعظامي ولحمي...» ولذا كانت تزداد في كمالاتها الإيمانية آنا بعد آن، وزمانا بعد زمان، فإذا صار العبد كذلك وارتبط بمولاه الحقيقي ارتباطا معنويا واتصل به اتصالا روحانيا، صدق حينئذ في حقه الحديث القدسي: «إذا تقرب عبدي إلي بالنوافل، أحببته فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها...»(53). فنقول: إن الإيمان الكامل للفرد يتحقق بالإتيان بتمام ما جاء به النبي(ص) وهو الدين الخالص، والكامل في هذا الإيمان الخالص ينال مقام حق اليقين، ويتمحض في إطاعة أوامر وأحكام الخلاق المبين، وليس هذا الشخص الكامل في الإيمان إلا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها أجمعين.
ونظير هذا الحديث قول النبي(ص) الشريف في حق الولي الأعظم حينما برز إلى عمرو بن عبد ود ، فقال: «لقد برز الإيمان كله إلى الشرك كله» وهو نظير قوله تعالى: «ما كذب الفؤاد ما رأى»(54) يعني أن أمير المؤمنين صار هو الإيمان لشدة اعتقاده الصحيح ورياضاته البدنية وعباداته، بل إن معنى الإيمان وحقيقته لا يتحقق إلا بولايته، أو أن الإيمان بمراتبه المختلفة لا يكمل إلا بولايته.
ويشهد لذلك قول عمر بن الخطاب -كما في المناقب-: إني سمعت رسول الله(ص) يقول: «لو أن السماوات والأرض وضعت في كفة ووضع إيمان علي في كفة، لرجح إيمان علي(ع)»(55). و «ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء»(56) من عباده. وفي حديث آخر: قال الله تعالى: «فإني آليت على نفسي قسما حقا لا أتقبل من أحد إيمانا ولا عملا إلا مع الإيمان به»(57).
وفي تفسير العياشي وكتاب «ما نزل من القرآن في علي(ع)» عن عكرمة، عن ابن عباس قال: ما نزلت آية «يا أيها الذين آمنوا» إلا وعلي شريفها وأميرها(58).
وفي تفسير فرات عن أبي مريم قال: سألت جعفر بن محمد عن قول الله تعالى: «الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون»(59) قال: «يا أبا مريم هذه والله لعلي بن أبي طالب خاصة، ما لبس إيمانه بشرك ولا ظلم ولا كذب ولا سرقة ولا خيانة»(60). «وإن عليا أول من آمن بالله ورسوله، وقالت بنته زينب الكبرى(ع) في وصفه عليه صلوات الله وسلامه:
إمامي وحد الرحمن طفلا * وآمن قبل تشديد الخطاب(61)
والأخبار والآثار في إيمان أمير المؤمنين كثيرة في كتب الفريقين.
أقول: إن مثال العصمة الكبرى هي فاطمة الزهراء بنت نبي الرحمة، وقرينة سلطان الولاية، ولازم الإيمان الكامل الثبات والدوام على العقيدة.
وقد مر سابقا أن آسية اجتهدت في سبيل الإسلام والإيمان غاية الاجتهاد، وتحملت الصعاب، وقدمت روحها فداء واستشهدت في سبيل الله، والعاقبة أنها نالت أجر همتها العالية، فرفع ا لله عن نظرها الحجاب، فرأت منزلها في الجنة، وهذا معنى «ما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله»(62)، ولكن تبقى الدرجة الرفيعة لفاطمة الشفيعة أعلى وأفضل من مقام آسية لأنها أدركت سعادة الشهادة، قال الإمام(ع) «إنها ماتت شهيدة»(63)، ولأنها لم تتمن على الله عند رحلتها في اليوم الأخير من عمرها حورا وقصورا وولدانا وغلمانا وجنانا، ما تمنت شيئا من ذلك، وإنما تمنت جوار أبيها سيد الرسل.
وحينما وهبت ثوبها ليلة الزفاف إلى الفقير السائل نزل جبرئيل وقال: فلتسأل فاطمة من العلي الأعلى ما تشاء، حتى لو كان ما في الخضراء والغبراء، فقالت(ع): «شغلتني لذة خدمتي عن مسألتي إياه، وما أريد إلا النظر إلى وجهه الكريم». انظر إلى علو همتها وبعد نظرها(ع)، حيث لم ترد من الله إلا الله، فأظهرت الشوق للقاء الرب، وحصرت رجاءها الواثق بلقاء جمال ذي الجلال والحضرة النبوية المقدسة، «فعليك بالله ودع ما سواه».
وقد دعت للأمة المرحومة دعاء الخير، فأجابها الرب الودود أن «كتب ربكم على نفسه الرحمة»(64) 



الهوامش:
(1) بحار الأنوار 14/ 195 ح 2 باب 16 عن الثعلبي.
(2) بحار الأنوار 43/ 36 ح 39 باب 3.
(3) بحار الأنوار 43/ 36 ح 39 باب 3.
(4) بحار الأنوار 43/ 36 ح 39 باب 3.
(5) آل عمران: 42.
(6) البحار 43/ 36 ح 39 باب 3 عن المناقب.
(7) البحار 43/ 37 ح 39 باب 3 عن المناقب
(8) تميزت آسية بين نساء آل فرعون كما تميز حزبيل بين رجالهم، وحزبيل هو ابن عم فرعون كما قال بعض المؤرخين. (من المتن)
(9) البحار 13/ 4 باب 1.
(10) القصص: 9.
(11) القصص: 12.
(12) القصص: 13.
(13) الفجر: 10.
(14) الشعراء: 49.
(15) بحار الأنوار 13/ 78 باب 4.
(16) التحريم: 11.
(17) قصص الأنبياء للثعلبي: 188، البحار 13/ 164 ح 6 باب 5 عن العرائس.
(18) الحشر: 10.
(19) بحار الأنوار 10/ 228 ح 1 باب 14.
(20) إبراهيم: 24.
(21) وهي رسالة نافعة ومفيدة للخواص والعوام. (من المتن)
(22) المقالات والفرق للأشعري 5 و 6.
(23) الحجرات: 14.
(24) النساء: 136.
(25) يوسف: 17.
(26) البقرة: 8.
(27) البقرة: 82.
(28) فصلت: 8.
(29) العصر: 3.
(30) البينة: 7.
(31) النور: 35.
(32) البقرة: 257.
(33) الأنفال: 2.
(34) النور: 35.
(35) التحريم: 8.
(36) بحار الأنوار 68/ 245 ح 4 باب 24 عن الكافي.
(37) البحار 6/ 160 ح 24، 25 باب 6 سكرات الموت وشدائده.
(38) يقول: كان هناك يهودي في زمان بايزيد البسطامي، فقال له مسلم سعيد بإسلامه: لماذا لا تصبح مسلما فتنجو وتحصل على الرفعة والفلاح؟ قال: إن كان هناك إيمان -يا أيها المريد- فهو الذي عند شيخ العالم بايزيد وأنا مؤمن بذلك الإيمان في الخفاء، ولكن فمي مقفل مطبق، فلا أبوح بإيماني، أما إن كان الإيمان إيمانك أنت، فلست أرغب فيه أبدا. لأن من كان راغبا في الإيمان، إذا شاهد إيمانك فترت رغبته وبرد عزمه.
(39) يوسف: 106.
(40) النساء: 136.
(41) البقرة: 6.
(42) البحار 69/ 161 ح 2 باب 32 عن الكافي.
(43) البحار 43/ 53 ح 48 باب 3.
(44) العلق: 8.
(45) الأنعام: 79.
(46) البحار: 43/ 46 ح 44 باب 3 عن المناقب.
(47) البحار 43/ 46 ح 44 باب 3 و 22/ 319 ح 4 باب 10.
(48) انظر البحار 19/ 35 باب 6.
(49) البحار 43/ 99 ح 11 باب 5.
(50) البحار 43/ 18 ح 11 باب 5.
(51) البحار 43/ 46 ح 44 باب 3.
(52) البحار 43/ 101 ح 11 باب 5.
(53) البحار 70/ 22 ح 21 باب 43.
(54) النجم: 11.
(55) البحار 38/ 249 ح 42 باب 65 عن المناقب
(56) المائدة: 54.
(57) البحار 13/ 233 ح 43 باب 7 في حديث طويل.
(58) البحار 36/ 99 ح 40 باب 39 عن تفسير العياشي.
(59) الأنعام: 82.
(60) البحار 35/ 348 ح 30 باب 13 عن تفسير فرات
(61) البحار 45/ 285 ح 16 باب 44 والقصيدة طويلة.
(62) البقرة: 110; المزمل: 20.
(63) انظر البحار: 43/ 198 ح 29 باب 7.
(64) الأنعام: 54.


المصدر: الخصائص الفاطمية: الشيخ محمد باقر الكجوري. ج1، مصادر سيرة النبي والائمة، ترجمة: سيد علي جمال أشرف. الطبعة الأولى، 1380 ش، انتشارات الشريف الرضي.


التعليقات (0)

اترك تعليق