مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

وأفضلُهنّ فاطمة

وأفضلُهنّ فاطمة

وأفضلُهنّ فاطمة
 
السيّدة فاطمة بنت رسول الله محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ.

أمّها: أمّ المؤمنين السيّدة خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ.

ولادتها: المشهور أنّ فاطمة سلام الله عليها وُلدت في جُمادى الآخرة يوم العشرين منها، سنة خمس وأربعين من مولد النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكان بعد مبعثه بخمس سنين.

أسماؤها: قال الإمام أبو عبد الله الصادق عليه السّلام: «لفاطمة تسعةُ أسماء عند الله عزّ وجلّ: فاطمة، والصدّيقة، والمباركة، والطاهرة، والزكيّة، والراضية، والمَرْضِيّة، والمحدَّثة، والزهراء».
قال ابن منظور (لسان العرب: 11/43): «سُئل أحمد بن يحيى عن فاطمة رضوان الله عليها بنت رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، لِم قيلَ لها: البتول؟
قال: لانقطاعها عن نساء أهل زمانها ونساء الأمّة عفافاً وفضلاً وديناً وحَسباً، وقيل لانقطاعها عن الدنيا إلى الله عزّ وجلّ».

كُناها: أمّ الحسن، وأمّ الحسين، وأمّ المحسن، وأمّ الأئمّة، وأمّ أبيها. عن الباقر عليه السلام: «كنية فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أُمّ أبيها». (المناقب لابن المغازلي: ح 338)
شَبهها برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «.. عن أنَس بن مالك، قال: لم يكن أحدٌ أشبه برسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم من الحسن بن عليّ وفاطمة». (مسند أحمد: 3/164)
وعن أمّ سَلَمة رضي الله عنها: «كانت فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أشبه النّاس وجهاً وشبهاً برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم». (عوالم العلوم للبحراني: ص 22، الرقم 2)

فضائل فاطمة عليها السلام في حديث رسول الله صلّى الله عليه وآله
عن ابن عباس: «قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لفاطمة: ..إنّ فاطمة ابنتي خيرُ أهلِ الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً». (مقتل الحسين للخوارزمي: 1/ 60)
وعنه صلّى الله عليه وآله وسلّم: «حسبُك من نساءِ العالَمين مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمّد، وآسية امرأة فرعون... وأفضلهنّ فاطمة». (عوالم العلوم: ص 46 رقم 5)
وعن سلمان، قال: «قال لي رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: يا سلمان، مَن أحبّ فاطمةَ ابنتي فهو في الجنّة معي، ومَن أبغضَها فهو في النّار، يا سلمان، حبُّ فاطمة ينفعُ في مائة من المواطن، أيسَرُ تلك المواطن: الموتُ، والقبر، والميزان، والمحشر، والصّراط، والمحاسبة. فمَن رضيتْ عنه ابنتي فاطمة رضيتُ عنه، ومَن رضيتُ عنه رضيَ اللهُ عنه، ومَن غضبتْ عليه ابنتي فاطمة غضبتُ عليه، ومَن غضبتُ عليه غضِبَ اللهُ عليه، يا سلمان، ويلٌ لمَن يظلمها ويظلم بَعلها أميرَ المؤمنين عليّاً، وويلٌ لمن يظلمُ ذرّيتها وشيعتَها». (مقتل الحسين: ص 59 طبعة الغريّ)
وعن المسوّر: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ..تنقطع يوم القيامة الأنساب والأسباب غير نَسبي وسَببي وصهري». (مسند أحمد: 4/332)
وعن أبي هريرة: «قال صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: أتاني جبرئيلُ فقال: يا محمّد، إنّ ربّك يحبّ فاطمة فاسجُدْ، فسجدتُ. ثمّ قال: إنّ الله يحبّ الحسنَ والحسين، فسجدتُ، ثمّ قال: إنّ الله يحبّ مَن يحبّهما». (لسان الميزان للذهبي: 3/275)
وعنه، قال: «أبطأ علينا رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يوماً صبور النهار، فلمّا كان العشيّ قال له قائلنا: يا رسولَ الله، قد شقّ علينا لم نَرَك اليوم، قال: إنّ ملكاً من السّماء لم يكن زارني، فاستأذن اللهَ في زيارتي فأخبرني وبشّرني أنّ فاطمة ابنتي سيّدة نساء أمّتي، وأنّ حسناً وحسيناً سيّدا شباب أهل الجنة». (الخصائص للنسائي: ص 34)


بيت فاطمة عليها السّلام ومصلّى النّبي
قال السمهودي: «إنّ بيت فاطمة رضي الله عنها في الزَّور الذي في القبر، بينه وبين بيت النّبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم خُوخة. (الخوخة بالضمّ: كوّة في الجدار ينفد منها الضوء)
وعن ابن أبي مريم، قال: كانت داره (دار أمير المؤمنين عليه السلام) في المربّعة التي في القبر، قال سليمان: وقال مسلم: لا تنسَ حظَّك من الصلاة إليها، فإنّه باب فاطمة الذي كان عليٌّ [عليه السلام] يدخل إليها منه، وقد رأيت حسن بن زيد يصلّي إليها... وقال ابن النّجار: وبيت فاطمة اليوم حوله مقصورة وفيه محراب وهو خلف حجرة النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم». (وفاء الوفا: 2/466-469)

الشهادة وموضع القبر
أقول: كما أنّ موضع قبرها مكتوم. كذلك يوم وفاتها، نسأل الله تبارك وتعالى أن يعجّل فرج ولدها الحجّة ابن الحسن العسكري أرواحنا له الفداء حتى يعرّفنا محلّ قبرها ويوم وفاتها.
قال ابن الصبّاغ المالكي: «إنّ فاطمة لم تضحك بعد موت النبيّ حتى قُبضت». (الفصول المهمّة: ص 148)
وقال الشبلنجي: «لم تضحك فاطمة رضي الله عنها بعد وفاة أبيها قَطّ». (نور الأبصار: ص 53)
وعن الخوارزمي: «ذُكر أنّ أعرابيّاً جاء من الشام، وابن عباس كان في المسجد الحرام يُفتي الناس، فسأله عن أبناء رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وبناته فأخبره - إلى أن قال:
ولمّا جاء فاطمة الأجل لم تَحَمَّ ولم تُصْدَع، ولكنْ أخذتْ بيدي الحسن والحسين فذهبت بهما إلى قبر النّبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم فأجلستهما عنده، ثم وقفتْ فصلّت بين المنبر والقبر ركعتين، ثم ضمّتهما إلى صدرها والتزمتهما وقالت: يا ولديَّ اجلسا عند أبيكما ساعة؛ وعليٌّ عليه السّلام يصلّي في المسجد. ثمّ رجعت نحو المنزل فحملتْ ما فضل من حنوط النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم فاغتسلتْ به ولبستْ فضل كفنه، ثمّ نادت: يا أسماء -وهي امرأة جعفر الطيار- فقالت لها: لبّيكِ يا بنتَ رسول الله، فقالت: تعاهديني، فإنّي أدخل هذا البيت فأَضَعُ جنبي ساعة، فإذا مضتْ ساعة ولم أخرج فناديني ثلاثاً، فإنْ أجبتُكِ وإلّا فاعلمي أنّي لحقتُ برسول الله.
ثمّ قامت مقامَ رسول الله في بيتها فصلّت ركعتين، ثم جلّلت وجهها بطَرَف ردائها وقضتْ نَحْبَها، وقيل: بل ماتت في سجدتها، فلمّا مضتْ ساعة أقبلت أسماء فنادت: يا فاطمة الزهراء، يا أمّ الحسن والحسين، يا بنت رسول الله، يا سيّدة نساء العالمين، فلم تُجب، فدخلت فإذا هي ميتة.
فقال الأعرابيّ: كيف علمَتْ وقت وفاتها يا ابن عباس؟
قال: أعلمها أبوها... إلى آخر الخبر». (مقتل الحسين: ص 85)
وعن ابن عباس، قال: «فاطمة أولُ مَن جُعل لها النعش، عملته لها أسماء بنت عميس وكانت قد رأته يُصنع بأرض الحبشة». (الطبقات الكبرى لابن سعد: 8/18)
وعن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين عليهم السلام، قال: «ماتت فاطمة عليها السلام بين المغرب والعشاء». (مفتاح النجاء للبدخشي: ص 157)
وقال ابن سعد: «دُفنت بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ليلاً، ودفنها عليّ... وسُئل ابن عباس: متى دفنتُم فاطمة؟ فقال: دفنّاها بليلٍ بعد هدْأة. قيل: فمَن صلّى عليها؟ قال: عليّ». (الطبقات الكبرى: 8/29)
وعن أمير المؤمنين، عن النبيّ صلّى الله عليهما وآلهما: «تُحشر ابنتي فاطمة يوم القيامة ومعها ثيابٌ مصبوغةٌ بالدّماء، تتعلّق بقائمةٍ من قوائم العرش، تقول: (يا حَكَم، احكُم بيني وبين من قتل ولدي)، فَيَحْكُم اللهُ لابنتي وربّ الكعبة». (ينابيع المودّة للقندوزي: 2/322-323)
وعن أبي هريرة: «قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: ... وأُبعث [يوم القيامة] على البراق.... وتُبعث فاطمة أمامي». (مستدرك الحاكم: 3/152-153)
وعنه: «قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: أولُ شخصٍ يدخل الجنّة فاطمة». (ميزان الاعتدال للذهبي: 2/618)





المصدر: fajernet.net 
السيّد محمّد هادي الميلاني

التعليقات (0)

اترك تعليق