مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

خجل طفلك وطرق تعزيز ثقته بنفسه بسببه قد يختبئ خلفك أحيانا

خجل طفلك وطرق تعزيز ثقته بنفسه بسببه قد يختبئ خلفك أحيانا

قد يشعر أي طفل بالخجل في بعض الأحيان، حتى وإن كان عمره لا يتجاوز السنتين، فالإحساس بالارتباك لدى هؤلاء الصغار يتجلى أكثر ما يتجلى عندما يلتقون أشخاصا غرباء صغارا أو كبارا.
حين يجد صغيرك نفسه بين مجموعة غير مألوفة بالنسبة له من الأقارب، أو بين عدد من الأطفال الذين لا يعرفهم، فإن ذلك حقيقة يشكل تحديا كبيرا بالنسبة إليه، فطفلك الذي ترينه عادة واثقا بنفسه، ودودا يحب التواصل مع الآخرين، قد تجدينه في بعض المواقف يحاول الاختباء خلفك إذا ما حاول أحد ما لا يعرف وجهه أن يكلمه.
أسباب الخجل:
ليس هناك سبب واحد للإحساس بالخجل لدى صغيرك وغيره، فالأمر يعتمد بشكل كبير على شخصيته وتكوينها، تجاربه الاجتماعية، وعليك أنت وأبيه أيضا، فبعض الدراسات تقول إن الخجل عند الأطفال مسألة وراثية كغيره من بعض الصفات الأخرى التي تتعلق بشخصية الفرد. على سبيل المقثال، فإن مستويات الخجل عند التوائم المتطابقة تكون أقوى بالمقارنة مع التوائم غير المتطايقة.
على أي حال، قد يكون الأمر ببساطة ناجما عن تعامل الأبوين بالطريقة نفسها مع أطفالهما، عندما يكون هؤلاء متشابهين في الشخصية العامة، أو على وجه الخصوص في حالة التوائم، فالوالدان قد يتوقعان أن طفليهما يتمتعان بشخصية جريئة، أو يغلب عليهما الخجل، وعلى هذا الأساس يتصرفان معهما بالطريقة نفسها التي تشجع توقعاتهما. كذلك هو الأمر بالنسبة للأبوين، فإن كانا خجولين، على الأرجح أن أولادهما ستغلب عليهما سمة الخجل، لكن ذلك قد يكون ربما بسبب أن الصغار يقلدون السوك الاجتماعي لآبائهم في المنزل، وليس بسبب الموروثات الجينية بحسب بعض الخبراء.
دلالاته..:
قد لا يكون الخجل واضحا في كل الاحيان، لكن فيما يلي بعض العلامات التي تدل عليه:
- النظر إلى الأسفل: قد تكون لدى طفلك مشكلة تتعلق بالتواصل البصري مع الآخرين، ما يجعله فجأة يخفض رأسه ناظرا إلى الأسفل باتجاه قدميه.
- احمرار الوجه: هذه الإشارة هي من أكثر الإشارات المتعلقة بالخجل وضوحا، فحين يدخل صغيرك مثلا إلى غرفة ممتلئة بالأطفال، حتى لو كان منهم أصدقاء له، فإنه لا يستطيع أن يمنع احمرار وجهه.
- جفاف الفم: نتيجة للتوتر الذي يشعر به صغيرك عندما يلتقي شخصا غريبا، يصاب فمه بالجفاف، وهذا يصعّب أو يعيق قدرته على الكلام، وقد يجد صعوبة في الابتلاع أيضا.
- الجمود: قد يقف الطفل الخجول في النقطة نفسها التي يوجد فيها غير قادر على الحركة، ولا الكلام ولا القيام بأي شيء.
- الرفض والممانعة: إن كان طفلك خجولا، قد تجدين صعوبة كبيرة في إقناعه بالدخول إلى مكان يوجد فيه أشخاص غير مألوفي الوجوه بالنسبة إليه.
- الصمت: يكره الطفل الخجول مسألة لفت النظر إليه، ويحاول تجاهل كل شيء، ولذلك قد تجده لا يقول أي شيء لشخص يتحدث إليه.
تعزيز الثقة بالنفس:
- تجنبي الضغط الزائد على طفلك، ولا تجبريه على الانخراط في بعض المواقف الاجتماعية التي قد تخيفه، فهذا قد يفاقم مشكلة الخجل لديه.
- وجهي بعض العبارات الإيجابية إليه: ذكري طفلك بأنه شخص محبب، وأن الأطفال الآخرين من عمره يحبون اللعب معه.
- لا تسمحي بانعزاله الاجتماعي: عليك أن تكوني حريصة على ألا يلعب طفلك كل الوقت وحده، فبذلك لن تكون لديه أي فرصة للتغلب على خجله.
- دعيه يعرف ما الذي يجب أن يفعله: علمي طفلك كيف يتفاعل مع الأطفال الذين لا يعرفهم، وذلك من خلال تقديم لعبة من ألعابه مثلا إلى طفل آخر.
- نظمي أوقاتا للعب المشترك: قومي بدعوة إحدى صديقاتك مع طفلها إلى منزلك لتكون لهذين الصغيرين فرصة للقاء واللعب، فهذا يعزز ثقة صغيرك بنفسه بشكل جيد.


المصدر: مجلة كل الأسرة - العدد - 1038 ، 4 سبتمبر / أيلول 2013 - 28 شوال 1434

التعليقات (0)

اترك تعليق