فاطمة الصغرى تروي ما جرى على النساء في عصر عاشوراء
تصف لنا سيدتنا فاطمة قصتها التي مُلِئَت خوفًا وحيرةً من قبل فاطمة(ع) وتجاوزًا وجرأة وقساوة من الأجلاف الذين هاجموا على حرم رسول الله(ص) فلقد نقل العلامة المجلسي (رحمه الله) قائلا ً "رأيت في بعض الكتب أنّ فاطمة الصغرى قالت:
كنت واقفة بباب الخيمة، وأنا أنظر إلى أبي وأصحابه مجزّرين كالأضاحي على الرمال، والخيول على أجسادهم تجول، وأنا أفكّر فيما يقع علينا بعد أبي من بني أمية أيقتلوننا أو يأسروننا؟ فإذا برجل على ظهر جواده يسوق النساء بكعب رمحه، وهنّ يلذن بعضهن ببعض وقد أخذ ما عليهن من أخمرة واسورة، وهن يصحن: واجدّاه، وأبتاه، واعلياه، واقلّة ناصراه، واحسناه! ما من مجير يجيرنا؟ أما من مجير يجيرنا؟ أما من ذائد يذود عنا؟
قالت: فطار فؤادي وارتعدت فرائضي، فجعلت أجيل بطرفي يمينًا وشمالًا على عمّتي أم كلثوم خشية منه أن يأتيني، فبينا أنا على هذه الحالة وإذا به قد قصدني ففررت منهزمة، وأنا أظنّ أي أسلم منه، وإذا به قد تبعني فذهلت من خشية منه، وإذا بكعب الرمح بين كتفيّ فسقطت على وجهي، فخرم أذني واخذ قرطي ومقنعتي، وترك الدماء تسيل على خدي، ورأسي تصهره الشمس، ووليّ راجعًا إلى الخيم، وأنا مغشيّ عليّ، وإذا أنا بعمتي عندي تبكي وهي تقول: قومي نمضي! ما أعلم ما جرى على البنات وأخيك العليل؟ فقمت وقلت: يا عمتاه هل من خرقة أستر بها رأسي عن أعين النظّار؟ فقالت: يا بنتاه وعمتك مثلك! فرأيت رأسها مكشوفا وقد أسود من الضرب، فما رجعنا إلى الخيمة إلّا وهي قد نُهبت وما فيها، وأخي علي بن الحسين(ع) مكبوب على وجهه لا يطيق الجلوس من كثرة الجوع والعطش والأسقام، فجعلنا نبكي عليه ويبكي علينا"(1).
وقفة
أقف مندهشًا أمام هذه الصورة وأنا أرى غلظة وقساوة هؤلاء الأجلاف، ولا أستطيع أن أستوعب الرعب الذي كان يحيط بهذه الفتاة المخدرة المؤمنة، ولذا رأيت أن أسرد ما شعرت به:
1. شاء الله تعالى أن تشترك في قتل الإمام(ع) والتعدي على حريمه وحوش برية بشرية ليس لديها من عمل صالح يخفف عنها في قيامتها بل ستكون وقودًا لنار جهنم ومصداقًا للآية الكريمة:
«يأيها الذين امنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة...».
وهذا يعني انسجام بل اتحاد الذات مع الصفة، فهكذا ذات لا تقوم إلا بهكذا فعل، وهكذا فعل لا يقع إلا من هذه الذات.
2. وقوع سلب المقنعة ثقيل وموجع على حياء فتاة مخدرة طاهرة من بيت معصوم، إذ ان هذه القصة تذكرني بما مر على نساء محجبات مؤمنات عفيفات كنّ معي في مديريات أمن النظام البائد حيث كانوا يمارسون معهن كل أنواع التعدي والانتهاك.
3. عفة السيدة فاطمة وحجابها وحشمتها كان همها الأول دون الاهتمام بألم خرو الأذن أو ألم السياط أو قيمة ما سلب منها.
4. إن البلاء الذي أصاب حريم الركب الحسيني بلاء لرفع الدرجات ونيل الرتب العاليات.
5. في ندبتهن لآبائهن الطاهرين نكتة علمية ألا وهي أن النادبات يعتقدن تمام الاعتقاد بحياة المندوبين وقدرتهم على إجابة الإغاثة وهذا هو عين العقيدة الحقة.
6. عندما تنقل لنا رواية أحداث الطف السيدة فاطمة(ع) أن رجلا واحدا على ظهر جواده يسوق النساء بكعب رمحه وهن يلذن ببعضهن لا يعني أن هذا الرجل شجاع فارس بل هو فاقد لكل صفات الرجولة والفروسية، لا يعني أيضًا أن النساء العلويات يتصفن بالجبن والخنوع بل يعني:
أولا: إن تركيبة جسد المرأة ورقتها وعدم خشونتها لا يكفي في مجابهة الرجل وهذا ما يجب أن تتصف به الأنثى الكاملة.
وثانيًا: إن الجهاد ساقط عن المرأة وليس عليها إلا الحفاظ على عفتها وخدرها وحيائها فلذا كانت سيدتنا زينب الكبرى(ع) هذه اللبوة الحرة تدفع السياط بيد وتستر وجها باليد الأخرى.
بكاء لا ينفع صاحب
روى الشيخ الصدوق(ع) بسند عن عبد الله بن الحسن(ع)، عن أمه فاطمة بنت الحسين(ع) قالت:
"دخلت الغاغة علينا الفسطاط وأنا جارية صغيرة، وفي رجلي خلخالان من ذهب، فجعل رجل يفضّ الخلخالين من رجلي وهو يبكي! فقلت: ما يبكيك يا عدو الله؟! فقال: كيف لا أبكي وأنا أسلب ابنة رسول الله!. فقلت: لا تسلبني. قال: أخاف أن يجيء غيري فيأخذه".
لا أستطيع تفسير بكاء هذا الرجل إلا كبكاء التمساح الذي يبكي على فريسته وهو غير قاصد لذلك ولا يشعر بالرقة اتجاها بل يلتذ بابتلاعها ومضغها، فالبكاء النافع هو ما كان خشية من الله تعالة أو رقة للغير وما قالته السيدة فاطمة(ع) عن بكاء الرجل السالب مع عدم امتناعه عن السلب دليل على عدم نفع البكاء لصاحبه، أو يمكن تفسيره بأنه مريض نفسيًا تتملكه الازدواجية التي تجعل من يتصف بها متغيرًا من حال إلى آخر وهذا ما يؤكده علماء النفس بقولهم "ونكتشف الازدواجية بسهولة عندما تكون المشاعر المقصودة عابرة ومتغيرة"(2) ما كان بكاؤه إلا انفعالا مع الصورة المأساوية.
ويرى الشيخ التستري(قدس) إن بكاء هؤلاء القساة الأجلاف "ناشئ من الرقة الموجودة في الفطرة، من غير اختيار مع التفات الباكين إلى أنه رقة على المبكي عليهم مع الغفلة عن بغضهم، وهناك بكاء أيضًا ناشئ من الفطرة ولكن مع الالتفات إلى بغض المبكي عليه....الخ"(3)
ويمكن الاستفهام من الشيخ(قدس) كيف نفسر أن صاحب القلب القاسي الذي وصل إلى أشد قساوة من الحجارة بل أضل سبيلًا أن يكون في قلبه شيء من الرقة؟ وهل أن هذه الرقة كمال أو نقص فإن قلت بأنها كمال يلزم أن يكون في هذه الشخصية الوحشية الممسوخة شيء من الكمال والإيجاب فيتفرع على هذا القول أن صاحب هذا الكمال وهذه الرقة يستحق في قبال البكاء شيئا ً من الأجر، وإن قلت بأنها نقص يلزم من ذلك اتصاف فطرته بالنقص وهذا لا ينسجم مع الفطرة السليمة.
ومما يؤكد قولنا هو دعاء السيدة زينب(ع) على سالب الخلخال الذي كان في رجلي السيدة فاطمة بنت الإمام(ع) كما نقل الأسفراييني: "قالت زينب أخت الحسين كنّا ذلك الوقت جلوسًا في الخيام إذ دخل علينا رجال فيهم رجل أزرق العيون فأخذ كل ما كان في خيمتنا التي كنّا مجتمعين فيها، ثم نظر إلى علي بن الحسين(ع) كتاب نور العين في مشهد الحسين(ع) وهو مطروح على قطعة من الأديم، فجذبها من تحته ورماه على الأرض، ثم أخذ قناعي من رأسي، ونظر إلى قرط في أذني فعالجه وقرضه بأسنانه، فخرم أذني ونزعه وجعل الدم يسيل على ثيابي، وهو مع ذلك يبكي! ثم نظر إلى خلخال كان في رجلي فاطمة الصغرى فجعل يعالجها حتى كسرهما وخرج الخلخال منهما، فقالت له: أتسلبنا وأنت تبكي؟! فقال: أبكي لما حلّ بكم أهل البيت!.
قالت زينب: فخنقتني العبرة من وجع أذني وبكاء فاطمة، فقلت له: قطع الله يديك ورجليك وأذاقك الله النار في الدنيا قبل الآخرة.
فقال: والله لا جاوزت دعوتها ثم قطع يديه ورجليه وأحرقه بالنار وذهب".
فيفهم من دعائها عليه انه مسخ قاسي لا رقة في قلبه يستحق عليها شيئا ً من الأجر أو حتى دعاء لهدايته.
ومما يؤكد ذلك أيضًا قول السيدة فاطمة بنت الإمام(ع) مخاطبة أهل الكوفة:
"قست والله قلوبكم، وغلظت أكبادكم، وطبع على أفئدتكم وختم على أسماعكم وأبصاركم وسوّل الشيطان وأملى لكم وجعل على بصركم غشاوة فأنتم لا تهتدون".
_________________________________
(1) البحار: ٤٥/٦٠-٦١.
(2) كتاب فن التحليل النفسي - رالف غرينسون-.
(3) الخصائص الحسينية: ص١٧٦.
(4) كتاب نور العين في مشهد الحسين(ع) ص ٤٥.
المصدر: الفتلاوي، الشيخ علي: المرأة في حياة الإمام الحسين(ع)، العتبة الحسينية المقدسة، ط1، كربلاء، ٢٠٠٨م.
كنت واقفة بباب الخيمة، وأنا أنظر إلى أبي وأصحابه مجزّرين كالأضاحي على الرمال، والخيول على أجسادهم تجول، وأنا أفكّر فيما يقع علينا بعد أبي من بني أمية أيقتلوننا أو يأسروننا؟ فإذا برجل على ظهر جواده يسوق النساء بكعب رمحه، وهنّ يلذن بعضهن ببعض وقد أخذ ما عليهن من أخمرة واسورة، وهن يصحن: واجدّاه، وأبتاه، واعلياه، واقلّة ناصراه، واحسناه! ما من مجير يجيرنا؟ أما من مجير يجيرنا؟ أما من ذائد يذود عنا؟
قالت: فطار فؤادي وارتعدت فرائضي، فجعلت أجيل بطرفي يمينًا وشمالًا على عمّتي أم كلثوم خشية منه أن يأتيني، فبينا أنا على هذه الحالة وإذا به قد قصدني ففررت منهزمة، وأنا أظنّ أي أسلم منه، وإذا به قد تبعني فذهلت من خشية منه، وإذا بكعب الرمح بين كتفيّ فسقطت على وجهي، فخرم أذني واخذ قرطي ومقنعتي، وترك الدماء تسيل على خدي، ورأسي تصهره الشمس، ووليّ راجعًا إلى الخيم، وأنا مغشيّ عليّ، وإذا أنا بعمتي عندي تبكي وهي تقول: قومي نمضي! ما أعلم ما جرى على البنات وأخيك العليل؟ فقمت وقلت: يا عمتاه هل من خرقة أستر بها رأسي عن أعين النظّار؟ فقالت: يا بنتاه وعمتك مثلك! فرأيت رأسها مكشوفا وقد أسود من الضرب، فما رجعنا إلى الخيمة إلّا وهي قد نُهبت وما فيها، وأخي علي بن الحسين(ع) مكبوب على وجهه لا يطيق الجلوس من كثرة الجوع والعطش والأسقام، فجعلنا نبكي عليه ويبكي علينا"(1).
وقفة
أقف مندهشًا أمام هذه الصورة وأنا أرى غلظة وقساوة هؤلاء الأجلاف، ولا أستطيع أن أستوعب الرعب الذي كان يحيط بهذه الفتاة المخدرة المؤمنة، ولذا رأيت أن أسرد ما شعرت به:
1. شاء الله تعالى أن تشترك في قتل الإمام(ع) والتعدي على حريمه وحوش برية بشرية ليس لديها من عمل صالح يخفف عنها في قيامتها بل ستكون وقودًا لنار جهنم ومصداقًا للآية الكريمة:
«يأيها الذين امنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة...».
وهذا يعني انسجام بل اتحاد الذات مع الصفة، فهكذا ذات لا تقوم إلا بهكذا فعل، وهكذا فعل لا يقع إلا من هذه الذات.
2. وقوع سلب المقنعة ثقيل وموجع على حياء فتاة مخدرة طاهرة من بيت معصوم، إذ ان هذه القصة تذكرني بما مر على نساء محجبات مؤمنات عفيفات كنّ معي في مديريات أمن النظام البائد حيث كانوا يمارسون معهن كل أنواع التعدي والانتهاك.
3. عفة السيدة فاطمة وحجابها وحشمتها كان همها الأول دون الاهتمام بألم خرو الأذن أو ألم السياط أو قيمة ما سلب منها.
4. إن البلاء الذي أصاب حريم الركب الحسيني بلاء لرفع الدرجات ونيل الرتب العاليات.
5. في ندبتهن لآبائهن الطاهرين نكتة علمية ألا وهي أن النادبات يعتقدن تمام الاعتقاد بحياة المندوبين وقدرتهم على إجابة الإغاثة وهذا هو عين العقيدة الحقة.
6. عندما تنقل لنا رواية أحداث الطف السيدة فاطمة(ع) أن رجلا واحدا على ظهر جواده يسوق النساء بكعب رمحه وهن يلذن ببعضهن لا يعني أن هذا الرجل شجاع فارس بل هو فاقد لكل صفات الرجولة والفروسية، لا يعني أيضًا أن النساء العلويات يتصفن بالجبن والخنوع بل يعني:
أولا: إن تركيبة جسد المرأة ورقتها وعدم خشونتها لا يكفي في مجابهة الرجل وهذا ما يجب أن تتصف به الأنثى الكاملة.
وثانيًا: إن الجهاد ساقط عن المرأة وليس عليها إلا الحفاظ على عفتها وخدرها وحيائها فلذا كانت سيدتنا زينب الكبرى(ع) هذه اللبوة الحرة تدفع السياط بيد وتستر وجها باليد الأخرى.
بكاء لا ينفع صاحب
روى الشيخ الصدوق(ع) بسند عن عبد الله بن الحسن(ع)، عن أمه فاطمة بنت الحسين(ع) قالت:
"دخلت الغاغة علينا الفسطاط وأنا جارية صغيرة، وفي رجلي خلخالان من ذهب، فجعل رجل يفضّ الخلخالين من رجلي وهو يبكي! فقلت: ما يبكيك يا عدو الله؟! فقال: كيف لا أبكي وأنا أسلب ابنة رسول الله!. فقلت: لا تسلبني. قال: أخاف أن يجيء غيري فيأخذه".
لا أستطيع تفسير بكاء هذا الرجل إلا كبكاء التمساح الذي يبكي على فريسته وهو غير قاصد لذلك ولا يشعر بالرقة اتجاها بل يلتذ بابتلاعها ومضغها، فالبكاء النافع هو ما كان خشية من الله تعالة أو رقة للغير وما قالته السيدة فاطمة(ع) عن بكاء الرجل السالب مع عدم امتناعه عن السلب دليل على عدم نفع البكاء لصاحبه، أو يمكن تفسيره بأنه مريض نفسيًا تتملكه الازدواجية التي تجعل من يتصف بها متغيرًا من حال إلى آخر وهذا ما يؤكده علماء النفس بقولهم "ونكتشف الازدواجية بسهولة عندما تكون المشاعر المقصودة عابرة ومتغيرة"(2) ما كان بكاؤه إلا انفعالا مع الصورة المأساوية.
ويرى الشيخ التستري(قدس) إن بكاء هؤلاء القساة الأجلاف "ناشئ من الرقة الموجودة في الفطرة، من غير اختيار مع التفات الباكين إلى أنه رقة على المبكي عليهم مع الغفلة عن بغضهم، وهناك بكاء أيضًا ناشئ من الفطرة ولكن مع الالتفات إلى بغض المبكي عليه....الخ"(3)
ويمكن الاستفهام من الشيخ(قدس) كيف نفسر أن صاحب القلب القاسي الذي وصل إلى أشد قساوة من الحجارة بل أضل سبيلًا أن يكون في قلبه شيء من الرقة؟ وهل أن هذه الرقة كمال أو نقص فإن قلت بأنها كمال يلزم أن يكون في هذه الشخصية الوحشية الممسوخة شيء من الكمال والإيجاب فيتفرع على هذا القول أن صاحب هذا الكمال وهذه الرقة يستحق في قبال البكاء شيئا ً من الأجر، وإن قلت بأنها نقص يلزم من ذلك اتصاف فطرته بالنقص وهذا لا ينسجم مع الفطرة السليمة.
ومما يؤكد قولنا هو دعاء السيدة زينب(ع) على سالب الخلخال الذي كان في رجلي السيدة فاطمة بنت الإمام(ع) كما نقل الأسفراييني: "قالت زينب أخت الحسين كنّا ذلك الوقت جلوسًا في الخيام إذ دخل علينا رجال فيهم رجل أزرق العيون فأخذ كل ما كان في خيمتنا التي كنّا مجتمعين فيها، ثم نظر إلى علي بن الحسين(ع) كتاب نور العين في مشهد الحسين(ع) وهو مطروح على قطعة من الأديم، فجذبها من تحته ورماه على الأرض، ثم أخذ قناعي من رأسي، ونظر إلى قرط في أذني فعالجه وقرضه بأسنانه، فخرم أذني ونزعه وجعل الدم يسيل على ثيابي، وهو مع ذلك يبكي! ثم نظر إلى خلخال كان في رجلي فاطمة الصغرى فجعل يعالجها حتى كسرهما وخرج الخلخال منهما، فقالت له: أتسلبنا وأنت تبكي؟! فقال: أبكي لما حلّ بكم أهل البيت!.
قالت زينب: فخنقتني العبرة من وجع أذني وبكاء فاطمة، فقلت له: قطع الله يديك ورجليك وأذاقك الله النار في الدنيا قبل الآخرة.
فقال: والله لا جاوزت دعوتها ثم قطع يديه ورجليه وأحرقه بالنار وذهب".
فيفهم من دعائها عليه انه مسخ قاسي لا رقة في قلبه يستحق عليها شيئا ً من الأجر أو حتى دعاء لهدايته.
ومما يؤكد ذلك أيضًا قول السيدة فاطمة بنت الإمام(ع) مخاطبة أهل الكوفة:
"قست والله قلوبكم، وغلظت أكبادكم، وطبع على أفئدتكم وختم على أسماعكم وأبصاركم وسوّل الشيطان وأملى لكم وجعل على بصركم غشاوة فأنتم لا تهتدون".
_________________________________
(1) البحار: ٤٥/٦٠-٦١.
(2) كتاب فن التحليل النفسي - رالف غرينسون-.
(3) الخصائص الحسينية: ص١٧٦.
(4) كتاب نور العين في مشهد الحسين(ع) ص ٤٥.
المصدر: الفتلاوي، الشيخ علي: المرأة في حياة الإمام الحسين(ع)، العتبة الحسينية المقدسة، ط1، كربلاء، ٢٠٠٨م.
اترك تعليق