مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

كلمته في لقائه العاملين على إقامة الملتقى الوطني لـ «متغيّرات السكان ودورها في م

كلمته في لقائه العاملين على إقامة الملتقى الوطني لـ «متغيّرات السكان ودورها في مختلف تطورات المجتمع 02/11/2013

بسم الله الرحمن الرحيم


قضية السكان التي تُطرح بجدّ في المجتمع، وثمة بشأنها اختلافات في وجهات النظر، قضية على جانب كبير من الأهمية. لا ريب أنه من زاوية السياسة العامة للبلاد يجب أن تتقدم البلاد نحو زيادة عدد السكان، طبعاً على نحو معقول ومعتدل. جميع الإشكالات والمؤاخذات التي تُطرح -وقد اطلعنا على بعض الإشكالات التي طرحوها- ممكنة الرفع والمعالجة ويمكن الإجابة عنها.
[...] ادرسوا وافحصوا جوانب القضية، وانظروا ما هي الأمور التي تجعل مجتمعنا ميّالاً إلى قلة عدد الأبناء. الميل نحو قلة عدد الأبناء عارض، وإلّا فالإنسان بطبيعته يحبّ الأبناء. لماذا يفضّل بعض الأفراد أن لا يكون لهم إلّا ابن واحد فقط؟ لماذا يرجّحون أن يكون لهم ابنان اثنان فقط؟ لماذا تتجنّب المرأة بشكل والرجل بشكل أن يكون لهم أبناء؟
يجب النظر في هذه الأمور والعوامل وتشخيصها من أجل معالجتها؛ أي معالجة هذه العوامل المرضية -وأنا أعتقد أنها عوامل مرضية- واطلبوا من المتخصصين والمفكرين أن يفكروا ويضعوا العلاجات. مثلاً ارتفاع سنّ الزواج، مما لا شك فيه أنّ من الأمور التي تقيّد الإخصاب والإنجاب ارتفاع سنّ الزواج، وهذه بالتالي من الأمور التي يجب التفكير بشأنها في البلاد. لماذا ارتفع سنّ الزواج في بلادنا؟ ألّا يحتاج الشاب ذو السابعة عشرة أو الثامنة عشرة أو التاسعة عشرة من عمره إلى إطفاء نيران حاجته وغريزته الجنسية؟
يجب أن نفكر بهذا الشيء. من ناحية يقال إن هؤلاء الشباب لا بيوت لهم ولا وظائف ولا مشاغل، وليست لديهم إيراداتهم ودخولهم. هنا يجب النظر ما الذي يمكن فعله للجمع بين هذه الظروف. يجب أن لا نتصور أن الشخص لا بدّ أن يكون لهم بيت يمتلكه أو عمل أو مهنة ذات وارد كبير ليتزوّج، لا.. «إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله»(1). إنه القرآن الكريم يتحدث معنا بهذه الطريقة. أي إنكم يجب أن تحلوا كل العقد الذهنية الموجودة على هذا الصعيد، بمعنى أن شأنكم وشأن الملتقى الذي تقيمونه هو أن يُنجز هذا العمل الفكري والعلمي، أي لا يكون الأمر مقتصراً على بيان الأفكار والمطاليب وحتى الشعارات. يجب العمل بشكل واقعي، العمل الفكري، وتشخيص ودراسة عوامل انخفاض عدد السكان وعوامل زيادة عدد السكان بشكل مطلوب ومعتدل، وطرح هذه العوامل لإقناع النخبة. في هذا المضمار، عموم الناس الآن بعضهم متدينون وبعضهم متعبّدون وحين يقال لهم ويؤمرون سوف يمتثلون للأوامر ويتجّهون صوب مزيد من الإنجاب، ولكن يجب إقناع نخبة المجتمع. هم الذين يجب أن يقتنعوا، فإذا اقتنع النخبة تسهّل الأمر وتسهّلت عملية صناعة الثقافة. سوف يجدّ السادة ويجتهدوا إن شاء الله على هذا الصعيد، ونتمنى لهم التوفيق إن شاء الله.
[...] ثمة نظرة تقلّد الحياة الغربية أو الحياة الأوربية انتهت إلى هذه النتائج وقد وصلنا تراثهم، وغفلنا نحن بدورنا في برهة من الزمن ولم نقم بما يجب القيام به. والحال أنه في الوقت الحاضر وفي بعض هذه البلدان الغربية يتضرّرون من انخفاض الإنجاب، وقد باتوا نادمين، وفي بعض البلدان الغربية لا يوجد انخفاض في الإنجاب على الإطلاق، أي إن عوائلهم كبيرة العدد، فمثلاً هناك عوائل أمريكية ذات عشرة أبناء أو إثني عشر ابناً، فكيف يجب أن يكون للعائلة الإيرانية التي تريد تقليدهم ابن واحد فقط أو ابنان؟! هذه حالات موجودة في الوقت الراهن، والتقارير والأخبار تنبّؤنا بهذه الحقائق. نتمنى لكم التوفيق والتأييد إن شاء الله.

الهامش:
3 - سورة النور، شطر من الآية 32.



المصدر: الموقع الإعلامي لمكتب حفظ ونشر آثار سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي(دام ظله).

التعليقات (0)

اترك تعليق