مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

أم الإمام الباقر(ع): محنتها في كربلاء

أم الإمام الباقر(ع): محنتها في كربلاء

لقد كُتب على أُم الإمام الباقر(ع) فاطمة بنت الإمام الحسن السبط(ع) بعد ولادة الإمام الباقر(ع) بنحو أربع سنين أن تعيش مأساة كربلاء بكل تفاصيلها، إذ كانت(ع) ضمن الركب المقدّس من آل محمّد(ص) الذي خرج من المدينة المنوّرة على أثر ما حصل بعد هلاك طاغية الزمان معاوية بن أبي سفيان ومجيء ابنه اللعين الفاجر إلى السلطة. وهكذا شاهدت في طريقها كل ما شاهده الحسين(ع) وصولاً إلى كربلاء، وعاشت تلك اللحظات التي ثقلت وامتدّت كأنها الزمان كلّه، ورأت مصرع عمّها الحسين ومصارع بقية الشهداء من أهلها عليهم‌السلام وأصحابهم الأطهار، ثم عانت بعد ذلك ما عانته سائر حرم اللّه ورسوله(ص) من السبي والاضطهاد، كل ذلك وهي ترى زوجها العظيم السجّاد(ع) عليلاً ومكبّلاً بالقيود أسيراً إلى بغي من بغايا آل أمية.
ولا شكّ في أن هذه المأساة قد تركت آثارها على حياة تلك البطلة المجاهدة، ولا بدّ وأن تكون قد استلهمت من تلك الواقعة وشخوصها الجهادية المنقطعة النظير، بل هي الوتر في كل الدهور، أعظم العبر والدروس في كيفية الدفاع عن الحقّ والاستماتة حتى النفس الأخير في سبيل العقيدة والمبدأ.


المصدر: من كتاب أمّهات المعصومين عليهم السلام سيرة وتاريخ: عبد العزيز كاظم البهادلي، مركز الرسالة.

التعليقات (0)

اترك تعليق