تربيّة الطفل على االتعاضد والهمّة العالية والقراءة
فلنجعل الأطفال وكذلك الشباب يعتادون، منذ البداية، على النّظر إلى الأمور بهمّة عالية.
يوجد العديد من القضايا التي يجب الاطّلاع عليها على مستوى العالم كلّه، والنظر إليها بهذا المستوى لا بالمستوى الإقليميّ، فما بالك بالذي ينظر إليها فقط على مستوى البلد أو الولاية والمحافظة؟ هنالك قضايا يجب النّظر إليها بأفق المئة سنة7، والمئة وخمسين سنة، لا من دائرة محدودة بخمس أو عشر سنوات أو أقل. وكل هذا يستلزم وجود همّة عالية، والنّظر بمثل هذه الهمّة الرّفيعة إلى القضايا المختلفة. إنّ هذا التلميذ أو الطالب الجامعيّ الذي تقومون بتربيته اليوم سيصبح بعد عدّة صباحات (بعد فترة) أستاذاَ أو مديراً فعّالاً، أو خبيراً مميّزاً، ويكون عنصراً مؤثّراً في الحركة السياسية للمجتمع. لن تنقضي صباحات قليلة حتى يصبح عنصراً مؤثّراً في المجتمع. فقوموا بتربيته حتّى يكون في النّهاية صاحب همّة عالية.
التفاني في العمل (عليكم بالتعّود على المطالعة)
النقطة التالية هي التفاني في العمل.
إحدى مشكلاتنا هي الكسل، فقضيّة المطالعة هي قضيّةٌ مهمّةٌ، إنّ إهمال الكتاب موجودٌ في مجتمعنا. يشاهد المرء أحياناً في التلفاز سؤالاً يوجّه إلى هذا أو ذاك: كم ساعة تقرأ في اليوم؟ أو كم تعطي للمطالعة من وقت؟ فواحدٌ يقول خمس دقائق وآخر يقول نصف ساعة! يتعجّب الإنسان! يجب علينا أن نعوّد الشباب على المطالعة، وكذلك الأطفال بحيث ترافقهم إلى آخر العمر.
إنّ تأثير المطالعة في مثل سنّي -أنا العبد- وأنا العبد أقرأ من الكتب ما هو أضعاف ما يقرؤه الشباب ـ هو في الأغلب أقلّ بدرجات من المطالعة في سنيّ الشباب، أو في عمركم أيّها الأعزّاء الموجودون هنا.
إنّ ما يبقى للإنسان دوماً هو المطالعة في السنوات الأولى.
فليطالع تلامذتكم من الشباب والأطفال ما أمكن، وليتعلّموا كلّ ما يمكنهم في مختلف الحقول، وبالطرق والأساليب المختلفة.
بالطبع، يجب اجتناب الاستهتار في بيئة الكتاب، وإن كانت هذه القضيّة لاحقة، إنّما القضية الأولى هي أن يتعلّموا ويعتادوا على الرجوع إلى الكتاب من الأساس والنظر فيه.
وبالطبع يجب على الأجهزة أن تراقب وكذلك الأشخاص، ويتولوا التوجيه نحو الكتاب الجيّد، حتّى لا يضيع العمر بالكتب السيّئة.
المصدر: مشكاة النور، العدد: 57.
كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء المعلّمين وأساتذة جامعات خراسان الشمالية في 11/10/2012م.
اترك تعليق