مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الكيميائية اللبنانية الدكتورة منى جان نمر

الكيميائية الدكتورة منى جان نمر: حقّقت اكتشافاً طبياً يتعلق بنشاط القلب الذي لم يكن معروفاً حتى حينه.

الكيميائية الدكتورة منى جان نمر:
من مواليد شحرور- لبنان 1954.
- بكالوريوس من جامعة "كنساس" بأمريكا.
- دكتوراه في البيوكيمياء من جامعة "ماك غيل" في مونتريال – كندا.
حقّقت اكتشافاً طبياً يتعلق بنشاط القلب الذي لم يكن معروفاً حتى حينه. وفي بحث خاص لها أثبتت وجود هرمون الضغط الشرياني A.N.F في الدم. وأن القلب يفرز هذا الهرمون، كما ويمكن اعتبار القلب على ذلك من الغدد الصمّاء التي تفرز الهرمونات مباشرة في الدم.
- تشغل منصب مديرة مختبر البايولوجيا لجزئيات الأجناس الحية، في معهد مونتريال للأيحاث السريرية.
- وتشغل وظيفة أستاذ في معهد الطب التابع لجامعة مونتريال في كندا.

فتح جديد في عالم الطب المعاصر:
منى نمر في العقد الرابع من عمرها، أرغمتها ظروف الحرب على قطع دراستها في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1976، وهاجرت إلى الولايات المتحدة، ونالت من إحدى جامعاتها كينساس شهادة بكالوريوس في العلوم، ومن ثم سافرت إلى كندا لتتابع تخصصها في جامعة "ماغيل" إلى أن حازت الدكتوراه في علم الأحياء والجينات عام 1981. وقد سجلت حينها سبقاً طبياً في تحليل مادة الدم الجيني D.N.A استغرقت بتحليله 72 ساعة في حين أن الفترة المثالية لتحليله كانت آنذاك لا تقل عن تسعة أسابيع. وأفردت لهذا التفوق صحيفة LA PRESSE المونتريالية صفحة كاملة منوهة بأهميته واعتباره "فتحاً جديداً في عالم الطب المعاصر".
وفور تخرجها باشرت العمل في إحدى المؤسسات المخبرية التي ضمت مؤخراً إلى مؤسسة IRCM institut de recherches clinique de Montreal والتي أعلن عن ولادتها في شباط فبراير الماضي رئيس الوزراء الكندي جان كريتيان في مؤتمر صحافي ووصفها بأنها "من أكبر وأهم المؤسسات الطبية المخبرية في الشمال الأميركي والعالم". يشار إلى إن هذه المؤسسة تضم حالياً 38 طالباً في قسم الماجستير و51 طالباً في قسم الدكتوراه و48 طالباً آخرين في مرحلة ما قبل الدراسات العليا. وتحظى إلى ذلك بدعم الحكومة الكندية تخصص لها سنوياً حوالي بليون دولار علاوة على ما تتلقاه من دعم الأشخاص والهيئات والجمعيات الكندية والعالمية.
في عام 1998، تولّت نمر منصب المديرة الأكاديمية في"مؤسسة البحوث الكلينيكية في مونتريال" Institut de Recherches Clinique de Montreal، الذي يُعرف باسمه المختصر IRCM. وتعتبر تلك المؤسسة من المؤسسات الطبية المخبرية الأساسية في أميركا الشمالية. وقدمها رئيس الوزراء الكندي حينذاك جان كريتيان في مؤتمر صحافي منوّهاً بكفاءتها العلمية والمهنية. كما عينت عضواً في الفريق الطبي للقاء الدول الصناعية الثماني الكبرى "جي 8" ورئيسة للجنة الدراسات العليا المتعلقة بجينات أمراض القلب في كندا، كما فوّضت شؤون التنسيق بين المؤسسة الكندية ومؤسسات الأبحاث الدولية.
تعمل أُستاذة لمادة الصيدلة في جامعتي "مونتريال" و"ماكغيل"، وتشغل منصب أستاذة زائرة في جامعة "كولومبيا" في نيويورك.
وإلى جانب هذه المناصب التي لم يشغلها من قبل أي مواطن كندي من أصل عربي، عُيّنت نمر في أيلول سبتمبر عام 2006 نائبة لرئيس جامعة "أوتاوا" إضافة إلى مسؤوليتها عن قسم صوغ استراتيجية المشاريع العلمية والطبية، وبالتحديد البحوث الجينية.
ولدى سؤالها عن كيفية الوصول إلى تلك المناصب قالت: "ينبغي على المرء الذي يصل إلى تحمّل مثل هذه المسؤوليات أن يكون قد أنجز سلسلة من الأبحاث الطبية المعمّقة وأن يكون على كفاءة أكاديمية ومهنية عالية وشهرة واسعة في الأوساط الطبية ريثما يجري تعيينه بعد مداولات عسيرة بين وزيرة الصحة والأطباء المتخصصين ومكتب رئيس الوزراء".

المنح والجوائز التي نالتها:
تقديراً لجهودها الأكاديمية والمهنية نالت منى نمر منذ تخرجها وإلى اليوم العديد من المنح والجوائز الحكومية وغير الحكومية.
- عام 1981 حظيت بمنحة الامتياز الأولى من حكومة كيبك.
- عام 1982 بمنحة مجلس البحوث العلمي في كندا.
- عام 1983 بمنحة من وزارة العلوم والتكنولوجيا في كيبك.
- عام 1988 بمنحة منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.
- عام 1992 حازت على جائزة الجمعية الأميركية للعلوم المتقدمة.
- عام 1994 نالت ثلاث جوائز من مجلس البحوث الكندي ومن هيئة الأبحاث الطبية في كيبك أفضل جائزة لذلك العام ومن مؤسسة الأبحاث السريرية في مونتريال جائزة مرسيل بيشيه.
كما نعمت عام 1995 بجائزة أفضل باحث شاب من نادي البحوث الطبية في كيبك وكانت المرة الأولى التي تحظى بها امرأة.


إنجازات علمية:
انطلاقاً من الحقيقة العلمية التي تقول إن أمراض القلب لا تزال السبب الرئيسي للوفيات عالمياً، انصبّت أبحاث نمر المخبرية على تحديد الجينات التي تتولى عملية تكوين عضلة القلب وأنسجتها في الجنين، وكذلك التعرف الى علاقتها مع بعض الأمراض الشائعة مثل تضخم القلب.
وتشير نمر إلى أن الغاية من تشخيص هذه الجينات تتمثّل في فتح الباب أمام التدخل الطبي لعلاج الخلل فيها. وبذا، تصف ذلك المُقترب بأنه وقائي بالدرجة الأولى، إذ يهدف إلى الحفاظ على استمرار عمل القلب في شكل طبيعي، كما يُفيد في تجنب إجراء عمليات جراحية لعلاج الإصابات المرتبطة بأنواع من الخلل في الجينات. كما تُنوّه إلى أن الكثير من تلك العمليات الجراحية ليس مضمون النتائج.
وبعد دراسات استغرقت بضع سنوات، اكتشفت نمر أن نسبة الخلل الجيني الذي رصدته تتراوح بين 1و2 في المئة، ما يعتبر رقماً مرتفعاً بالنسبة إلى الأمراض الجينية. ويتسبب الخلل بوفاة عدد كبير من المصابين في السنوات الخمس الأول من حياتهم وقد تلازم غيرهم حتى البلوغ حيث يصابون بنوبات قلبية حادة ومفاجئة، كما حدث فعلياً لبعض مشاهير كرة القدم والهوكي. ويُستعمل هرمون Arterial Natriuretic Factor ، ويُعرف باسمه المُختصر"أي أن أف"ANF علاجاً لحالات التضخّم في القلب. وتُشير نمر إلى أن العلاج الجيني قد يُجنّب اللجوء للعلاج الهرموني، الذي لم يُكتشف إلا قبل سنوات قليلة، على رغم أهميته الفائقة. وكذلك يعمل الهرمون على تجديد خلايا عضلة القلب أيضاً، ما يفيد في تعويض ما يُفقد منها سواء بسبب الذبحة أو التضخم أو غيرهما.
وزوّدت نمر المكتبات العلمية والطبية العالمية بدراسات فاق عددها 600 بحث ونُشرت في عدد من الدوريات المتخصصة. وتشارك في الإشراف على تحرير مجلتين علميتين إحداهما أميركية والأخرى فرنسية - كندية مشتركة. وانتدبت عام 2006 ممثلة لكندا في"المؤتمر العالمي لأبحاث القلب والشرايين"الذي استضافته اليابان.
لدى عودتها من زيارة قامت بها إلى لبنان كشفت عن مشروع برنامج للتعاون الطبي بين لبنان وكندا يجري التحضير له، في مستوى الإعداد والتدريب والتخصص للطـــلاب والأطباء من أجل رفع مستوى الجسم الطبي وربط البلدين بشبكة من المعلومات الطبية والمخبرية والجينية.


المصادر:
1- المرأة في ذاكرة الزّمن، نجاة فخري مرسي، الطبعة الأولى: ملبورن، 2004، الجزء الثاني.

2- جريدة الحياة.

التعليقات (0)

اترك تعليق