مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

ثقة الطفل بنفسه..بذرةٌ تُروى في سني عمره الأولى

د. سماح محمود: "ثقة الطفل بنفسه..بذرةٌ تُروى في سني عمره الأولى"

"فلان" غير واثق بنفسه لا يستطيع المشاركة..لا يحترمه أحد..شخصيته مهزوزة..انطوائي..غير فعال..سلبي..صفات لصيقة بمن يعانون من انعدام الثقة بأنفسهم، وأينما ذهبوا يتعاملون بروح سلبية ولا يتفاعلون مع المجتمع المحيط بهم.
وقد أثبتت الدراسات الإكلينيكية أن التواصل الجسدي مع الطفل يؤثر إيجاباً في نمو دماغه، كذلك بينت الدراسات أن الأطفال الذين حظوا بكثير من العناق، اكتسبوا قدرة كبيرة على التحكم في النفس، والحفاظ على الهدوء في حالات التوتر أكثر من أولئك الذين لم يحظوا بمداعبات كثيرة.
وأشارت الدراسات إلى أن الأطفال الذين يتمتعون بثقة عالية بالنفس تسهُل لديهم عملية تكوين صداقات، ويكونون أكثر تعاطفاً مع الآخرين، كما أنهم يميلون إلى إنجاز الكثير، وغالباً ما يكون أداؤهم الأكاديمي جيداً، ربما لأنهم يتمتعون بثقة كافية تجعلهم لا يخافون من الفشل والاستمرار في المحاولة.
الثقة بالنفس أهي مكتسبة أم شيء فطري في الإنسان؟ وكيف يمكن أن نكسب الطفل الثقة بنفسه؟ وما أعراض وأسباب انعدام الثقة؟ تساؤلاتٌ تُجيب عنها سماح محمود اختصاصية الصحة النفسية ضمن التقرير التالي:
الإصغاء والحوار:
تؤكد الإختصاصية النفسية أن الثقة بالنفس مكتسبة، وتستمد من ثقة الإنسان بالآخرين وثقة الآخرين به، وتنبع من مدى نجاحه وقدرته على تحقيق أهدافه ليكون شخصاً إيجابياً ومحبوباً في مجتمعه.
وأشارت إلى أن الثقة بالنفس تتأتي من إيلاء الطفل اهتماماً من قبل والديه، والتعامل معه أنه شخص له رأي واستقلالية ذاتية، كذلك الإصغاء الجيد للطفل والتحاور معه، وترك الطفل يقرر مصيره بيده مع إرشاد وتوجيه من قبل والديه.
وأضافت: "تعزيز السلوك الجيد والإيجابي لدى الطفل سواء مادياً أو معنوياً، يجعله واثقاً من نفسه، وكذلك تشجيعه على الأفكار الجيدة وتنميتها ومساعدته على تطبيقها واقعياً".
أعراضها وأسبابها:
إنّ أعراض انعدام ثقة الشخص بنفسه تتمثل بـ:
1- الخجل والانطواء والتردد والغضب من أي حوار.
2- بالإضافة إلى أن الشخص يكون اعتمادياً بشكل كبير على الآخرين ويشعر بأن أي عمل سيقوم بع سيقابل بالرفض.
3- دائم الإنكار لذاته ولا يرضى عن أدائه.
4- يفتقد لروح العمل الجماعي، وغالباً ما يكون شخصاً تبعياً.
أما أسباب انعدام الثقة لدى الإنسان وفق "محمود":
وعن أسباب انعدام الثقة لدى الإنسان، قالت:"على مستوى الأسرة يتعرض لتمييز بينه وبين إخوته وباقي أقرانه، ودائما يوضع في زاوية المقارنة مع غيره ويوضع في زاوية المخطئ والمذنب دائما، والخلافات الأسرية المستمرة بين أبويه تفقده الأمان وتفقده الثقة بنفسه وبغيره".
وتابعت:"ويغفل كثير من الآباء على أن تركيزهم دائماً على سلبيات ابنهم وتوبيخه على أخطائه، توعيته وإرشاده، يشعره بأنه لا يمتلك أي شيء إيجابي داخلي".
ولفتت إلى أن الثقة بالنفس وتكوين شخصية الطفل تتشكل في سنواته الست الأولى، ولكن هذا لا ينفي أن الشخص الشاب
الذي نشأ بشخصية ضعيفة غير واثق بنفسه، فإن الأمر صعباً ولكن ليس مستحيلاً أن يستعيد ويكتسب الثقة ممن حوله.
وأضافت:"ويمكنه اكتساب هذه الثقة إذا امتلك إرادة حقيقية وقوية للتغيير، وحدد أهدافه وتسلح بالطموح لكي يحققها".

المصدر: فلسطين أون لاين.




الآراء الصادرة في هذا المقال لا تُعبِر بالضرورة عن رأي الموقع.

التعليقات (0)

اترك تعليق