مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

ألعاب الأطفال .. ثقافة وافدة!

ألعاب الأطفال .. ثقافة وافدة!

اللعب ثقافة، وتطوير، وابتكار، وخلق.. هذا ما يؤكده علماء النفس. فاللعبة عنصر أساسي في حياة الطفل، وليست مضيعة للوقت، فهي:
- تنمي القدرات الحركية والجسمانية لدى الطفل علاوة على تنمية الذكاء، إذ يكتشف عن طريقها العالم من حوله.
- وتستهلك طاقة الطفل الزائدة، إذ يعطيه اللعب الفرصة للحركة أو الجري، مما يعمل على فتح شهيته، ويشجعه على النوم السريع بعد مجهود اللعب، وبذلك ينمو نموًا طبيعيًا وسلسًا.
- وتساعد على جعل الطفل اجتماعيًا؛ لأنه يشارك إخوته وأصدقاءه بما يملك من ألعاب.
- تساعده على توجيه عقله بالطريقة الطبيعية التي تلائمه.
- كما تعينه على اكتشاف مقومات شخصيته ومواهبه الخاصة، التي تنعكس على حياته في المستقبل.  
ويرى التربويون والمهتمون بعالم الطفولة أن ما يقدم للطفل من برامج وألعاب كرتونية يسهم إلى حد كبير في تشكيل فكره ورؤيته للعالم من حوله.
تقول الاختصاصية النفسية "نجلاء عسيري": أثبتت الأبحاث التربوية أن فوائد اللعب في حياة الطفل تتجلى في أن اللعب يشكل له طريقته الخاصة التي تمكنه وتساعده على اكتشاف العالم والناس الذين يحيطون به.
وعلى الرغم من أهمية اللعب في حياة الأطفال فإن كثيراً من الآباء والأمهات لا يلتفتون إليه ولا إلى الأثر الذي يتركه،  لذلك نجد الوالدين يتركون في أيدي أبنائهم ألعاب تمسخ شخصيتهم ولا تعبر عن هويتهم الحقيقة، وإنما تغرس فيهم القيم والثقافة الغربية.
إن الألعاب التي يتم استيرادها من الدول الأخرى تعكس ثقافة مجتمعات تختلف عنا في اللغة والعقيدة والمعايير الخلقية والنظرة إلى الحياة.
ومن هنا فإن تلك الألعاب لابد أن تعكس تلك الثقافات والرؤى، وهنا مكمن الخطورة، لأنها تنقل تلك الثقافات، وتغرس تلك المعايير في عقل الطفل بصورة سلسة غير مباشرة، لا يظهر أثرها بشكل واضح وسريع.

لعبة عربية البديل الغائب: أسواقنا العربية تخلو تقريبًا من أي ألعاب منتجة عربيًا، فجولة سريعة في أسواقنا وأرفف محلاتنا لاستعراض أسماء الألعاب الموجودة تكشف المشكلة: أبطال النينجا، سلاحف النينجا، البيكمون، ميكي، ميني، بطوط، باربي، ساندي بل، جراندايزر، سوبرمان، باتمان.. وها هو النموذج «هاري بوتر» يصطاد عشرات الملايين من الدولارات والأطفال من كل ثقافات وأصقاع الأرض ويهديهم «السحر» والتقاليد الاجتماعية الغربية.
وها هي الأفلام الكرتونية تدهش أطفالنا وتفغر أفواههم وتملأها بالألفاظ والأبطال والأسماء الغريبة وتفغرعقولهم الليّنة لتملأها هي الأخرى بطرق تفكير وعادات وتقاليد غريبة أيضًا.
تطورت اللعبة من «الكرتونية» إلى «الإلكترونية» مستغلة طفرة التقنية العالمية، وأصبحت ثقافة أمة تكتسح أخرى، ولتزيد «فاتورة» خسائر الأسرة العربية التي يبدو أن بنودها طالت وعَرُضَتْ حتى ضمت «الألعاب» التي أصبحت ليست ألعابًا.
فمتى نجد في الأسواق لعبة عربية، باسم عربي؟!
لقد كشفت دراسة أجرتها جامعة الدول العربية أن العرب يستوردون 95% من ألعاب أطفالهم، والتي تذهب عوائدها إلى دول أخرى. الأمر الذي يجب أن يحفز رجال الأعمال العرب إلى اقتحام هذا المجال، بدلاً من تركه أمام لعب غربية تنقل للطفل العربي المسلم القيم والمفاهيم التي يتناقض الكثير منها مع ما هو سائد في مجتمعه العربي. وقد قدمت منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة (يونسيف) دعمًا ماليًا إلى الحكومة البوسنية لإنتاج لعبة للأطفال البوسنيين اسمها «أمينة» لتكون بديلاً عن الدمى الغربية، وحققت هذه اللعبة بالفعل نجاحًا كبيرًا، كما بدأت في بعض الدول العربية إنتاج عرائس ترتدي زيا إسلاميا أطلقوا عليها اسم "فلة" وقد لاقت رواجا كبيرا.
هذه التجارب الناجحة يجب أن تشجع على التفكير بإنتاج ألعاب عربية بشكل موسع وبصورة كبيرة، يراعى فيها إسلامية المظهر، وتعكس في الوقت نفسه ثقافتنا وقيمنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
المراجع:
- العرب يستوردون 95% من ألعاب أطفالهم! - حسام فتحي أبو جبارة.
- ألعاب الأطفال:المسألة ليست "لعبة" - مجلة عالم المعرفة.

المصدر: موقع لها أون لاين.

الآراء الواردة الصادرة في هذا المقال لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع.

التعليقات (0)

اترك تعليق