مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الأبوان ودروهما في التربية

الأبوان ودروهما في التربية

إنّ أخلاق الأبوين تنعكس مباشرة على أطفالهما، فالطفل سريع المحاكاة والتقليد، فما يرى أباه أو أمّه يقومان بعمل، حتى يسارع الطفل لمجاراتهما، ومهما كان الطفل صغيراً، فعلى الوالدين أن يحرصاً لأن يكون فعلهما وقولهما سليماً.
تقول الأستاذة سهام مهدي جبار: «لا شكّ أنّ التربية تكون بالقدوة الحسنة والأسوة، أكثر مما تكون بالنصح والتلقين، لذلك جعل الإسلام التربية بالأُسوة منهجاً وجعل المنهج تطبيقاً بالأُسوة، ومن أهم العوامل المؤثرة في الطفل وتربيته وفي حياة الإنسان، الأُسوة التي يتأسى بها الطفل أو الإنسان، ثم الصّداقات التي يكوّنها، فهذه قد تبني المرء إن كان صالحة خيرّة، وقد تهدمه إن كانت شريرة...».
وذهب علماء النفس إلى أنّ الطفل مقلّد لأبويه في كثير من أعماله؛ لأن الطفل بطبيعته يرى أنّ ما يقوم به والده هو العمل الأكمل والنموذجي الذي يحب أن يحتذي به... لذا يقال: الولد حسنةٌ من حسنات أبيه، أو سيئة من سيئات أبيه، وإنّ مثلاً صالحاً واحداً يغني عن ألف نصيحة، لأن الولد الذي يرى والده يكذب، لا يمكن أن يتعلم الصدق، والذي يشرب الخمر... لا يمكن أن يقنع ولده بأنّه حرام أو مضرٌّ.
والرسول محمد(ص) يحث الآباء والمربين أن يكون أسوة حسنة في صدقهم في تعاملهم مع أبنائهم. قال رسول الله(ص): «مَنْ قال لصبيٍّ: تعال هاك، ثم لم يعطِهِ، فهي كذبةٌ».
و«إذا كان الأب قدوة صالحة لأبنائه وأُسرته، فطريق الأُسوة الحسنة في هذا المجتمع متمثّلة في الأسرة والوالدين...».

نموذج قرآني لدور الأب الأسوة في التربية:
لقمان الحكيم(ع): الأَبُ الأُسوة فـي تربية الابن:
إنّ رجلاً يخلّده الله سبحانه في سورة من كتابه المنزل على نبيه الأعظم(ص) يذكره فيها بأحسن الذكر، جدير بالتعرف عليه ودراسة حياته والاستفادة من تعاليمه وحكمه ومواعظه.
قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ للهِ...}.
ومن كلام للإمام الصادق(ع) يتّضح فيه سرُّ نيل لقمان(ع) الحكمةَ يقول(ع): «أما والله لقد أوتي لقمان الحكمة لا بحسبٍ ولا بمالٍ ولا أهلٍ ولا بسطٍ في الجسم ولا جمالٍ، ولكنه كان رجلاً قوياً في أمر الله، متورعاً في الله، عميق النظر، طويل الفكر، ولم ينم نهاراً قط... ولم يضحك من شيءٍ قط، ولم ينازع إنساناً قط، ولم يفرح بشيءٍ أتاه من أمر الدنيا، ولا حزن على شيء قط... ولم يمر برجلين يختصمان أو يقتتلان إلّا أصلح بينهما، ولم يسمع قولاً من أحد استحسنه إلّا سأل عن تفسيره وعمن أخذه، وكان يكثر مجالسة الفقهاء والحكماء... ويتعلم ما يغلب به نفسه، ويجاهد به هواه، وكان يداوي قلبه بالتفكر، ويداوي نفسه بالعبر، وكان لا يتكلم فيما لا يعنيه، فبذلك أوتي الحكمة...».

وصايا لقمان(ع) التربوية لابنه في القرآن الكريم:

1- قال تعالى: {وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.
يبين لقمان الحكيم لابنه في هذه الآية الكريمة خطر الشرك، واقتضت حكمة لقمان(ع) أن يبذل المزيد من عنايته بتهذيب ابنه، فمن أدّب إبنه فقد أرغم أنف عدوّه، والابن هو العمر الثاني للإنسان، إن صلح فقد حصل الأب على عطاء عظيم لا يضاهيه عطاء ينتفع به حيّاً وميتاً، والأب مسؤول أمام الله عن تربية أولاده وتعليمهم على معالي الأمور.
إنّ حكمة لقمان(ع) توجب عليه ان يتوجه قبل كل شيء إلى أهم المسائل الأساسية وهي مسألة التوحيد... التوحيد في كل المجالات والابعاد، لأن كل حركةٍ هدامةٍ ضد التوجه الإلهي تنبع من الشرك؛ من عبادة الدنيا والمنصب والهوى وأمثال ذلك والذي يعتبر كل منها فرعاً من الشرك.
كما أن أساس كل الحركات الصحيحة البناءة هو التوحيد والتوجه إلى الله وإطاعة أوامره.
وفي الآية الكريمة أن لقمان(ع) قد جعل علّة نفي الشرك هو أنّ الشرك ظلم عظيم، وأي ظلم أعظم منه حيث جعلوا موجودات لا قيمة لها في مصافّ الله ودرجته، هذا من جانب ومن جانب آخر يجرون الناس إلى الضلال والانحراف، وهم يظلمون أنفسهم أيضاً حيث ينزلونها من قمة عزّة العبودية لله ويهوون بها إلى منحدر ذلّة العبودية لغيره.

2-
قال تعالى: {يا بُنيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَـكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}.
كانت أوّل مواعظ لقمان التربوية لابنه عن مسألة التوحيد ومحاربة الشرك، وثانيتهما عن حساب الأعمال والمعاد.
يقول الشيرازي في تفسير الأمثل: «والضمير في «إنها» يعود إلى الحسنات والسيئات... و«الخردل» نبات له حبّات سوداء صغيرة جداً يضرب المثل بصغرها، وهذا التعبير إشارة إلى أن أعمال الخير والشر مهما كانت صغيرة ومهما كانت خفية كخردلة في بطن صخرة في أعماق الأرض أو في زاوية من السماء، فإن الله اللطيف الخبير المطلع على كل الموجودات، صغيرها وكبيرها في جميع أنحاء العالم سيحضرها للحساب والعقاب والثواب.
إن الالتفات والتوجه إلى هذا الاطلاع التام من قبل الخالق سبحانه على أعمال الإنسان وعلمه بها، وبقاء محل الحسنات والسيئات محفوظة في كتاب علم الله، وعدم ضياع وتلف شيء في عالم الوجود، هو أساس كل الإصلاحات الفردية والاجتماعية وهو قوة وطاقة محركة نحو الخيرات، وسد منيع من الشرور والسيئات».
وفي عرائس المجالس عن سفيان الثوري: «قال لقمان(ع) لابنه: يا بُنيَّ لا تحقرنّ من الأمور صغارها، إنّ الصغار غداً تصير كباراً».
وفي الاختصاص عن الأوزاعي: «قال لقمان(ع) لابنهِ: يا بُنيَّ إنّك مُدْرَجٌ في أكفانِكَ، ومُحَلٌ قَبْرك، ومعاينٌ عَمَلَكَ كُلَّهُ».

3- قال تعالى: {يا بُنيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}.
بعد تحكيم أسس المبدأ والمعاد، والتي هي أساس كل الاعتقادات الدينية، تطرّق لقمان إلى أهم الأعمال التربوية في الإسلام وهي مسألة الصلاة فقال: {يا بُنيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ}، لأن الصلاة أهم علاقة وارتباط مع الخالق، والصلاة تنور القلب وتصفِّي الروح، وتطهِّر الإنسان من آثار الذنب، وتقذف نور الإيمان في وجود الإنسان.
وفي إرشاد القلوب: «من وصية لقمان(ع) لابنه: يا بُنيَّ لا يَكُنْ الديكُ أكيَسَ منك وأكثر مُحَافَظَةً على الصلوات، ألا تَراهُ عِنْدَ كل صلاة يؤذنُ لها، وبالأَسْحارِ يُعِلنُ بصوتهِ وأنتَ نائِمٌ».
وعن الامام الصادق(ع): «فيما وعظ لقمان(ع) ابنه: صُمْ صَوماً يقطعُ شهوتَكَ ولا تُصم صَوماً يمنعك من الصلاةِ، فإنّ الصلاة أحبُّ إلى الله من الصيام».
ثم قال لقمان(ع) لابنه في وصيته: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ}.
وبعد الصلاة، يتطرق لقمان(ع) إلى أهم دستور اجتماعيٍّ وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أي الأمر بالطاعة والنهي عن كل معصية وقبيحٍ، وهما واجبان على كل مسلم ومسلمة، ولاعذر لاحدٍ عن التخلي عن ذلك، بل الواجب عليه أن يسلك في ذلك المرتبة التي يطيقها.
قال الإمام أبوجعفر الباقر(ع): «إنّ الأمر بالمعروف النهي عن المنكر، سبيل الأنبياء، ومنهاج الصلحاء، فريضة عظيمة، بها تقام الفرائض، وتأمن المذاهب، وتحل المكاسب، وترد المظالم، وتعمر الأرض، وينتصف من الأعداء ويستقيم الأمراء»

4-
قال تعالى: {وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}.
وبعد هذه الأوامر العملية المهمة الثلاثة، ينتقل لقمان(ع) في وصيته لابنه إلى مسألة الصبر والاستقامة، فمن المسلّم أنه توجد مشاكل وعقبات كثيرة في سائر الأعمال الاجتماعية، وخاصة في مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن المسلّم أيضاً أن أصحاب المصالح والمتسلطين والمجرمين والأنانيين لايستسلمون بهذه السهولة، بل يسعون إلى إيذاء واتهام الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، ولا يمكن الانتصار على هذه المصاعب بدون الصبر والتحمل والاستقامة. و«العزم» بمعنى الإرادة والحكمة القوية والتعبير بـ«ذلك» إشارة إلى الصبر والتحمل كما جاء في تفسير الأمثل.

ثم ينتقل لقمان(ع) في وصيته لابنه إلى المسائل الأخلاقية والاجتماعية المرتبطة بالناس والنفس فيوصي ابنه:
1- في قوله تعالى: {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ}.
فيوصى أولاً بالتواضع والبشاشة وعدم التكبر: {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ...} أي لا تعرض بوجهك عن الناس تكبراً، ولا تعرض عمن يكلمك استخفافاً. لقد نهاه عن الكبرياء والخيلاء لأن ذلك يؤدي إلى الهلاك دنيا وآخرة، ففي الدنيا يمقته الناس ولا يجد من يتعاون معه، بل ولامن يسلّم عليه، وفي الآخرة يحل عليه غضب الله عزوجل وعذابه.
قال الراغب: «إنّ الصّعْرَ: ميل في العُنُقِ، والتصعير: إمالتُهُ عن النظر كِبْراً».
وفي تفسير الأمثل: «أن «المرح»: يعني الغرور والبطر الناشيء من النعمة و«المختال»: من مادة الخيال والخيلاء، ويعني الشخص الذي يرى نفسه عظيماً وكبيراً، نتيجة لسلسة من التخيلات والأوهام. و«الفخور» من مادة الفخر ويعني الشخص الذي يفتخر على الآخرين والفرق بين كلمتي المختال والفخور، إنّ الأولى إشارة إلى التخيلات الذهنية للكبر والعظمة، وأما الثانية فهي تشير هنا إلى أعمال التكبر الخارجي. وعلى هذا فإنّ لقمان الحكيم(ع) يشير إلى صفتين مذمومتين جداً وأساس توهين وقطع الروابط الاجتماعية الصميمية: إحداهما التكبر وعدم الاهتمام بالآخرين، والأُخرى الغرور والعجب بالنفس، وهما مشتركتان من جهة دفع الإنسان إلى عالم التوهم والخيال ونظرة التفوق على الآخرين، وإسقاطه في الهاوية، وبالتالي تقطعان علاقته بالآخرين وتعزلانه عنهم، وإنّ مثل هذه الصفات مرض نفسي وأخلاقي ونوع من الانحراف في التشخيص والتفكير وإلّا فإن الإنسان السالم من الناحية الروحية والنفسية لا يبتلى مطلقاً بمثل هذه الظنون والتخيلات».

ثم يوصي لقمان(ع) ابنه بسلوكين أخلاقيين إيجابيين في مقابل النهيين عن سلوكين سلبيين في الآية السابقة فيقول:
2- في قوله تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}.

أي امشي على وجه السكون والوقار، وابتغ الاعتدال في مشيك وكلامك ولاترفع صوتاً عالياً.
صحيح أن المشيء مسألة سهلة وبسيطة، إلّا أنّ نفس هذه المسألة يمكن أن تعكس أحوال وأوضاع الإنسان الداخلية والأخلاقية، وقد تحدد ملامح شخصيته، لأن شخصية الإنسان وأخلاقه تنعكس في طيات كل أعماله.
ولما كان الإسلام قد اهتم بكل أبعاد الحياة، فإنّه لم يهمل شيئاً في هذا الباب -باب المشي- حيث ورد في حديث عن رسول الله(ص) قوله: «من مشى على الأرض اختيالاً لعنته الأرض ومن تحتها ومن فوقها».
وفي الاختصاص عن الأوزاعي، فيما قال لقمان(ع) لابنه: «يا بُنيَّ، دَعْ عنكَ التَّجبُّرَ والكِبَر، ودَعْ عَنكَ الفخرَ، واعلمْ أنّكَ ساكنُ القُبورِ».

أما الأحاديث والروايات التي وردت في وصايا لقمان التربوية لابنه في المجالات الأخلاقية والاجتماعية والعبادية ... فكثيرة جداً نذكر بعضها:
1ـ فـي حسن الخلق:

قال لقمان(ع) لابنه: (حَسِّنْ مَعَ جَميع الناس خُلُقَكَ؛ فإنَّ مَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ وأظْهَرَ بِشرَهُ وَبَسَطَهُ، حَظِيَ عِنْدَ الأبرارِ، وأحَبَّهُ الأخْيَارُ وجَانَـبَهُ الفُجَّارُ).

2ـ رعاية حقوق الوالدين:
قال لقمان(ع) لابنه: (يا بُنيَّ، من أَرْضَ والِدَتَهُ فَقَدْ أرْضَى الرَّحْمٰنَ،  وَمَنْ أسخَطَها فَقَدْ أسخَطَ الرَّحمٰنَ. يا بُنيَّ، إنَّما الوالِدانِ بَابٌ من أبوابِ الجَنّة، فإنْ رَضِيا مَضَيْتَ إلى الجَبّار وإنْ سَخِطا حُجِبْتَ).

3ـ مثل الآمر بالبرّ الناسي نَفْسهُ:

قال لقمان (عليه السلام)  لابنه: (يا بُنيَّ، لَا تَأمُرْ النَّاسَ بِالبرِّ وتَنْسى نَفْسَكَ، فَتكُونَ مَثَلُكَ مَثَلُ السِّرَاجِ يُضِيءُ للنَّاسِ وَيَحْرقُ نَفْسَهُ).

4 ـ مثل الصلاة:
قَالَ لقمان(ع) لابنه: (يا بُنيَّ، أقم الصلاة، فإنّما مَثَلُهَا في دين اللهِ كَمَثَلِ عُمُدِ فسطاطٍ، فإنَّ العَمُودَ إذا استَقَامَ نَفَعَتِ الأَطنابُ والأَوتادُ والظِّلالُ، وإنْ لَمْ يَسْتَقِمْ لَمْ يَنْفَعُ وَتَدٌ ولا طُنُبٌ ولاظِلالٌ).

فـي مساوئ الأخلاق:
1- في العجب:
قَالَ لقمان(ع)  لابنه: (يا بُنيَّ، لا يُعجبكَ إحسانُكَ، ولا تَتَعَظَّمَنَّ بِعَمَلِكَ الصّالحِ فَتَهلكَ).

2- في الحسد:

قَالَ لقمان(ع) لابنه: (يا بُنيَّ لِكُلِّ شيءٍ عَلامَةٌ يُعْرَفُ بِها، ويُشْهَدُ عَليها... وللحاسِدِ ثَلاثُ علاماتٍ: يَغتَابُ إذا غابَ، ويَتَمَلَّقُ إذا شَهِدَ، ويَشْمَتُ بالـمُصيبةِ).

3- في الرياء:
قَالَ لقمان(ع) لابنه: (يا بُنيَّ لكلّ شيءٍ علامة يُعرف بِها، يُشْهَدُ عَليها... وللمُرائي ثَلاثُ عَلاماتٍ: يَكْسَلُ إذا كانَ وحدَهُ، ويَنشَطُ إذا كانَ الناسُ عندَهُ، ويَتَعرَّضُ في كُلِّ أمرٍ للمَحْمَدَةِ).

4- في الكذب:
قَالَ لقمان(ع) لابنه: (يا بُنيَّ، إيّاكَ والكَذِبَ؛ فإنّهُ يُفسِدُ دينَكَ، ويَنقُصُ عِندَ الناسِ مُروءَتَكَ، فَعِندَ ذلِكَ يَذهَبُ حَياؤُكَ وبَهاؤُكَ وجاهُكَ، وتُهانُ، ولايُسمَعُ مِنك إذا حَدَّثتَ، ولا تُصَدَّقُ إذا قُلتَ، ولاخَيرَ في العَيشِ إذا كانَ هكَذا).

5- في الغضب:

قَالَ لقمان(ع) لابنه: (يا بُنيّ، إمِلك نَفسَكَ عِندَ الغَضبِ حتّى لا تَكونَ لجَهَنَّمَ حَطَباً).

6- في النظر المحرّم:
قَالَ لقمان(ع) لابنه: (يا بُنيَّ، اِتَّقِ النَّظَرَ إلى مَا لَا تَملكُهُ، وأطِلِ التَّفَكُّرَ في مَلكُوتِ السَّماوات والأرضِ والجِبالِ ومَا خَلَقَ اللهُ؛ فَكَفَى بهذا واعِظاً لِقَلبِك).
 


المصدر: دار السيدة رقية(ع) للقرآن الكريم.

الشيخ ناجي معروف البلداوي

التعليقات (0)

اترك تعليق