أفلام الكارتون .. ناقوس خطر
تنشئة الطفل وتكوين شخصيته
التنشئة الاجتماعية للطفل عبارة عن منظومة من العناصر التي لها أثر كبير في تكوين شخصيته وتحديد ملامحها المستقبلية، وتتشكل هذه العناصر من: البيئة، وثقافة وسلوكيات وممارسات أسرته ومجتمعه، والظروف والمشكلات المعيشية والأسرية والمجتمعية المحيطة به، والأساليب والأدوات التربوية والتعليمية، ابتداء من المحاكاة والتلقين والرعاية الآمنة في السنوات الأولى من حياته..
الطفل المهيَّأ
تبدأ التنشئة الاجتماعية للطفل منذ ولادته عبر اهتمام ورعاية الوالدين، وإسماعه الأصوات الهادئة غير المزعجة أو المفزعة، التي من شأنها أن تؤثر سلباً على حياته في المستقبل، ثم بالمحاكاة الهادئة والتلقين الفصيح والأساليب والرسائل المناسبة، لأن أي تصرف سلبي مع الطفل يؤثر على عقله الباطن وحياته اللاحقة.. ووفقاً لتأكيدات العلماء فإن الجنين في بطن أمه بتأثر بالأصوات الموجودة حوله أو حول أمه، كما يتأثر بها بعد ولادته، فإذا كانت أصواتاً مريحة أو هادئة، فإنها تؤثر عليه إيجاباً، وإذا كانت مزعجة وصاخبة فإنها تؤثر فيه سلباً فيما بعد.
تفرض التنشئة الاجتماعية ضرورة تهيئة الطفل للتربية والتعليم من جهة، ومجتمع قادر على تلبية هذه المكتسبات من جهة أخرى.. وتعرف هذه التنشئة بتعليم أساليب الحياة داخل المجتمع، كونها المسار الذي يستبطن من خلاله الطفل قيم المجتمع ومعاييره ومعتقداته التي ينتمي إليها، ويضاف إلى ذلك كل المعارف والرموز وطرق التفكير والتصرف.
أعوان التنشئة
توزع عملية التنشئة الاجتماعية على مجموعة من الفاعلين الاجتماعيين (أعوان التنشئة الاجتماعية) وفي مقدمتهم العائلة، التي تتكفل بإكسابه المبادئ الأولية والأساسية للتربية والسلوك، تليها المدرسة، وتتولى تعليمه جملة من العلوم والمعارف، وتعمل على ترسيخ قواعد التعامل والتصرف لديه، ثم تأتي فيما بعد وسائل الإعلام المختلفة بما فيها الإنترنت.
الإعلام.. أسرة ومدرسة ومجتمع
يرى علماء النفس أن وسائل الإعلام -كالتلفاز، والحاسوب، وغيرها من وسائل الاتصال- من أعوان التنشئة الاجتماعية للطفل، ولكنها أعوان اجتماعية ثانوية تصاحبه أكثر من والديه وأسرته، وتستحوذ على عقول الأطفال ووجدانهم عموماً، وتؤثر عليهم في أسلوب حياتهم وتفكيرهم، كون هذه الوسائل صارت بديلاً حلَّ محل الأسرة والمدرسة والمجتمع، خصوصاً بعدما صار الإعلام يُشكِّل وعي الطفولة العام بثقافات متعددة قد تؤثر سلباً على حياتهم المستقبلية، وبخاصة برامج أفلام الكارتون.
تأثير الأفلام الكارتونية على الطفل
إن مشاهدة الطفل للتلفاز والحاسوب لساعات طويلة تفقده قدراته على التحكم بالوقت لاحقاً، وتجعله غير قادر على إدراك قضايا الواقع الذي يعيشه، لأنه يكون أكثر تأثراً بالقضايا التي يشاهدها، وبخاصة الأفلام والشخصيات الكرتونية وعالم الخيال القصصي الذي يصعب عليه ترجمته ومعرفة الرسالة التي يُراد إيصالها منها..
ولذلك يخرج الطفل بخيالاته البعيدة عن الواقع في محاولة منه لتقليد ما يحدث فيها، كقصة الرجل العنكبوت -مثلاً- إذ قد يخسر حياته، أو يعرِّضها للخطر، خاصة إذا لم تحاول أسرته التقرُّب منه وتفسير الأمور المعقدة له بشكل واضح مقنع.. كما أن بعض أفلام العنف والقتال الكرتونية، أو أفلام السحر، تأخذه بعيداً عن دينه وثقافته ومجتمعه، وتُرسِّخ في عقله أفكاراً مضللة وخطيرة وتعنيفية.. وبالمثل يتعلم الطفل من الأفلام الكرتونية- التي تتحدث عن (الانتقام، وتعليم السرقة، أو التسلل إلى منازل الغير، أو الهروب من المدرسة، أو غير ذلك من القضايا) الجانب السلبي أكثر من تعلُّمه للجانب الإيجابي، وربما تؤصل لديه نظرة سلبية ترى أن الذكاء خبثاً، والطيبة سذاجة وقلة حيلة، وتقديم الاعتذارات والتنازلات ضعفاً، والغدر والظلم قوة وشجاعة وبطولة، مما يعني أنها قد تدمر عقلة، وتجعله يرى أسرته ومجتمعه على خطأ، وهنا يولد خطر جديد لديه يتمثل في نمو دوافع نفسية متناقضة بين ما يتلقاه وما يعيشه داخل الأسرة والبيئة والمجتمع، وما يشاهده في التلفاز، ويسكن في عقله من أفلام لا علاقة لها بهويته وانتمائه ودينه، ويظل يعيش بين الواقع والخيال.
ضعف لغة الأفلام المُعرَّبة
تبقى اللغة الهابطة المُعرَّبة للقصص والأفلام الكرتونية الأجنبية محفورة في أذهان الأطفال وعقولهم، ويتأثرون ببعض المفردات والعبارات الهزيلة البعيدة عن قواعد اللغة العربية، نظراً لعدم إيلائها اهتماماً حكومياً ومجتمعياً يُراعي حجم تأثيرها السلبي عليهم، ويدرك ضرورة إنتاج قصص وأفلام كرتونية تجسد الهوية العربية، وأهمية تنشئتهم على لغة عربية فصيحة بدلاً من اللهجات القاتلة للهوية، وللغة الأم.
آثار سلبية
1. يتعلم الطفل ثقافة وعادات وسلوكيات مغايرة لدينه ومجتمعه، خاصة ما يتعلق منها بالملبس والمأكل والمظهر.
2. تُفاقم الخوف في نفسه، حتى يغدو سلبياً وانطوائياً، ويخشى المصاعب.
3. تغرس الكراهية والمعاداة للأسرة والمجتمع والوطن والدين.
4. تُشجع الطفل على ممارسة العنف وارتكاب الجريمة، وتضع لهذه الأفعال تبريرات مقنعة لديه بحكم قصر فهمه ومعرفته.
طرق معالجة
ينبغي على الأسرة من القيام بطرق ضرورية لمعالجة هذه الآثار ومنها:
1. الاهتمام بالطفل، وتفسير الأخطاء الموجودة بذكاء وأسلوب مقنع.
2. توفير البديل المناسب، وعدم تركه فريسة لهذه الأفلام القاتلة لعقله.
3. تكاتف جهود الأسرة والمجتمع والدولة لمحاربة ومواجهة الثقافات الأخرى بثقافات وقصص كرتونية نافعة ومفيدة، تُغذي عقول الأطفال، وتصنع منهم عقولاً نيِّرة.
4. عدم تركهم يشاهدون الأفلام ذات الخيالات المريضة.
المصدر: www.al-osra.net
التنشئة الاجتماعية للطفل عبارة عن منظومة من العناصر التي لها أثر كبير في تكوين شخصيته وتحديد ملامحها المستقبلية، وتتشكل هذه العناصر من: البيئة، وثقافة وسلوكيات وممارسات أسرته ومجتمعه، والظروف والمشكلات المعيشية والأسرية والمجتمعية المحيطة به، والأساليب والأدوات التربوية والتعليمية، ابتداء من المحاكاة والتلقين والرعاية الآمنة في السنوات الأولى من حياته..
الطفل المهيَّأ
تبدأ التنشئة الاجتماعية للطفل منذ ولادته عبر اهتمام ورعاية الوالدين، وإسماعه الأصوات الهادئة غير المزعجة أو المفزعة، التي من شأنها أن تؤثر سلباً على حياته في المستقبل، ثم بالمحاكاة الهادئة والتلقين الفصيح والأساليب والرسائل المناسبة، لأن أي تصرف سلبي مع الطفل يؤثر على عقله الباطن وحياته اللاحقة.. ووفقاً لتأكيدات العلماء فإن الجنين في بطن أمه بتأثر بالأصوات الموجودة حوله أو حول أمه، كما يتأثر بها بعد ولادته، فإذا كانت أصواتاً مريحة أو هادئة، فإنها تؤثر عليه إيجاباً، وإذا كانت مزعجة وصاخبة فإنها تؤثر فيه سلباً فيما بعد.
تفرض التنشئة الاجتماعية ضرورة تهيئة الطفل للتربية والتعليم من جهة، ومجتمع قادر على تلبية هذه المكتسبات من جهة أخرى.. وتعرف هذه التنشئة بتعليم أساليب الحياة داخل المجتمع، كونها المسار الذي يستبطن من خلاله الطفل قيم المجتمع ومعاييره ومعتقداته التي ينتمي إليها، ويضاف إلى ذلك كل المعارف والرموز وطرق التفكير والتصرف.
أعوان التنشئة
توزع عملية التنشئة الاجتماعية على مجموعة من الفاعلين الاجتماعيين (أعوان التنشئة الاجتماعية) وفي مقدمتهم العائلة، التي تتكفل بإكسابه المبادئ الأولية والأساسية للتربية والسلوك، تليها المدرسة، وتتولى تعليمه جملة من العلوم والمعارف، وتعمل على ترسيخ قواعد التعامل والتصرف لديه، ثم تأتي فيما بعد وسائل الإعلام المختلفة بما فيها الإنترنت.
الإعلام.. أسرة ومدرسة ومجتمع
يرى علماء النفس أن وسائل الإعلام -كالتلفاز، والحاسوب، وغيرها من وسائل الاتصال- من أعوان التنشئة الاجتماعية للطفل، ولكنها أعوان اجتماعية ثانوية تصاحبه أكثر من والديه وأسرته، وتستحوذ على عقول الأطفال ووجدانهم عموماً، وتؤثر عليهم في أسلوب حياتهم وتفكيرهم، كون هذه الوسائل صارت بديلاً حلَّ محل الأسرة والمدرسة والمجتمع، خصوصاً بعدما صار الإعلام يُشكِّل وعي الطفولة العام بثقافات متعددة قد تؤثر سلباً على حياتهم المستقبلية، وبخاصة برامج أفلام الكارتون.
تأثير الأفلام الكارتونية على الطفل
إن مشاهدة الطفل للتلفاز والحاسوب لساعات طويلة تفقده قدراته على التحكم بالوقت لاحقاً، وتجعله غير قادر على إدراك قضايا الواقع الذي يعيشه، لأنه يكون أكثر تأثراً بالقضايا التي يشاهدها، وبخاصة الأفلام والشخصيات الكرتونية وعالم الخيال القصصي الذي يصعب عليه ترجمته ومعرفة الرسالة التي يُراد إيصالها منها..
ولذلك يخرج الطفل بخيالاته البعيدة عن الواقع في محاولة منه لتقليد ما يحدث فيها، كقصة الرجل العنكبوت -مثلاً- إذ قد يخسر حياته، أو يعرِّضها للخطر، خاصة إذا لم تحاول أسرته التقرُّب منه وتفسير الأمور المعقدة له بشكل واضح مقنع.. كما أن بعض أفلام العنف والقتال الكرتونية، أو أفلام السحر، تأخذه بعيداً عن دينه وثقافته ومجتمعه، وتُرسِّخ في عقله أفكاراً مضللة وخطيرة وتعنيفية.. وبالمثل يتعلم الطفل من الأفلام الكرتونية- التي تتحدث عن (الانتقام، وتعليم السرقة، أو التسلل إلى منازل الغير، أو الهروب من المدرسة، أو غير ذلك من القضايا) الجانب السلبي أكثر من تعلُّمه للجانب الإيجابي، وربما تؤصل لديه نظرة سلبية ترى أن الذكاء خبثاً، والطيبة سذاجة وقلة حيلة، وتقديم الاعتذارات والتنازلات ضعفاً، والغدر والظلم قوة وشجاعة وبطولة، مما يعني أنها قد تدمر عقلة، وتجعله يرى أسرته ومجتمعه على خطأ، وهنا يولد خطر جديد لديه يتمثل في نمو دوافع نفسية متناقضة بين ما يتلقاه وما يعيشه داخل الأسرة والبيئة والمجتمع، وما يشاهده في التلفاز، ويسكن في عقله من أفلام لا علاقة لها بهويته وانتمائه ودينه، ويظل يعيش بين الواقع والخيال.
ضعف لغة الأفلام المُعرَّبة
تبقى اللغة الهابطة المُعرَّبة للقصص والأفلام الكرتونية الأجنبية محفورة في أذهان الأطفال وعقولهم، ويتأثرون ببعض المفردات والعبارات الهزيلة البعيدة عن قواعد اللغة العربية، نظراً لعدم إيلائها اهتماماً حكومياً ومجتمعياً يُراعي حجم تأثيرها السلبي عليهم، ويدرك ضرورة إنتاج قصص وأفلام كرتونية تجسد الهوية العربية، وأهمية تنشئتهم على لغة عربية فصيحة بدلاً من اللهجات القاتلة للهوية، وللغة الأم.
آثار سلبية
1. يتعلم الطفل ثقافة وعادات وسلوكيات مغايرة لدينه ومجتمعه، خاصة ما يتعلق منها بالملبس والمأكل والمظهر.
2. تُفاقم الخوف في نفسه، حتى يغدو سلبياً وانطوائياً، ويخشى المصاعب.
3. تغرس الكراهية والمعاداة للأسرة والمجتمع والوطن والدين.
4. تُشجع الطفل على ممارسة العنف وارتكاب الجريمة، وتضع لهذه الأفعال تبريرات مقنعة لديه بحكم قصر فهمه ومعرفته.
طرق معالجة
ينبغي على الأسرة من القيام بطرق ضرورية لمعالجة هذه الآثار ومنها:
1. الاهتمام بالطفل، وتفسير الأخطاء الموجودة بذكاء وأسلوب مقنع.
2. توفير البديل المناسب، وعدم تركه فريسة لهذه الأفلام القاتلة لعقله.
3. تكاتف جهود الأسرة والمجتمع والدولة لمحاربة ومواجهة الثقافات الأخرى بثقافات وقصص كرتونية نافعة ومفيدة، تُغذي عقول الأطفال، وتصنع منهم عقولاً نيِّرة.
4. عدم تركهم يشاهدون الأفلام ذات الخيالات المريضة.
المصدر: www.al-osra.net
اترك تعليق