مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

كلمة السيدة حميدة الموسوي زوجة الشيخ علي نجل آية الله الشيخ بهجت(قده) في اللقاء الحواري

كلمة السيدة حميدة الموسوي زوجة الشيخ علي نجل آية الله الشيخ بهجت(قده) في اللقاء الحواري حول سيرة الشيخ بهجت

كلمة السيدة حميدة الموسوي (زوجة الشيخ علي نجل آية الله الشيخ بهجت(قده)) في اللقاء الحواري الذي أُقيم في مبنى الجمعيات بتاريخ 3-2-2016م:

في الحقيقة إنّ الحديث عن شخصية مثل المرحوم آية الله الشيخ بهجت(قده)، العارف الجامع للكثير من الكمالات، حديث صعب جداً بالنسبة لي. أريد بهذا الوقت القصير أن نطل على هذه الشخصية، إطلالة تنير بها قلوبنا. هناك رواية سوف أذكرها؛ هذه الرواية منقولة عن الإمام الصادق(ع) وهي موجودة في بحار الأنوار للعلامة المجلسي: "لا يقدر الخلائق على كنه صفة الله عز وجل، فكما لا يقدر على كنه صفة الله عز وجل فكذلك لا يقدر على كنه صفة رسول الله صلوات الله عليه، وكما لا يقدر على كنه صفة الرسول(ص) فكذلك لا يقدر على  كنه صفة الإمام(ع)، وكما لا يقدر على  كنه صفة الإمام(ع) كذلك لا يقدر على كنه صفة المؤمن".
المحل الشاهد الذي أريد أن أتحدث عنه في هذه الرواية أننا لا نستطيع أن نعرف حقيقة الإنسان المؤمن.
في ذكر سبب لماذا لا يستطيع الإنسان التعرف على كنه صفة المؤمن لأن هذا المؤمن هو تجلي من تجليات الإمام هو سر مسكون بالإمام هو سر ينبئ عنه، ينبئ عن المعصوم(ع).  بهذا المعنى، المؤمن هو من أسرار المعصوم، المؤمن هو من تجليات هذا المعصوم، لذلك كما لا نستطيع أن نعرف المعصوم لن نستطيع أن نعرف المؤمن، هذه المسألة تحتاج إلى الدقة وتحتاج إلى التأمل، المؤمن هو سرّ مخزون ومدفون ومكتنز في الإمام بل المعصوم بشكل عام.
المؤمن هو سرّ موجود في داخل هذا الإمام، لذلك أنت لا تستطيع أن تعرف حقيقة الإمام كذلك أنت لن تستطيع أن تعرف حقيقة هذا المؤمن، هذه المسألة تحتاج إلى دقة ونظر وتأمل، أننا لماذا لا نستطيع أن نعرف هذا المؤمن، لا نستطيع أن نتعرف على شخصيته، على حقيقته... هذه المسألة تجعلنا ندقق كثيرا ونتأمل لنعرف أن هذا المؤمن له مقام عظيم عند الله سبحانه وتعالى، أعطاه درجات، من هذه الدرجات أنه سرّ من أسرار العصمة، سرّ من أسرار الإمام المعصوم، بمعنى أننا نطلب من المعصوم كمالات معينة، نتقرب من المعصوم بكمالات معينة، أيضا هذا المؤمن لديه نوع من هذا الكمال، لديه نفحة من هذه الروح، لديه درجة من هذا المقام الموجود عند المعصوم، لذلك التقرب من هذا المؤمن يعطي الإنسان أيضا قدرة وكمالا ما لأن هذا الإنسان المؤمن قد اقترب من المعصوم إلى درجة أنه أصبح سراً من أسراره وتجلياً من تجلياته.
إذا أردنا أن نستفيض بالحديث عن المؤمن ودرجات المؤمن فالمقام يطول لأن المؤمن لديه مقامات عظيمة، المؤمن يصبح قريباً جداً من أهل البيت عليهم السلام، المؤمن يصبح مقرباً جداً منهم وبالتالي يصبح لديه مقاما عظيما ونحن لسنا بصدد تبيين وشرح مقام الإنسان المؤمن.
بدأت بهذه المقدمة لكي أصل إلى فهم هذه المسألة وهي أنه نتحدث عن مقام آية الله العارف الشيخ بهجت رحمه الله، نتحدث عن هذا المقام لأنه استطاع أن يصل إلى كمالات معنوية عالية جداً تقربه من المعصوم واستطاع أن يحقق درجة رفيعة جداً يؤكد العلماء الذين عايشوه وعاصروه والذين اقتربوا منه أنه قد وصل إلى هذا المقام المذكور في الرواية، يعني أنه لا يستطيع أحد أن يدرك كنه وصفة المؤمن، هذا المؤمن الذي ورد في هذه الرواية.
طبعاً إذا أردت أن أتحدث عن آية الله الشيخ بهجت(قده) هناك زوايا عديدة جدا يمكن أن نتحدث عنها ولكن أُفضّل أن أتحدث عن زاوية واحدة وأن أذكر مسألة واحدة، حتى تبقى هذه المسألة في عهدتكم كذكرى عند الحديث عنه، أنا لا أريد أن أخرج من هذا المجلس بأيدٍ خالية، أريد أن نتزود جميعاً من شخصيته المباركة من خلال ذكر هذه المسألة. هذه المسألة تتعلق بآثار وجوده وكراماته الوجودية التكوينية، مع الإلتفات إلى أنه حصّل هذه المقامات العالية ووصل إلى هذا المقام الرفيع، حتى بعد رحيله عن هذه الدنيا هذه المقامات لا تزول ولا تتوقف، هذه المقامات باقية بالاستناد إلى روايات أن المؤمن مماته وحياته واحدة، لا يعني هذا أنه بموته انتهى هذا المقام أو توقفت هذه الفيوضات أو جمدت هذه المقامات المعنوية، هذه المقامات باقية.
الكرامات التي أريد أن أتحدث عنها قد تصل في بعض الأحيان إلى حد المعجزة، أقصد بالمعجزة أنها أمور تحدث وتكون مؤثرة جداً في هذا العالم، مؤثرة جداً في هذا الوجود، وجوده يؤثر في من حوله، ولكن بصمت دون إحداث ضجة إعلامية دون إحداث دعاية ما  للحديث عن كراماته والحديث عن هذه الأمور ولكنها حادثة وواقعة وحاصلة، إنّ الذين عاشروه واقتربوا منه يؤكدون هذا الخبر ويؤكدون هذا الموضوع.
كلُّ واحد منا يحب أن يقيم علاقة وطيدة بالإمام صاحب العصر والزمان(عج) يحب أن يكون ممن يتحدث مع الإمام ويستمع إليه الإمام، تعلمون أننا لا نستطيع أن نقيم هكذا علاقة مع الإمام الآن، لسبب بسيط هو أن الإمام وجوده طاهر وخالص من الشوائب، ونحن وجودنا مليء بالشوائب وبالعوائق وبالقدرات التي تمنعنا أن نصل إلى مقامه الشريف وإلى حضوره الشريف نحن نستطيع أن نطلب من آية الله الشيخ بهجت باعتباره أنه هو هذا المؤمن الذي لديه هذه العلاقة وهذا القرب، إذا طلبنا منه عبر ذكر معين، لأن أداة الإنسان لاتصاله بالعالم المعنوي هو الذكر أي ذكر، سورة من القرآن أو الصلاة على محمد وآل محمد مئة مرة مثلاً، أو أي ذكر آخر، أو أي عمل، هذا العمل الذي هو وسيلتنا للاتصال بالعالم الغيبي إذ عبر هذا العمل نطلب أن يكون لدينا اتصالا بالإمام الحجة(عج) أو تواصلاً معه أو حديثاً معه أو أن نكون مشمولين برعايته بعنايته أن نكون تحت رايته أن نكون تحت نظره الشريف نقوم بهذا العمل.
ومن توصيات آية الله الشيخ بهجت(قده) الدائمة والدقيقة الإكثار من الدعاء بالفرج للإمام الحجة صلوات الله وسلامه عليه، طبعاً هذا الدعاء ليس فقط لفرج الإمام، المسألة أنّه بهذه الطريقة أننا  نحن عندما ندعو للإمام بأكثر الحاجات إلحاحاً عنده والتي هي حاجته الأولى والأخيرة في هذا الكون هو الفرج، هو أن يظهر بالحق، عندما ندعو له بقضاء حاجته فهذا الدعاء يستلزم قضاء حوائجنا حتى حوائجنا الدنيوية وحوائجنا الخاصة حوائجنا الشخصية ترتفع عندما ندعو بهذا الدعاء، فالإمام المهدي يقول(عج) "وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن في ذلك فرجكم" وفي رواية "أكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم" يعني أن الدعاء بتعجيل فرج الإمام هو فرج لكم، للخلاص من الأمور، لاستجابة دعواتكم والوصول إلى حوائجكم، كان يركز آية الله بهجت على هذه المسألة كثيرا.
المسألة الثانية حاولوا أن يكون لديكم في الـ 24 ساعة يوميا حالة من التوجه لمصاب الإمام الحسين(ع)، حالة من البكاء ليس بالضرورةالبكاء بكثرة، البكاء القليل جدا ولو أن دمعة تنزل من العين، هذه الحالة تكرس أيضا العلاقة مع الإمام الحجة(عج). هاتين المسألتين كان يؤكد عليهما دائما الدعاء بتعجيل فرج الإمام وذكر مصاب الإمام الحسين(ع).
الأسئلة:
س1- عن رسول الله(ص) أنه قال: "أحسنكم إيماناً أحسنكم أخلاقاً وألطفكم بأهله وأنا ألطفكم بأهلي"، نرجو منكم سيدتي أن تحدثينا عن بعض من سيرة آية الله الشيخ بهجت(قده) مع زوجته وبناته وحضرتكم كي نستفيد من هذه السيرة كنموذج من علاقة الشيخ مع أهله والنساء.

السيدة حميدة: أستطيع أن أقول أن الشيخ بهجت كان حنونا جداً،  أصلاً كلمة حنون ضعيفة جدا لذكر غزارة العاطفة والحنان والرأفة التي كان يتمتع بها، أنا دائما أقول أنّه هو تجلي لاسم الله يا رؤوف يا رحيم، الرأفة والحنان هي التي كانت طاغية على وجوده المبارك، ولغزارة رحمته ورأفته الطاغية على شخصيته كانت هذه العاطفة وهذه الرأفة ليست مختصة بأهل بيته المقربين، فكل أحد يتصل أو يتواصل معه ويطلب أو حتى لا يطلب منه كان  يعامله بكثير من العاطفة، كثير من الحنان، كان عطاؤه العاطفي كثيراً، وعندما كنا نقول له أدعُ لنا ونسألكم الدعاء كان دائما يقول أنا أدعو حتى لأطفال الكفار، لهؤلاء الأطفال الذين يصيبهم مرض وسقم أو أي ضعف أنا أدعو لهم، أنا أدعو لهم من كل قلبي فكيف لا أكون داعيا لكم وكيف لا أذكركم في دعائي، أنا أذكر كل هؤلاء في دعائي.
طبعا من خلال هذه الرأفة وهذه الرحمة، يمكن أن نستفيد من الحديث عن هذه المسألة وهذه النكتة، فعندما نطلب من أحد دعاء ما نقول له أدعُ لي، ما هو المقدار الموجود في قلبي من الدعاء له، كم أذكره في دعائي، كم لدي اهتمام بحاجاته وبهمومه وبغمومه وهو أيضا هل يكون له هم للدعاء لي؟! هل أهتم بحاله كما أهتم بأبنائي، كما أهتم بأسرتي، بعائلتي، بمن أحبهم كثيراً والأعزاء على قلبي، إذا كنت بهذا المقدار من الحب والاهتمام والعاطفة والرأفة بالنسبة له، عندها بالمقابل سوف يكون بهذا المستوى من الدعاء والعاطفة والرأفة والاهتمام، وإذا لم أكن أنا بهذا المستوى فلا بد أن أكون قلقاً على نفسي وعلى مصيري لأنني لن أصل لهدفي.
س2- سؤالي هو علاقة المجاهدين مجاهدي المقاومة الإسلامية كعلاقة مميزة بآية الله الشيخ بهجت(قده)؟

السيدة حميدة: إنّ الشيخ كان يدعو دائما للمجاهدين، يدعو لمسيرة المقاومة الإسلامية، كان الدعاء قد تجلى كثيرا في حرب ال 33 يوم، حرب تموز.
فاطمة (حفيدته): تقول أن الاستبشار بالنصر كان قد وصل إلى شباب المقاومة الإسلامية قبل حدوث النصر، هذه البشارة كانت على لسان الشيخ بهجت انتشرت وقد أثرت كثيرا في معنويات الشباب ومعنويات المقاومة وقد كانت واقعا حققت نصرا كبيرا جدا.
س3- كنت سألت لماذا لم يكن هناك إضاءة على حياة آية الله الشيخ بهجت(قده) قبل وفاته، سؤال آخر صحيح أنه هو أول من بشر الإمام الخميني بأنّ هذه الثورة منتصرة، وأنّ إيران ستتحول إلى جمهورية إسلاميّة.

السيدة حميدة: قبل أن أجيب عن أي سؤال أريد أن أستثمر هذه اللحظة لأقول لكم أنّ مبدأ الرحمة نتخذه في حياتنا أساساً وكقاعدة أساسية نتعامل فيها مع الناس، أن نواجه الجميع بالرأفة والرحمة بشكل حتى أنه نواجه من يسيء إلينا بالإحسان والرأفة والرحمة، يقينا إذا طبقنا فقط هذه القاعدة فإنّ الإنسان يتوصل إلى العديد من الكمالات والعديد من المقامات، هذه القاعدة يمكن أن تجيب على الكثير من أسئلتكم، يمكن أن تلبي الكثير من حاجاتكم، يمكن أن تؤدي إلى إجابة أدعيتكم، تستجاب أدعيتكم بفعل هذه القاعدة، فقط أن تكون رؤوفا ورحيما بالناس، أن تكون تحت اسم الله الرؤوف الرحيم، أن تكون تحت عناية الله الرؤوف الرحيم، وأن تعامل الآخرين أيضا بالرأفة والرحمة، والأهم من ذلك كله أنك بفعل هذه الصفة وهذه القاعدة سوف تأخذ مكانك من عناية صاحب العصر والزمان(عج)، تكون تحت غطائه المباشر وتحت نظره المباشر، هذه أفضل أنواع التزكية وأفضل أنواع الروحية والمعنوية العالية جداً التي يمكن أن تكون عند الإنسان.
وللجواب عن السؤال أنتم كنتم لا تعرفون الشيخ ولكن الذين كانوا في قم المقدسة في محيطه كانوا يعلمون من هو الشيخ بهجت، كانوا يتزودون منه كانوا يعرفون مقاماته الروحية والمعنوية، آثاره وكراماته، هذه الأمور كانت رائجة ومعروفة في قم. مصداق الرواية التي ذكرتها في البداية من لا تستطيع أن تعرف الله لا تستطيع أن تعرف الرسول(ص) لا تستطيع أن تعرف الإمام المعصوم(ع) لا تستطيع أن تعرف كنه الإنسان المؤمن، نعم، كيف يمكن أن ينتشر آية الله الشيخ بهجت(قده) في وسط الناس وتعرف مقامه وهو على هذا المستوى، أكيد لن يعرفه أحد ولن يصل إلى مقامه أحد.
حفيدته (فاطمة): الإمام الخميني في تلك الفترة العصيبة، وفي خضم الأحداث المتتالية والمتراكمة التي كانت تحدث، كان يذهب إلى آية الله بهجت يأخذ منه الدعاء، ويركز على موضوع الدعاء، كان يجلس معه دون كلام متبادل فقط يجلس جلسة للأخذ من هذه الفيوضات، وكان الإمام إذا لم يوفّق للذهاب إليه كان يوصي ويحرص دائما على الدعاء فيطلب منه أن يدعو له، دعاؤه يغير ويؤثر في مجريات الأمور.
السيدة حميدة: إنّ معنى أن المؤمن له آثار جدية وكرامات، يعني وجوده مؤثر، دون كلام دون دعاء، دون توصيات، فقط وجوده المؤثر، هذا يفتح لنا الباب على مصراعيه، لنتساءل حول أمور كثيرة قد تكون حدثت ونحن لا نعلم بها، هناك تغيرات كثيرة حدثت ونحن لا نعلم بها، قد يحضر هذا الإنسان المؤمن في مجلس ما يسمع كل الأسئلة ويجيب على كل الأسئلة دون كلام، دون أن يطرح الآخرون السؤال ودون أن يسمعوا الجواب، يعني يلقي في قلوبهم هذه الأجوبة، يلقي في قلوبهم هذا الاطمئنان وهذا الهدوء وهذه الإجابة، هذا ما كنت أتحدث عنه في الحديث والرواية الشريفة أن المؤمن فيه سرٌّ من أسرار المعصوم يستطيع أن يلقي في قلوبهم هذه النفحة دون أن يدروا كيف ومتى وأين. الكلمة التي قلتها أن المؤمن هو تجلي من تجليات الإمام وانعكاس نوره، انعكاسُ للإيمان وهذا بحد ذاته نتوقف عنده مليا لأن آية الله الشيخ بهجت(قده) هو هذا الوجود الذي هو تجلي من تجليات المعصوم لا يتكلم عن نفسه ولا يبدي هذه الأمور ولا تظهر الكثير من الأمور إلا بعد رحيله عن هذه الدنيا.
س4- هل اقترب الظهور المبارك للإمام صاحب الزمان(عج)، هو قال أن كهول هذا العصر سوف يرون الإمام(عج).

حفيدته فاطمة: ظهور الإمام(عج) ولأنه مرتبط بعلامات حتمية والتي هي ظهور السفياني والخسف وغيرها من العلامات، كان يتأمل الشيخ كثيراً أن يتم البداء في هذه العلامات، كان يتأمل كثيرا أن يحدث بداء وأن يكون الظهور قريبا جدا، وكان يقول أن الظهور لن يتم إلا عندما يصبح الدعاء للإمام الحجة(عج) من أولى الأولويات.
مداخلة للحاجة عفاف الحكيم: في إحدى المرات كنت في قم المقدسة وتيسر لي الصلاة خلف آية الله الشيخ بهجت(قده)، في الواقع يشعر الإنسان حقيقة وكأنه يصلي خلف نبي من الأنبياء، كان يجهش بالبكاء في الصلاة لدرجة لا يستطيع معها الإنسان أن يتمالك نفسه وهو يصلي خلفه. 
السيدة حميدة: كانت هذه سيرته اليومية في الصلاة كنّا دائماً نسمع صوته يبكي في الصلاة.
حفيدته: أنقل عن أحد الأشخاص أنّه كان لديه نفس السؤال يقول كنت أسأل نفسي دائما لماذا الشيخ بهجت يبكي أثناء الصلاة لكن لماذا يشتد بكاؤه في حالة التشهد، في الجلسة الأخيرة من الصلاة، في حال السلام يشتد إلى درجة لا يستطيع حتى أن يتلفظ بالكلمات، ولا تخرج منه الكلمات من شدة البكاء. هذا الشخص هو عالم مهم وموثوق وقد أخبر ابن الشيخ بعد وفاته بهذه الحادثة يقول أنا وجدت الجواب على سؤالي وأنا أصلي خلف الشيخ وأنه في آخر صلاته حدثت له مكاشفة، وجد أمام الشيخ بهجت وكأنّ بابا قد فُتح إلى الجنة، وكان هذا الباب مفتوحاً طيلة فترة الصلاة وعندما بدأ الشيخ في ختم صلاته أي في التشهد ثم التسليم بدأ هذا الباب بالإقفال شيئا فشيئاً، وبالتالي كان وكأنه في حالة وداع كبيرة جدا لهذا العالم الملكوتي.
وحين سئلت عن قراءة القرآن.. أكان بصوتٍ عالٍ: فأجابت أنه كان يتلوه أحياناً بصوت مسموع وأحياناً بصوت خافت.
وكان يوصي دائماً ويقول بأن أهم ذكر هو الصلاة على محمد وآله، ويشترط في ذلك أن يكون بنية صادقة وحضور قلبي كذلك الاستغفار سواء كان باللسان أو بالقلب. كان يركز كثيراً على نية الشخص.
وكان يحرص على الصلاة في أول الوقت وكان يستيقظ لصلاة الليل ويبقى مستيقظاً حتى الساعة السابعة والنصف وكان عندما يقرأ الدعاء يبكي كثيراً حتى أنّه ذات مرة حصلت هزة من تأثير الدعاء.. وكان يوصي دائماً بقراءة دعاء السمات ودعاء كميل.
بالنسبة لطعام الشيخ بهجت كان لا يتناول اللحوم ويكتفي فقط بماء اللحم (المرق)، كما يكتفي بقطعة من السمك.
وفي شهر رمضان كان يتناول طعاماً قليلاً مع قليل من الخبز، ثم يقلل من الكمية في منتصف الشهر إلى أن تحين ليلة القدر وذكرى شهادة الأمير(ع)، عندها يقوم بالإقلال من الطعام أكثر فأكثر..
وتحدثت عن كراهة الدخول إلى المنزل بالحذاء لأن هذا الأمر من سبيل التشبه بالكافرين، وهو يذهب بالأبعاد الروحية والمعنوية من البيت، ويتسبب بعدم تنزل الملائكة في ذلك الموضع.
السيدة حميدة: أنا أدعو لكم جميعاً.

والحمدلله رب العالمين
 
 

التعليقات (0)

اترك تعليق