زواج الشباب والوضع الاقتصادي والتقاليد الخاطئة
زواج الشباب
هناك مسألة طرحت على الهامش وفي رأيي أنها ليست هامشية بل هي مسألة مهمّة. "مسألة زواج الشباب"، توقعنا أن تكون ردّة فعلكم هكذا(1): إنّ زواج الشباب هو مسألة مهمّة. إنّني قلق وأخشى أن تؤدّي نظرة اللامبالاة بمسألة الزواج –والتي مع الأسف توجد اليوم بشكل أو بآخر– إلى عواقب وخيمة في المستقبل وأن تُنزل بالبلاد خسائر جسيمة. حسنْ، لقد طرحتم اليوم مسألة الخدمة العسكريّة [خدمة العلم] وفي رأيي أنّ الخدمة العسكريّة ليست مشكلة، ويمكن إيجاد أفكار وحلول عملية لها أيضاً؛ وليس سبيل حل مشكلة الخدمة العسكريّة كمانعٍ لأمر الزواج، هو أن نقلل مدّة الخدمة؛ بل يمكن إيجاد أساليب أخرى؛ ولكن هذه مسألة واحدة.
الزواج والوضع الاقتصادي
الدافع للزواج، يجب ان يُبدّل ويتحوّل إلى إجراء عمليّ، أي: أنّ الزواج يجب أن يحصل ويتحقّق. حين يقول الله تعالى «إن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ»(2) فهذا وعد إلهيّ، ويجب علينا أن نؤمن ونثق بهذا الوعد كباقي الوعود الإلهيّة التي نثق بها. إنّ الزواج وتأسيس الأسرة لم يؤدِ يوماً ولا يؤدّي إلى تدهور الوضع المعيشيّ للشباب، لا أحد تصعُب معيشته بسبب الزواج! بل إنّ الزواج ربّما يؤدّي إلى الفرج واليسر. الأجواء الجامعيّة هي أجواء جيّدة ومناسبة لتوفير الأرضيّة اللازمة للزواج. في رأيي على الطلّاب أنفسهم وكذلك على أوليائهم وأهاليهم والمسؤولين المعنيّين في الجامعات، أن يفكّروا مليّاً بموضوع زواج الشباب، وأن يتخذوا القرارات الّلازمة؛ فلا نسمح بأن يستمرّ ارتفاع معدّل سن الزواج –ومع الأسف، فإنه اليوم مرتفع وخاصّة عند الفتيات–. يوجد بعض التصوّرات والأعراف والسنن الخاطئة حول الزواج؛ وهي راسخة والتمسّك بها مانع لترويج زواج الشباب؛ يجب أن تُعارض هذه السُنن وتُنقض عمليّاً.
كسر التقاليد الخاطئة في الزواج
أنتم كشباب؛ إنّكم مفعمون بالنشاط والمطالبة، وأنتم تقترحون وترغبون بكسر الكثير من العادات والتقاليد، وأرى أنّه يجب عليكم كسر هذه الأعراف والسنن الخاطئة، الموجودة في مسألة الزواج؛ هذه قضيّة أرى من الضروريّ التأكيد عليها. في الماضي كان من المتعارف أن يقوم بعض المؤمنين وأهل الخير بالتوسّط، والتعريف بفتيات مناسبات أو شبان مناسبين للزواج، وكانوا يسهلّون الزواج. يجب القيام بهكذا أعمال، في الواقع يجب ان توجد حركة في هذا المجال في المجتمع.
(1) إظهار الرضا لدى الطلاب.
(2) سورة النور آية 32
من كلمة للإمام الخامنئي دام ظله في لقاء طلّاب الجامعات في حسينية الإمام الخميني (رضوان الله عليه) _ 25 – شهر رمضان 1435هـ.ق. 23-7-2014
اترك تعليق