من كلمة للسيد القائد: أهالي نجف آباد؛ نموذجاً من الرجال والنساء الثوريين المؤمنين الأوفياء
بسم الله الرحمن الرحیم
والحمد لله ربّ العالمین، والصلاة والسلام علی سیّدنا محمد وآله الطاهرین، ولعنة الله علی أعدائهم أجمعین.
أرحّب بجميع الإخوة والأخوات الأعزاء من أهالي نجف آباد؛ يا من كنتم ولا تزالون تمثلون حقاً، ومن دون أي مجاملة ومسايرة، نموذجاً من الرجال والنساء الثوريين المؤمنين الأوفياء في كل مراحل الثورة، لا سيما عوائل الشهداء المكرمين والعلماء المحترمين والفئات المختلفة العزيزة الذين تفضلوا بالقدوم الى هذا المكان.
أهالي نجف آباد؛ رواد وأهل بصيرة
إن ما قاله سماحة الشيخ حسناتي حول هذه المدينة، هو محل تأييدي بالكامل، فإني أشهد حقاً بأن أهالي نجف آباد، يمتازون على الكثير من مناطق البلاد في صدقهم وفي وفائهم وفي انتمائهم العريق للثورة. ففي تلك الحقبة التي كان النضال الإسلامي والنهضة الإسلامية تعيش الغربة، كانت مدينة نجف آباد موطناً لازدهار هذه الأفكار الثورية. فقد زرت هذه المدينة في تلك الفترة وقبل أعوام من انتصار الثورة، وشاهدت عن كثب اندفاع الناس ووعيهم وحضورهم وإدراكهم لقضايا الثورة، وهذا ما وجدته في جميع الفئات والطبقات، ولم يكن الأمر مختصّاً بشريحة الشباب آنذاك أو بطبقة المثقفين في ذلك اليوم، فحينما يتحدث المرء مع بعض القرويين والبعض من عامة الناس بشأن مسائل الثورة، يجد أنهم ذوو بصيرة ووعي والتزام. رحمة الله على أولئك الذين بذلوا جهودهم ومساعيهم في هذا الطريق وعمدوا إلى توعية الناس وتنويرهم.
وبعد انتصار الثورة أيضاً كانت هذه المدينة تسير في الصفوف المتقدمة. ولقد أشاروا إلى "فرقة النجف" وإلى الشهيد كاظمي وغيره من شهداء هذه الفرقة؛ أولئك القادة الصادقين المؤمنين الأوفياء الغيارى الأكفاء. وأنا العبد قد زرت هذه الفرقة في الجبهة وفي منطقة العمليات أكثر من مرة، وشاهدتُ فيها مؤشرات هذه الخصائص والمزايا نفسها. فلقد ثبتّم، وصمدتم، وعملتم بصدق ووفاء، وقدّمتم الشهداء والجرحى، فأجركم على الله، وأسماؤكم تتلألأ في الصفحات الذهبية من تاريخ الثورة. وعليكم مواصلة الطريق، لأننا لم نصل حتى الآن إلى المنزل الأخير، وما زال واجبنا هو أن نتقدم إلى الأمام، وأن نبذل سعينا، وأن نجاهد؛ فقد اختلفت الساحات، ولكن أصل الجهاد قائم حاضر. إذا استطعنا تسليم هذه الأمانة إلى الجيل القادم، نكون قد أدّينا واجبنا. ونحمد الله على أن شبابكم يتحلون بالحيوية والنشاط والوعي واليقظة، البلد هو ملك للشباب.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينزل عليكم من بركات شهدائكم وأعلامكم والعلماء الكبار الذين قدّمتهم هذه المدينة -سواء أولئك الذين كانوا في نجف آباد، أو الذين كانوا في أصفهان، أو الذين كانوا في مشهد، أو الذين كانوا في قم، أي تصديركم العلماء والمجتهدين من هذه المدينة المباركة- وأن نشهد نتائج هذه البركات في كل أرجاء البلاد.
شهادة الصدّيقة الطاهرة؛ آلام عميقة وإرادة صلبة
أشير هنا إلى أيام شهادة جوهرة أهل البيت، فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)، تلك الصدّيقة الطاهرة. فإن هذه الأيام طبقاً لرواية وفاتها بعد خمسة وسبعين يوماً من رحيل الرسول الأكرم، هي أيام شهادة تلك السيدة الجليلة. يودّع أمير المؤمنين في هذه الأيام حبيبته، بقلبٍ منكسر وبصدرٍ حافل بالأحزان، ويعيد للنبي وديعته الغالية. قلب أمير المؤمنين مغمورٌ بالآلام والأحزان، إلا أنّ إرادته وهمّته لم تضعفا مطلقاً، هذا درسٌ لي ولكم. فقد يكون القلب مليئاً بالهموم، وهذا ما يحدث أحياناً في حياة الإنسان، سواء في الحياة الفردية أو الحياة الاجتماعية، ولكن يجب أن تبقى عزيمته وإرادته راسخة، وأن يخطو للأمام بقوة واقتدار. هناك هموم ومصائب تهدّ الجبال، ولكن لا يمكنها أن تهزّ الإنسان المؤمن. لا بد من مواصلة الطريق.
المصدر: من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في لقائه أهالي مدينة نجف آباد- 24/02/2016م
اترك تعليق