
السيدة زينب الكبرى عليها السلام: مختارات من كلمات السيد القائد الخامنئي
السيدة زينب الكبرى عليها السلام
مختارات من كلمات سماحة السيد القائد الخامنئي (حفظه المولى)
مكانة النموذج وأهميته
نموذج حيّ دوماً حيال النساء والرجال المسلمين
هذه الأيام هي أيام السيدة زينب الكبرى (سلام الله عليها) هذه السيدة الكبيرة في الإسلام، والمناسبة مناسبة ولادتها، وهي سيدة تضع أمام المرأة المسلمة والرجل المسلم نموذجاً حياً دوماً(1).
* * * * * *
زينب الكبرى (سلام الله عليها) نموذج كامل للمرأة المسلمة، أي أنّها النموذج الذي يطرحه الإسلام أمام أنظار العالم لتربية النساء(2).
نموذج للتاريخ
زينب الكبرى نموذج لنسائنا على مرّ التاريخ(3).
* * * * * *
.. زينب الكبرى نموذج آخر.. النساء المعروفات في صدر الإسلام والنساء البارزات نماذج أخرى. هؤلاء كنّ في المجتمع وشاركن فيه(4).
خصائص النموذج
التوفر على شخصية شاملة
زينب الكبرى (سلام الله عليها) نموذج كامل للمرأة المسلمة. أي نموذج وضعه الإسلام أمام أنظار الناس في العالم لتربية النساء. لزينب الكبرى شخصية متعددة الأبعاد، فهي عالمة وخبيرة وصاحبة معرفة عالية وإنسانة مميزة؛ كل من يلقاها يشعر بالخضوع أمام عظمة علمها وروحها ومعرفتها(5).
* * * * * * *
عظمتها النسوية تجعل الكبار الظاهريين المزيفين تافهين صغاراً في مقابلها. هذا هو معنى العظمة النسوية. أي مزيج من الحماس والعاطفة الإنسانية التي لا يمكن العثور لدى أي رجل، إلى جانب وقار الشخصية وقوة الروح القادرة على هضم واحتواء كلّ الأحداث الكبرى والخطيرة في داخلها، والسير والعبور بشجاعة على النيران المسعرة. وفي الوقت نفسه تعطي الدروس وتوعّي الناس. وفي الوقت نفسه ترعى وتسلّي إمام زمانها –أي الإمام السجاد عليه السلام- كأم رؤوفة حنونة. وفي الوقت نفسه تتعامل مع أطفال أخيها والأطفال الذين فقدوا آباءهم في تلك الحادثة العظيمة، ووسط ذلك الطوفان الشديد، كسدّ متين يوفر لهم الأمن والهدوء والسلوان. إذن، كانت السيدة زينب الكبرى (سلام الله عليها) شخصية شاملة متعددة الجوانب. الإسلام يأخذ بيد المرأة إلى هذا الاتجاه(6).
معرفة الظروف والعمل بالتكليف الإلهي
القيمة والعظمة التي لزينب الكبرى تعود لموقفها وحركتها الإنسانية والإسلامية العظيمة على أساس التكليف الإلهي. عملها وقرارها ونوع تحرّكها هي الأمور التي منحتها كل هذه العظمة. أي إنسان يقوم بمثل هذا العمل، حتى لو لم يكن من أبناء الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) فسينال العظمة. جزء كبير من هذه العظمة يعود إلى أنها أولاً عرفت الظرف.. الظرف قبل سير الإمام الحسين (عليه السلام) إلى كربلاء، والظرف في اللحظات المأزومة في يوم عاشوراء، والظرف في الأحداث القاتلة التي أعقبت استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام). وثانياً اختارت خياراً معيناً بما يتناسب وكل ظرف. هذه الخيارات هي التي صنعت زينب(7).
التوفر على البصيرة وحماية إمام زمانها
في تلك الساعة المأزومة التي لا يستطيع فيها حتى أقوى البشر أن يدركوا ما الذي يجب عليهم أن يفعلوا، أدركت هي ما يجب عليها فعله وحامت عن إمامها وجهّزته للاستشهاد. وبعد استشهاد الإمام الحسين بن علي حيث أظلمت الدنيا، وأظلمت القلوب والأرواح وآفاق العالم، تحوّلت هذه المرأة الكبيرة إلى نور وتألقت وسطعت. وصلت زينب إلى حيث لا يستطيع أن يصل إلاّ أسمى الناس في تاريخ البشرية، أي الأنبياء(8).
الهوامش:
1- من كلمة السيد القائد الخامنئي في مختلف شرائح الشعب الإيراني بتاريخ 15- 6- 2005م.
2- م. س.
3- م. س.
4- من كلمته في ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بتاريخ 27- 7- 2005م.
5- من كلمته في مختلف شرائخ الشعب الإيراني بتاريخ 15- 6- 2005م.
6- م.س.
7- من كلمته في لقائه عدداً كبيراً من الممرضات بمناسبة ذكرى ولادة السيدة زينب الكبرى عليها السلام ويوم الممرضة بتاريخ 13- 11- 1991م.
8- م. س.
المصدر: المرأة واستعادة هويتها الحقيقية، مختارات من كلمات سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي (مد ظله العالي)، دار الثورة الإسلامية (التابع لمؤسسة الثورة الإسلامية للبحوث الثقافية)، ط1، صيف 1433هـ ق.، طهران.
اترك تعليق