مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

سلمى زوجة أبي رافع

سلمى زوجة أبي رافع

سلمى زوجة أبي رافع: مولاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

 

يقال: أنها كانت أوّلاً مولاةً لصفيّة بنت عبد المطلب، فوهبتها لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأعتقها، فتزوّجها أبو رافع، فولدت له عبيدالله بن أبي رافع.

وهي قابلة وممرضة، كانت تُقَبّل اُم المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد في ولادتها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وتُعدّ قبل ذلك ما تحتاجه.

وهي التي قَبّلت أم إبراهيم بإبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وخرجت إلى زوجها أبي رافع فأعلمته أنّ مارية ولدت غلاماً، فجاء أبو رافع فبشّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم به، فوهب له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غلاماً.

وهي التي كانت تُقَبّل فاطمة الزهراء سلام الله عليها في نفاسها وتمرّضها، وقيل: إنّها مرّضتها في مرضها الذي توفيّت فيه.

وقال ابن حجر في تهذيب التهديب: وهي التي غسّلت فاطمة الزهراء!

قال ابن عبد البر: كانت قابلة إبراهيم ابن النبي(ص)، وهي التي غسلت فاطمة الزهراء(ع).

وقال هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: جاءت سلمى مولاة صفية امرأة أبي رافع مولى رسول الله(ص) تستعديه على أبي رافع، فذكر حديثاً.

شهدت خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

روت عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وعن فاطمة الزهراء سلام الله عليها. وروى عنها ابن ابنها عبيدالله بن علي بن أبي رافع. 

وقال ابن حجر في الإصابة: وقرأتُ بخطّ أبي يعقوب البحتري في المجموعة الأدبية: إنّ المرأة التي قالت لحمزة لما رجع من الصيد: لو رأيتَ ما فعل أبو جهل بابن أخيك، حتى غضب حمزة ومضى إلى أبي جهل فضرب رأسه بالقوس، وانجر ذلك إلى إسلام حمزة: هي سلمى مولاة صفيّة بنت عبدالمطلب.

قال ابن الأثير في اُسد الغابة: ومن حديثها ما أخبرنا به اسماعيل بن علي وابراهيم بن محمّد وغيرهما، قالوا بإسنادهم عن أبي عيسى، قال: حدّثنا أحمد بن منبع، حدّثنا حمّاد بن خالد، أخبرنا مولى لآل أبي رافع، عن علي بن عبيدالله، عن جدّته، وكانت تخدم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قالت: ما كان يكون برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآله قرحة أو نكتة إلاّ أمرني أن أضع عليها الحناء.

أمّا أبو رافع اسمه إبراهيم وقيل: أسلم، وقيل ثابت وقيل هرمز وقيل بندويه وقيل القبطي وقيل العجمي يقال: إنه كان للعباس فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم وأعتقه لما بشره بإسلام العباس وكان إسلامه قبل بدر ولم يشهدها وشهد فيما بعده، ثقة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وابن مسعود وعنه أولاده الحسن ورافع وعبيد الله ومعمر ويقال: علي بن الحسين وأبو سعيد المقرئ وعطاء بن يسار وغيرهم. مات بالمدينة بعد قتل عثمان، هاجر أبو رافع إلى المدينة وأقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمى مولاته، وقال في حقّه: «إن لكلّ نبي أميناً وأميني أبو رافع».

وقد شارك في كلّ الغزوات مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، باستثناء غزوة بدر حيث كان مقيماً في مكّة، وبعدما توفّي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لازم خدمة أمير المؤمنين سلام الله عليه، وكان من خيار شيعته. وقد سلّمه علي عليه السلام أمر بيت المال، وشارك في حرب الجمل وصفين. وكان ولديه عبيدالله وعلي كاتبين لأمير المؤمنين سلام الله عليه، ومن خواص شيعته.

وكان أبو رافع أوّل من جمع الحديث ورتّبه على أبواب، وله كتب في السنن والأحكام وغيرها. 

قلت جزم ابن القطّان بأنّ سلمى مولاة صفيّة هي والدة أبي رافع لا زوجته وأنّ سلمى زوجة أبي رافع مولاة النبي(ص)، وأورد لابن السكين من طريق جارية بن محمد، عن عبيدالله بن أبي رافع، عن جدته سلمى وكانت خادماً للنبي(ص)، قالت: قال رسول الله(ص): "بيت لا تمر فيه كأن ليس فيه طعام" وأما زوجته فذكر ابن أبي خيثمة أنها شهدت خيبر وولدت لأبي رافع ابنه عبدالله وغيره. وتعقّب ابن المواق كلام ابن القطان ومداره على ثبوت رواية جارية بن محمد، والله تعالى أعلم.

والذي يظهر لي أنّ الشبهة دخلت على ابن القطان من ظنه أنّ عبيدالله بن أبي رافع الذي روى عنه جارية بن محمد هو الكبير، وليس كذلك، بل هو الصغير وهو عبيدالله بن علي بن أبي رافع نسب إلى جده، فعلى هذا فجدته سلمى هي أم رافع زوج أبي رافع، وأما ابن أبي رافع فلا يعرف اسمه ولا... ولا صحبته، وهذا من المواضع الدقيقة والعلل الخفيّة التي ادخرها الله تعالى للمتأخر، لا إله إلا هو ما أكثر مواهبه ولا نحصي ثناء عليه لا إله إلا هو.

 

 

 

 

المصادر:

- الإكمال في أسماء الرجال، الخطيب التبريزي.

- نقد الرجال، التفرشي، ج 1.

- جامع الرواة، محمد علي الأردبيلي، ج 1.

- الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة، السيد علي خان المدني.

- أعلام النساء المؤمنات، محمد الحسون وأم علي مشكور، دار الأسوة، الطبعة الثانية 1431هـ.

- تهذيب التهذيب، الحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر شهاب الدين العسقلاني الشافعي، مؤسسة الرسالة، ج4. 

 

 

 

إعداد موقع ممهدات.

     

 

التعليقات (0)

اترك تعليق