من وصية الشهيد حسن نبيه سلمان لوالدته: يجب عليّ –أيتها الأم الحنون– أن أطرق باب الموت قبل أن يداهمني..
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله عزّ وجلّ: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)([1]).
ويقول الله تعالى في كتابه المجيد: (... فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً)([2])
صدق الله العليّ العظيم
"الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه"([3]) الإمام علي(ع).
أهلي الأعزاء: إني أحبكم كثيراً، ولكن حبي لله وللإسلام كان أكبر فأرجو منكم أن تصبروا عند سماعكم باستشهاد ابنكم، بل افرحوا بتضحيتكم بابنكم في طريق الإسلام.
أيها الأهل الأعزاء: كيف لي أن أنشغل بملاهي الدنيا وهناك شباب يستشهدون في طريق الدفاع عن كلمة الله لدحر العدو الغاصب، فمن هذا المبدأ قررت أن ألتحق بصفوف المجاهدين الأبطال وأن أكون معهم في خندق واحد أعاني ما يعانون من أجل راحة المسلمين.
أمي الحنون: أعلم كيف ستكونين عند سماعك باستشهاد ابنكِ، فأرجو منكِ أن تصبري على فقدان ولدكِ في سبيل الله.
أمي: إن فقدان الإمام الحسين(ع) كان على فاطمة الزهراء(ع) أصعب بكثير، فيجب عليّ –أيتها الأم الحنون– أن أطرق باب الموت قبل أن يداهمني. أوليست المنيّة تداهم الإنسان؟ فلماذا لا أذهب وراءها؟ فكم هو جميل الموت في سبيل الله، كما قال الإمام الحسين(ع): "موت في عز خير من حياة في ذل"([4]).
أمي: سامحيني على كل شيء أخطأت معكِ به لأنني أحتاج إلى مسامحتكِ أكثر من كل شيء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
العبد الفقير إلى رحمة الله
حسن سلمان
جهاد
المقاومة الإسلامية
________________________________________
([1]) سورة آل عمران: 169.
([2]) سورة النساء: 95.
([3]) الإمام علي C، شرح محمد عبده: نهج البلاغة. ط1، دار الذخائر، قم (1412هـ). ج1. ص67. خ27.
([4]) ابن شهراشوب، محمد بن علي؛ تحقيق مجموعة من الأساتذة: مناقب آل أبي طالب. (د.ط)، محمد كاظم مكتبي، النجف (1375 هـ = 1956م). ج3. ص224.
([5]) سورة آل عمران: 85.
اترك تعليق