مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

إسلام زوجة الإمام الحسين(ع) شاه زنان على يد الزهراء عليها السلام

إسلام زوجة الإمام الحسين(ع) شاه زنان على يد الزهراء عليها السلام

إسلام زوجة الإمام الحسين(ع) شاه زنان على يد الزهراء عليها السلام: 

 

روي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما قدمت ابنة يزدجرد بن شهريار آخر ملوك الفرس وخاتمتهم على عمر وأدخلت المدينة استشرفت لها عذارى المدينة، وأشرق المجلس بضوء وجهها، ورأت عمر فقالت: آه بيروز باد هرمز،

فغضب عمر وقال: شتمتني هذه العلجة. وهم بها.

فقال علي عليه السلام : ليس لك إنكار على مالا تعلمه. 

فأمر أن ينادى عليها، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: لا يجوز بيع بنات الملوك وإن كن كافرات، ولكن أعرض عليها أن تختار رجلا من المسلمين حتى تتزوج منه وتحسب صداقها عليه من عطائه من بيت المال يقوم مقام الثمن.

فقال عمر: أفعل.

وعرض عليها أن تختار فجاءت فوضعت يدها على منكب الحسين عليه السلام.

فقال: (جه نام داري أي كنيزك) يعني: ما اسمك يا صبية؟

قالت: جهان شاه.

فقال: بل شهربانويه،

قالت: تلك أختي،

قال: (راست كفتي) أي صدقت. ثم التفت إلى الحسين عليه السلام فقال: احتفظ بها وأحسن إليها، فستلد لك خير أهل الأرض في زمانه بعدك، وهي أم الأوصياء الذرية الطيبة، فولدت علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام.

- ويروى أنها إنما اختارت الحسين عليه السلام لأنها رأت فاطمة الزهراء وأسلمت قبل أن يأخذها عسكر المسلمين، ولها قصة، وهي أنها قالت: رأيت في النوم قبل ورود عسكر المسلمين كأن محمدا صلى الله عليه واله  دخل دارنا وقعد مع الحسين عليه السلام  وخطبني له وزوجني منه، فلما أصبحت كان ذلك يؤثر في قلبي، وما كان لي خاطر غير هذا، فلما كان في الليلة الثانية رأيت فاطمة الزهراء بنت محمد صلى الله عليه وآله قد أتتني وعرضت عليّ الإسلام. فأسلمت.

ثم قالت: إن الغلبة تكون للمسلمين وإنك تصلين عن قريب إلى ابني الحسين سالمة لا يصيبك بسوء أحد.

قالت: وكان من الحال أني خرجت إلى المدينة ما مس يدي إنسان(1).

وذكر بعض المؤرخين أقوالاً فيما يتعلق بنسب السيدة (شاه زنان) وهي: إنها من بلاد السند(2). وأنها من سبي كابل(3). وهذان القولان قد خالفا ما أجمع عليه الرواة والمؤرخون من أنها ابنة يزدجر ملك الفرس، وقد شاع ذلك حتى في عصر الإمام، وعرفه الناس جميعاً، وفي ذلك يقول أبو الأسود الدؤلي المعاصر للإمام:

 

وأن وليداً بين كسرى وهاشم

لأكرم من نيطت عليه التمائم

هو النور نور الله موضع سره 

  ومنبع ينبوع الإمامة عالم(4)

 

وقد أكد الإمام زين العابدين عليه السلام ذلك بقوله: (أنا ابن الخيرتين) وقد أشار عليه السلام بذلك إلى الحديث النبوي المستفيض: (لله تعالى من عباده خيرتان: فخيرته من العرب قريش، ومن العجم فارس...)(5).

وقال بعض المؤرخين: أن علي بن الحسين جمع بين النبوة والملك من ناحية أجداده.

وأوصى الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ولده الإمام الحسين بالبر بها والإحسان إليها قائلاً: وأحسن إلى شهربانويه، فإنها مرضية، ستلد لك خير أهل الأرض بعدك، وهي أم الأوصياء، الذرية الطاهرة(6).

وكانت شاه زنان من خيرة النساء(7) ذات فضل كثير(8) قال الكنجي: لقد جعل الله تبارك وتعالى الأئمة المهديين من نسل الحسين من بنت كسرى دون سائر زوجاته(9).

 

 

الهوامش:

1- بحار الأنوار، ج42، ص 145.

2- مرآة الجنان، ج 1، ص 190. النجوم الزاهرة، ج 1، ص 229. المنمق في أخبار قريش، ص 437.

3- تأريخ اليعقوبي، ج 3، ص 46.

4- بحار الأنوار، ج 46، ص 166.

5- وفيات الأعيان، ج 2، ص 429. الأئمة الاثنا عشر لابن طولون، ص 75.

6- بصائر الدرجات، ص 96. إثبات الهداة، ج 5، ص 214. ناسخ التواريخ، ج 1، ص 13.

7- الكامل، ج 2، ص 462.

8- زهرة المقول، ص 16. كفاية الطالب، ص 454. زهرة المقول، ص 16. كفاية الطالب، ص 454.

9- إثبات الوصية، ص 143، الإمام زين العابدين، ص 18.

 

 

المصدر: من كتاب أصحاب الإمام السجاد(ع)، ج12.

 

التعليقات (0)

اترك تعليق