مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الأطفال الذين يقولون دائماً

الأطفال الذين يقولون دائماً "لا"

"لا" هي بلا شك الكلمة الأكثر شعبية عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام واحد وثلاثة أعوام، وذلك لأنّها أيضاً الأكثر شعبية عند أهلهم. ويشتهر الأطفال بأنّهم يلمسون كل شيء ويحشرون أنوفهم في كل مكان إلى درجة لا يكف فيها الأهل عن ترداد القول "لا تلمس هذا!" و"لا تفعل هذا!". ولما كان الأطفال الصغار من عمر سنتين أو ثلاث يشعرون بالفضول لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم أن يسيطروا على الأحداث والأشخاص، فإنّهم يطلقون "لا" مدوية بمجرد أن يطرح عليهم سؤال يتطلب إجابة من نوع "نعم" أو "لا". لذا عليكم أن تتجنبوا هذا النوع من الأسئلة، وذلك للحد من الفرص التي تسمح لطفلكم بأن يقول "لا"، ولا تصدقوه إذا رد بالرفض على جميع طلباتكم.
                        
الإجراءات الوقائية:
1- تعلموا التعرف على شخصية طفلكم:
إذا كنتم تعرفون جيداً حاجات طفلكم ورغباته، فإنّكم ستعرفون متى يقول "لا" ويعني "نعم" ومتى يعني فعلاً "لا".
2- فكروا قبل أن تقولوا "لا":
تجنبوا قول "لا" لطفلكم، إذا كان لا يهمكم كثيراً أن يقوم أو ألّا يقوم بعمل ما.
3- لا تكثروا من الأسئلة التي تتطلب جواباً بـ"نعم" أو "لا":
لا تطرحوا أسئلة من شأنها أن تقود إلى إجابة بـ"لا". اسألوا مثلاً طفلكم: "ماهي كمية العصير التي تريدها؟"، وليس: "هل تريد شرب العصير؟". وإذا أردتم أن يصعد إلى السيارة، لا تقولوا له: "ألا تريد الصعود إلى السيارة؟"، بل قولوا له: "هيا سنصعد الآن إلى السيارة"، ثم اصعدوا فعلاً.
4- قوموا بصياغة إجاباتكم السلبية بطريقة مختلفة:
على سبيل المثال، قولوا "توقف" بدلاً من "لا"، عندما يرتكب طفلكم هفوة، كأن يلمس النباتات مثلاً.
5- اجعلوا طفلكم يتوقف عن تصرّف معين بأن تستبدلوه بتصرّف آخر:
بما أنّ الـ"لا" التي تقولونها تهدف عادة إلى وقف تصرف معين، يمكنكم بدلاً منها، أن تقترحوا تصرّفاً بديلاً على طفلكم. استغلوا وقت الهدوء، لتمسكوا بيد طفلكم ولتقولوا له: "تعالى إلى هنا، من فضلك"، ثم اجذبوه نحوكم واحضنوه وقولوا له: "شكراً، لأنك أتيت". كرروا هذا التمرين خمس مرات يومياً، مع زيادة المسافة شيئاً فشيئاً بينكم وبين طفلكم، وذلك حتى يبدأ بالمجيء وحده إليكم من الطرف الآخر للغرفة عندما تطلبون إليه ذلك.
الحلول:
أولاً: ما ينبغي عمله:
1- تغاضوا عن كلمة "لا":
خذوا الجانب الحسن من الأمور وافترضوا أنه، في الحقيقة، يريد أن يقول "نعم". فإذا كان على سبيل المثال لا يريد فعلاً العصير الذي رفضه، فإنّه لن يشربه. وهكذا ستعلمون سريعاً ما إذا كان جديّاً عندما يقول "لا".
2- أظهروا اهتمامكم بـ"نعم" أكثر من "لا":
يمكن لطفلكم أن يتعلم سريعاً قول "نعم"، إذا كان تعبيره عن القبول بقول "نعم" أو بانحناءة من الرأس يقابل من طرفكم بابتسامة ويجعلكم تغدقون عليه الإطراء. لذا، ردوا على ذلك بطريقة إيجابية وقولوا كلاماً كهذا: "كم أنت لطيف لأنّك قلت "نعم"، أو هكذا: "أنا مسرور فعلاً لأنك قلت "نعم" لعمتك".
3- علموه أن يقول "نعم":
يمكن للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن ثلاث سنوات أن يتعلموا قول "نعم" إذا علمناهم ذلك بطريقة منهجية. جربوا ما يلي: قولوا لطفلكم إنكم تريدون أن تسمعوه يقول "نعم"، ثم أطروا عليه بعبارات كهذه: "إنه لشيء ممتع أن أسمعك تقول "نعم" أو "إنني أقدّر موافقتك". ثم قولوا بعد ذلك: "أريد أن أطلب منك خدمة، وأريد منك أن تجيب بـ"نعم" قبل أن أعد إلى خمسة". فإذا أطاع هنئوه على تلك ألـ"نعم" الرائعة. كرروا هذا التمرين خمس مرات يومياً مدة خمسة أيام، وستلاحظون أن طفلكم قد أصبح أكثر إيجابية.
4- دعوا طفلكم يقول "لا":
حتى لو كان على طفلكم أن ينفّذ ما تريدونه منه أو ما ينبغي عليه فعله، فإنّ له الحق أيضاً في أن يقول "لا". فعندما تريدون منه أن يفعل شيئاً لكنه يمتنع عن ذلك، عليكم أن تشرحوا له الوضع بالطريقة التالية: "أعرف أنك لا تريد تجميع أقلام التلوين الخاصة بك، لكن يمنك أن تفعل ما تريد عندما تنفذ ما أطلبه منك". بهذه الطريقة، سيعلم طفلكم أنكم سمعتموه وهو يعبر عن مشاعره وأنكم تأخذون رأيه بعين الاعتبار دون أن يعني ذلك أنكم لم تعودوا أصحاب القرار النهائي.
ثانياً: ماينبغي تجنبه:
1- تجنبوا تشجيع طفلكم على قول "لا":
إذا ضحكتم أو إذا لفتم نظر الآخرين إلى أنّ طفلكم يقول غالباً "لا" فإنكم ستشجعونه على الاستمرار في هذا عادة، لأنّه سيأمل في أن يثير عندكم رد الفعل ذاك.
2- لا تغضبوا:
تذكروا بأن مرحلة ألـ"لا" طبيعية بالنسبة للطفل وبأنها لن تلبث أن تزول. أما إذا غضبتم، فستظهرون أنكم تهتمون بطفلكم عندما يقول "لا"، وهو لا يبحث في الحقيقة إلا عن القدرة على التأثير وجذب الاهتمام.

المصدر: د.جيري وايكف وباربرا يونيل: التربية الذكية، ترجمة د. عقيل الشيخ حسين، دار الفراشة، بيروت، لبنان.

الآراء الواردة في هذا المقال لا تُعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع.

التعليقات (0)

اترك تعليق