مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

من الأفضل حالاً... ربّة البيت أم المرأة العاملة؟

من الأفضل حالاً... ربّة البيت أم المرأة العاملة؟

منذ خروج المرأة إلى ميدان العمل والتساؤل الذي سيظل مطروحاً هم: من الأفضل حالاً... ربّة البيت أم المرأة العاملة؟
 د. عليا إبراهيم، الاستشارية الأسرية وخبيرة التنمية البشرية، تقول: أن
الإجابة عن هذا التساؤل الاستشارات الشخصية يتعلق بمدى رضا كل طرف عن قرار الخروج إلى العمل أو التفرغ التام للأسرة، بمعنى أنه إذا كانت ربّة البيت اتخذت فرار البقاء في المنزل بنفسها من دون ضغوط. فهذا يساعد على تولد حالة من الرضا بوضعها ولن تعيش ضحية التفكير في إنها إذا كانت عاملة لكانت أفضل. وكذلك الوضع بالنسبة للمرأة العاملة فالأمر دائماً تحكمه حرية اتخاذ القرار. وتضيف: من جهة أخرى فإن إدراك المرأة لكيفية إدارة شؤون حياتها، يجعل حالة الرضا هذه تزيد أو تنقص. فالمرأة العاملة التي تدرك آليات إدارة وقتها وتحديد أولوياتها من أجل تحقيق معادلة التوازن بين عملها وحياتها الأسرية، تتولد لديها حالة من السكون النفسي والقناعة بأهمية الدور الذي تقوم به من دون الانشغال بحال غيرها، وكذلك الوضع بالنسبة لربّة المنزل التي لم تتقوقع داخل شؤون بيتها ولم تنعزل عن الحياة.، وما يدور فيها من مستجدات إضافة إلى وجود زوج يفخر بدورها كزوجة وأم. ويدعم تفرغها لشؤون أسرتها وبيتها. كل ذلك يسهم في إعلاء من حال الرضا عن حملها لقب ربّة بيت. في حين أنها قد تشعر بالدونية وانعدام الثقة في النفس عندما تتعرض لنوع من المعايرة من قبل الزوج أو أهله، كونها لا تعمل وقد لا تشاركه تكاليف الحياة مثلاً، مستعينين بنموذج آخر امرأة عاملة داخل العائلة تقوم بهذا الدور.
وتكمل: هناك أنواع أخرى من الضغوطات تتعرض لها كل من المرأة العاملة وربّة البيت، مثل وجود الأب الحاضر الغائب الذي ترك كل المسؤوليات على كاهل الأم سواء كانت عاملة أو متفرغة والكفيلة بتولد العديد من الضغوط النفسية التي قد تنتج عنها أمراض جسدية. وفي الوقت نفسه قد تتعرض ربّة البيت إلى ضغوط أخرى مثل انبهار بعض أبنائها بوالدة أصدقائهم العاملة التي أتاحت بيئة العمل نضج شخصيتها ورجاحة تفكيرها، على الصعيد الآخر تواجه الأم العاملة أيضاً رغبة أبنائها في التفرغ لهم وترك العمل، ولا ننسى أيضاً أن لدينا ثقافة إعلامية أظهرت ربّة البيت في الدراما بصورة أدنى من المرأة العاملة، ودائماً ما نجد أن نجوم البرامج الحوارية من النساء العاملات فقط، مما شكل لدينا معتقداً بجاذبية صورة المرأة العاملة وتدني صورة ربّة البيت، التي قد تكون نالت أعلى الشهادات محبّذة البقاء في المنزل من أجل هدف سامٍ، مفضلة التواصل مع المجتمع من خلال العمل التطوعي مثلاً أو إدارة مشروع من المنزل.
من تشكو الفراغ عليها بمؤسسات النفع العام:
الدكتورة فاطمة الصايغ، أستاذة في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات، تقول: لا يقل دور ربّة البيت عما تقوم به المرأة العاملة، فالاعتناء بالأبناء والتفرغ لهم ومراعاة احتياجات الزوج، رسالة سامية خص الله تعالى بها المرأة دون الرجل لقدرتها على التفاني والعطاء من دون حساب، ومن تشتكي الملل والفراغ والوحدة فلا تلوم إلا نفسها، فمثل هؤلاء النساء يكون لديهن طاقة في حاجة إلى استغلال ولا يشبعهن ما يقمن به من مهام، وهنا يعاب على ربّة البيت اختفاء دورها في خدمة المجتمع الذي تعيش فيه، وهو ما نلاحظه من غياب واضح لعدم وجودها في مؤسسات المجتمع المدني وجمعيات النفع العام، التي تخلو مقاعدها من ربّات البيوت اللاتي لو خصصن ساعة أو ساعتين في اليوم لتلك الأعمال التطوعية ما عانين أبداً الفراغ والملل بل يستطعن تحقيق سعادة وهدوء نفسي كبيرين.
وتتابع: أما من تشكو من ضيق وقتها وكثرة مهامها نتيجة العمل فعليها تذكر الإيجابيات التي تحسدها عليها من ليست في وضعها، مثل الاستقلال المادي الذي تشعر معه بالحرية الإقتصادية بجانب ما يضيفه التعامل مع الآخرين وما ينتج عنه من تبادل للخبرات وقدرة على حل المشكلات وتحمل الصدمات وغيرها من السلبيات التي تعالجها بيئة العمل، أما ما يخص الأبناء والأزواج فالأمر في حاجة لإستغلال الوقت والفرص بطريقة مثالية.

المصدر: مجلة كل الأسرة، العدد:944    

التعليقات (0)

اترك تعليق