قلة الإنجاب.. ثقافة دخيلة تتعارض مع القرآن والسنة
قلة الإنجاب.. ثقافة دخيلة تتعارض مع القرآن والسنة
تحت ذريعة أن تربية الأبناء صعبة، وتوفير الرعاية أمر ليس بالهيّن، وخلق مستوى معيشة ممتاز أمر مطلوب، تلجأ الأسر العراقية إلى ما يُسمى بتنظيم النسل بل وتجاوزوه إلى منع الحمل الدائم وما أكثر الوسائل لذلك، مكتفين بولد أو اثنين بينما كانت العوائل العراقية والعربية بشكل عام سابقا ينجبون أكثر من عشرة أبناء في الحالات الطبيعية، لذا كانت العوائل كبيرة مقارنة بالوقت الحاضر، رغم صعوبة الحياة وعدم توفر وسائل الراحة كما هي الآن والتي في متناول الكثير، والمرأة مستمرة بإنجاب الأطفال وإرضاعهم رضاعة طبيعية حتى تصل إلى سن لا تستطيع الحمل معه، رغم أن الكثير من الأطفال يموتون في وقتهم نتيجة الأمراض وقسوة الحياة...
أما في وقتنا الحالي شاعت ثقافة قلة إنجاب الأطفال بشكل عجيب بحيث أن المرأة التي تنجب ستة أولاد أو أكثر تكون عرضة لشفقة البعض وسخرية الآخرين، بينما يقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم (تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة).
تقليل أعداد إنجاب الأطفال إنما هي ثقافة دخيلة بثها فينا أعدائنا لتقليل أعداد المسلمين بشكل عام والشيعة بشكل خاص من خلال قتل نسلنا بأيدينا، فعملوا على تصدير معتقدات خاطئة لا حقيقة لها، من خلال مسلسلات تلفزيونية بقصص محبكة تنقل صور سلبية عن العوائل الكبيرة كيف أنهم يعيشون في حالة من الفقر المدقع، وعملوا على زرع مفاهيم خاطئة عند النساء وإقناعهن بأن المرأة مع كثرة الحمل والولادة والإرضاع تفقد جمالها وأنوثتها وسرعان ما تخسر زوجها لأن الأطفال يقتلون الحب والاهتمام بين الزوجين، وأن التي تنجب أبناء أكثر تعيش في شقاء دائم، وتكن أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية من غيرها من النساء اللاتي ينجبن اقل.
والكثير الكثير من الحيل التي كانت من شأنها تغيير قناعات المسلمين في ترك كلام الله وقوله في القرآن الكريم (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ)، ويروى عن الشيخ جعفر كاشف الغطاء أحد أعلام الأمة ومن كبار مراجع الشيعة انه حضر الدرس ذات مرة وهو يحمل مولودا صغيرا تحت عباءته وقال مخاطبا تلاميذه أن اليوم درسنا عملي تطبيقي وفق أحكام الذباحة فمن منكم يقوم ويتقدم بذبحه وأشار إلى الصغير!.
استغرب تلاميذه واعترضوا على طلبه قائلين: كيف تطلب منا أن نقتل طفلا صغيرا، أجابهم: وكيف تريدون مني قتله، لو لم يتزوجا والداه قبل عام من الآن لقتل هذا الصغير بطريقة أخرى،
يقال أنهم أعابوا عليه تزويج ابنته من أحد تلاميذه وغلطوه في طريقة تزويجه لها في القصة المعروفة وهي بعد أن أنهى الشيخ إحدى حلقات تدريسه خاطب تلاميذه قائلا: لي ابنة بلغت سن الرشد، وأروم تزويجها من رجل متدين خلوق، فإذا ما تقدم لها هكذا شخص زوّجته إياها، فقام أحد الفضلاء من مكانه ليجلس مرّة أخرى عانياً بذلك أنه يتقدم لخطبتها، عندها قال له المرحوم الشيخ كاشف الغطاء تفضل بزيارتنا اليوم، وبعد أن ذهب المرحوم الشيخ كاشف الغطاء إلى منزله تبعه ذلك الفاضل المتدين، وهو معروفٌ لدى المرحوم بشكل كامل، إذ كان يتمتع بأخلاق فاضلة، لكنه لا يمتلك من حطام الدنيا شيء.
وفي حضوره قام منادياً ابنته فقال؛ وجدتُ لك زوجاً لا يملك من حطام الدنيا شيئاً، ولكنه عالم متدين، وفاضل خلوق، فهل ترضين به زوجاً لك، فأجابت: الأمر أمرك يا أبه.
عندها عقد الشيخ لابنته على ذلك الشاب الفاضل ليدخلا إحدى غرف منزله بعد أن تهيأت البنت لتلك الليلة، وقبل أذان الفجر قام المرحوم الشيخ كاشف الغطاء لتأدية صلاة الليل، وقبل أن يشرع بصلاته طرق باب العروسين ليقول لهما: سخنت لكما الماء لتغتسلا من أجل إقامة صلاة الليل.
للأسف تركنا كلام الله ورسوله وعلمائنا وسعينا وراء ثقافة غربية لا تمت للصواب بصلة ألا وهي موانع الحمل الدائمة في قتل النسل وإن لم يولدوا بعد إنما هي طريقة حديثة شرعناها في القتل،
في وقت نحن بأمس الحاجة فيه لكثرة العدد ونحن نعيش الحروب والقتل ويتربص بنا الأعداء من كل صوب وجهة، يقتلونا بشتى الأسلحة وبكل الطرق الحديثة منها والقديمة، هدفهم القضاء على الشيعة وتقليل أعداد المسلمين للتمكن منهم...
ما نأمله من الأسر العراقية تنظيم حياتهم بما فيه الخير والمصلحة لهم وللمجتمع ونطالب الأمهات العراقيات الأصيلات بإنجاب عدد من الأولاد بما يتناسب مع ظروفهم وان يضعن نصب أعينهن رعاية أطفالهن وتربيتهم بالطرق السلمية وفق التربية الإسلامية الصحيحة وأن لا يسعين وراء ثقافات دخيلة التي ورائها مصالح خارجية.
مروة خالد
اترك تعليق