مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

كيف تعززين أواصر العلاقة بينك وبين صغيرك؟

كيف تعززين أواصر العلاقة بينك وبين صغيرك؟

من الاحتكاك البصري بينك وبين صغيرك إلى الابتسامات الجميلة المتبادلة بينكما، كلها في الحقيقة لحظات رائعة تقوي علاقتكما معاً لتتطور وتكبر مع مراحل نمو طفلك المختلفة. هل تعلمين أنه في كل مرة يتفاعل فيها طفلك معك، أو مع أي شيء آخر في العالم المحيط به فإنه لا يستمتع وحسب. بل يتعلم وينمو يوماً بعد يوم، كما يقول الخبراء المتخصصون في النواحي النفسية للأفراد، فالأطفال بحسب هؤلاء يتفاعلون بصورة صحيحة مع محيطهم منذ ولادتهم.
إن مقدرة طفلك على استيعاب ما تفعلينه أمامه تتطور بشكل سريع، ويزداد هذا الأمر قوة كلما تعرف عليك أكثر. والحقيقة أن تكرار أمر ما يؤدي إلى ترسيخه وتعزيزه لدى صغيرك، ولهذا احرصي على توفير تواصل مريح وجيد بينك وبينه، أي اضحكا والعبا معاً قدر المستطاع. ولكن عليك ألا تستعجلي الأمور، فالمهارات وتطورها تختلف من طفل إلى آخر، والمهم هو أن تستمتعا وتلعبا معاً لأن ذلك يسهم في تقوية ودعم النمو لدى طفلك من الناحيتين النفسية والجسدية.
                      
المقلدون الصغار:
إن الشيء الذي يجب تذكره دائماً هو وجود اختلاف بين طفل وآخر، ومن هنا عليك ألا تجبري صغيرك على أي شيء لا يبدو أنه مستعد بعد له، لكن الأمر الجيد الذي يمكنك القيام به هو تكرار تصرف ما. كأن تبتسمي مثلاً إذا ما ابتسم طفلك لك.
في الواقع، يتعلم الأطفال كثيراً من خلال تقليد الآخرين، وهكذا نجدهم يقلدون إخوتهم مثلاً عندما يكبرون قليلاً، لكن أكثر ما يحبه هؤلاء عموماً هو وجوه وأصوات الأفراد، وهو ما أثبتته عدة دراسات شملت الكثير من الأمهات اللاتي أكدن أن أطفالهن تعرفوا إلى وجوههن قبل أن يكملوا الأسبوع الثاني من أعمارهم. إذاً، ومما لا شك فيه، أن طفلك كلما اعتاد أكثر على محيطه اكتسب المزيد من المعرفة، وهو ما سيجعله قادراً فيما بعد على تكوين تصرفات خاصة به.
بالتأكيد، وكما ذكر سابقاً، كلما كانت علاقتك بطفلك قوية زادت التأثيرات الإيجابية كثيراً على نموه وصحته العامة.
                      
ومن أجل تحقيق ذلك لملاكك الصغير، يمكنك القيام بالخطوات البسيطة التالية:
1-
احرصي على مسألة مهمة جداً، وهي الرضاعة الطبيعية لأنها من أهم الوسائل التي لا توفر العناصر الغذائية الضرورية لصحته وحسب، وإنما تمنحه أيضاً الحنان المهم لنموه العاطفي.
2- تحدثي دائماً مع صغيرك، غني له، العبي معه، واقرئي القصص الجميلة إيجابية المضمون له منذ مرحلة مبكرة من عمره، واختاري لذلك الأوقات المناسبة، وخاصة وقت النوم.
3- حددي وقتاً تمضينه بصحبة صغيرك، حتى لو اقتصر ذلك على تحميمه أو إطعامه لأن هذا أيضاً يعزز التقارب العاطفي بينكما.
4- اللمس وسيلة من الوسائل المؤثرة كثيراً حيث تعتبر اللغة الأولى التي يفهمها الطفل، لذلك فإن الحضن والمداعبة والدغدغة والتدليك، كلها أساليب مهمة للتواصل العاطفي بينك وبين صغيرك.
5- إن كان طفلك بدأ في تعلم ولفظ بعض الكلمات، استخدمي الكلمات التي يستطيع أن يفهمها لأن ذلك يجعل التواصل أسهل بالنسبة له.
6- اسمحي لطفلك بالمشاركة، فالأطفال يشعرون بالفخر والثقة في النفس عندما توكل إليهم بعض المهام حتى لو كانت بسيطة جداً كتجميع الألعاب مثلاً.
7- امنحي صغيرك فرصة التعلم والاعتماد على النفس، وهنا يمكنك مثلاً أن تأخذيه معك إلى السوق حيث يمكن أن يتعلم تدريجياً كيف ينتقي بنفسه بعض الأغراض اللازمة للبيت.
8- شجعي طفلك على التواصل مع الآخرين، أي ساعديه ليعتاد على وجود آخرين في حياته غير أفراد أسرته لأن ذلك ينمي المهارات الاجتماعية كثيراً لديه، ويقوي شخصيته بشكل عام.
9- اتركي الفرصة ليكون لطفلك شخصيته الخاصة، ويستطيع أن يتخذ بعض القرارات البسيطة كحرية اختيار ملابسه مثلاً، لأن هذا سيساعده في المستقبل على اتخاذ القرارات بما فيها تلك المرتبطة بعلاقاته مع الآخرين.
أخيراً، وليس آخراً تذكري دائماً أن الاكتفاء العاطفي لدى صغيرك، وإحساسه بالأمان والاستقرار والهدوء في منزله يساعد كثيراً على تكوين شخصية متوازنة وقوية لديه.

المصدر: مجلة كل الأسرة، العدد 947.

التعليقات (0)

اترك تعليق