مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الحجاب حصن وعفاف

الحجاب حصن وعفاف

الحجاب حصن وعفاف

خرجت كوثر ذات الحادية عشر ربيعًا من مدرستها ظهرًا حزينة وقد بدا حجابها منسدلاً على كتفها، وركبت سيّارة أبيها وهي على تلك الحالة، فسألها والدها وهما في طريقهما إلى المنزل: ماذا بكِ يا ابنتي؟ 
فأجابت: لن أرتدي الحجاب منذ غدٍ عندما أذهب إلى المدرسة. 
فسألها أبوها متعجِّبًا: ولماذا؟! 
فقالت كوثر: إنّ بعض زميلاتي في الفصل يسخرنَ من ارتدائي للحجاب، ولبسي للعباءة، حتّى أنّني عندما خرجت من المدرسة؛ لأتوجّه إليك وإذا بإحداهنّ قد سحبت حجابي مَن على رأسي؛ فضحكت الأخريات معها عليّ. 
ففهم والد كوثر ما تعانيه ابنته ممّا تبديه بعض زميلاتها اللائي لا يرتدين الحجاب، وكيف أثّرت مثل تلك السخرية على قلب ابنته حتى جعلها تقرّر عدم لبس الحجاب. 
فابتسم في وجهها، فاستعادت شيئًا من هدوئها حتى وصلا المنزل. 
وفي الليل، وعندما طلبت كوثر من أبيها أنْ يذهب معها لشراء بعض مستلزمات المدرسة من المكتبة وجد الأب الفرصة مناسبة، كي يعلّم ابنته طريقة للمحافظة على حجابها. 
اشتريا ما تحتاجه كوثر، وكانت تلك الليلة بازغة القمر، فنظر الأب إلى السماء، وقال: ما أروع هذا القمر! 
فقالت كوثر: حقًّا إنّه جميل! 
فقال الأب: ولكن أين النجوم؟ 
كوثر: إنّ القمر إذا طلع بجماله غابت النجوم. 
الأب: لماذا؟ 
كوثر: لأنّ القمر أكثر إضاءة. 
الأب: وكذلك الفتاة التي ترتدي حجابها هي كالقمر في جمالها وضيائها. 
كوثر: كيف؟ 
الأب: إنّ الليل كالحجاب، فالليل يميِّز القمر بين أقرانه من الكواكب عندما يحيط بها ويظهر جماله الخلّاق، مثل الحجاب الذي يضفي جمالاً على الفتاة المسلمة، ويميِّزها بين أقرانها عندما ترتديه، أليس كذلك؟ 
فابتسمت كوثر..، وقالت: حقًّا ما تقوله يا أبي، فلن أتخلّى عن حجابي، بل سأتمسك به، لأبدو قمرًا منيرًا بطاعة الله  
الأب: بارك الله فيكِ يا ابنتي.

بقلم: الشيخ حسين الطويل 


التعليقات (0)

اترك تعليق