فاطمة بنت الشهيد الأول: فقيهة عالمة، معروفة بـ"ست المشايخ"، مكنّاة بـ"أم حسن"، شيعها سبعون عالماً
هي الفقيهة الفاضلة فاطمة بنت الشهيد الأول الفقيه المجاهد الشيخ محمد بن جمال الدين المكي العاملي رحمة الله عليه كانت هذه العالمة المعروفة بـ"ست المشايخ" المكنّاة بـ"أم حسن" تروي عن أبيها، وكانت أمها المكنّاة بـ"أم علي" أيضاً عالمة فقيهة تقية، فكان الشهيد الأول يثني عليهما، ويأمر النساء بالإقتداء بهما، والرجوع إليهما في معرفة الأحكام الفقهية والثقافة الإسلامية.
وقد اهتم الشهيد الأول وزوجته "أم علي" بتربية ابنتهما فاطمة وتعليمها وتثقيفها، فكانت مثال المرأة المؤمنة المثقفة، حتى صارت موضع احترام وعناية الفقهاء والناس عامة.
ومن قصصها الدالّة على سمو أخلاقها وعنايتها الكبيرة بالعلم والعلماء، أنها وهبت لأخويْها "محمد أبي طالب" و "علي أبي القاسم" ما يخصها من تركة أبيها في قرية "جزين" وغيرها، هبةً شرعيةً، ابتغاءً لوجه الله تعالى، ورجاءاً لثوابه الجزيل.
وقد عوّضا عليها أخواها نسخة من القرآن الكريم، وكتابيْ "التهذيب" وكتاب "المصباح" للشيخ الطوسي رحمة الله عليه، وأيضاً كتاب "الذكرى" لأبيها الشهيد "أعلى الله مقامه".
ومثل هذه العالمة الكريمة والمؤمنة الجليلة لما توفيت شيّعتها الجموع الغفيرة لتحمل جنازتها، ويحضر في تشييعها إلى قرية "جزّين" سبعون عالماً ومجتهداً من "جبل عامل".
والحق أنهم لم يشيعوا مجتهدة كريمة ابنة مجتهد شهيد فحسب، بل شيّعوا شهادة حيّة على أنها خريّجة أبيها... مدرسة أهل البيت(ع) الرسالية.
المصدر: المهتدي البحراني، عبد العظيم: قصص وخواطر من أخلاقيات علماء الدين. ط1، مؤسسة البلاغ، لبنان، بيروت، 2003م.
اترك تعليق