مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

أهمیة القدوة في تربیة الأبناء

أهمیة القدوة في تربیة الأبناء: المسلم راع في أسرته وأهل بیته، فعلیه تثقیفهم وتربیتهم...

الرعایة تستوجب الأمانة والاجتهاد في حفظ الرعیة وإصلاحهم، والنظر في مصالحهم، وإبعاد أسباب الضرر والهلاك عنهم، فالمسلم راع في أسرته وأهل بیته، ومؤتمن على ما تحت ولایته، فعلیه تعلیمهم وتثقیفهم وتربیتهم وتهذیبهم، والتأدیب والتهذیب إنما یکون بتعلیمهم فرائض الدین وآدابه، وتشنئتهم على الفضیلة وتقویم سلوکهم وتمکین أصول الدین من أنفسهم، وترغیبهم في الخیر حتى تکتمل أخلاقهم ویتم أدبهم، وفي هذا استقرار لحیاته وحیاتهم، وجلب السعادة له ولهم وقرة العین له عندما یرى ثمرة عنایته ورعایته قد أینعت وأسفرت عن ذریة صالحة، تبرّ بالوالدین وتحنو علیهم، وتراقب الله في کل أعمالهم وسلوکهم.
والمسلم العاقل یعلم أن المصلحة والخیر کله في حمایة من یرعاهم واجتهاده في استقامتهم، کما یعلم أن تفریطه في الأمانة وإهماله شؤون رعیته وأهل بیته سوف یحاسب علیه ویسأل عنه، فیجتهد ویجد في العنایة والرعایة حتى لا یأتي علیه یوم لا ینفع فیه ندم على إهمال أو تقصیر.
- ومن أصول الرعایة والتربیة والتهذیب، أن یکون قدوة صالحة وأسوة طیبة في کل ما یأمر به من تطبیق لشرائع الله، فیأمرهم مثلاً بالصلاة إذا دخل وقتها ویکون أسرعهم إلى إقامتها، کما قال تعالى: «وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَوةِ وَاصْطَبِرْ عَلَیْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى» (طه: 132).
- فالأبناء والذریة یقتدون بآبائهم ومربیهم ومعلمیهم، ویحسنون الظن بهم، ویتمسکون بما هم علیه، ویعتقدونه سفینة النجاة لهم، فیتبعونهم فی أقوالهم وأفعالهم، ربما دون تفکیر فی الحسن والقبیح والضار والنافع، ولهذا فعلى المسلم أن یراعي الحکمة في تربیة أهله وأولاده، ومن أعظم ضروب الحکمة أن یکون مثلاً أعلى لهم وقدوة صالحة، فلیحذر من أن یلحظوا علیه اعوجاجاً في عمل، أو کذباً في قول، أو تراخیاً وإهمالاً في أداء واجب، فإنهم إلى الاقتداء بعمله أسرع منهم إلى الاهتداء بقوله، ولیجعل أنسه وقت فراغه بمحادثتهم وجلب السرور إلى نفوسهم، واضعاً نصب عینیه قوله تعالى: «وَالَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّیَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْیُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِینَ إِمَاماً» (الفرقان: 74).
- ومتى کان الراعی مستقیماً متبعاً للحق، فإن من یرعاهم یقتدون به ویتمسکون بأنوار الحق ویتبعون طریق الهدى، بتأثرهم به وتلقیهم لنصائحه وإرشاداته واطمئنانهم إلى صحة ما یهدیهم إلى فعله وتطبیقهم لکل ما یدعوهم إلیه ویأمرهم به.


المصدر: مجلة الطاهرة: العدد: 214.

التعليقات (0)

اترك تعليق