مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

 أطفالنا والإنترنت: هل تقرأ e-mail طفلك؟

أطفالنا والإنترنت: هل تقرأ e-mail طفلك؟

كثير من الأهالي يشكون عدم فهمهم السبب وراء تعلق أطفالهم الشديد بالكمبيوتر في الآونة الأخيرة، وخصوصاً مع توفر شبكة الإنترنت في البيت. وكثيرون هم الأهالي الذين لا يعرفون فعلياً ما الذي يتصفحه طفلهم على هذه الشبكة المعلوماتية العالمية.
وإن كنتَ من الذين يعرفون التعامل مع الإنترنت، فهل تتابع ما يتصفحه أطفالك المراهقون؟ أم هل تعتبر ذلك تطفلاً منك على حياتهم؟ هل تثق بأن طفلك يستخدم الإنترنت بطرق إيجابية؟ هل تثق بأن الآخرين يتعاملون مع طفلك على الإنترنت بطرق إيجابية؟ هل لذلك خطورة على أطفالك؟ كلُّها أسئلة يجب أن تحاول الإجابة عنها، والتعرُّف على المخاطر الكامنة من سوء استخدام الإنترنت.
              
هناك الكثير من الممارسات التي يجب علينا أن ننتبه لها كأهل. ففيما يتعلق بتصفح الإنترنت، هناك الكثير من المشاكل التي يمكن أن يقع فيها أهل البيت، بسبب قلة الوعي وإهمال تأثير تواجد المراهقين على الشبكة العالمية غير المحددة بقواعد تحميهم وتحمي أسرهم.
1- أنا لا أستطيع العيش بلا إنترنت:
قد يصل التعلق بالإنترنت عند المراهقين حدّ الهوس، وهنا يجب على الأهل التنبه إلى تأثير هذا النوع من النشاط الخامل فكرياً واجتماعياً وعاطفياً على بناء شخصية المراهق. فالمراهق في هذه السن يعمَد إلى الانعزالية ويبتعد عن الاختلاط الاجتماعي، وحتى التواجد بين أفراد أسرته. وهنا يجب على الأهل أن يتنبهوا لهذا السلوك الانعزالي الذي يقلّل من فرص التواصل والتفاهم مع المراهق. يجب أن يعرف المراهق أنه يستطيع العيش بلا إنترنت، فهي وسيلة وليست غاية.
2- كلُّ ممنوع... مرغوب:
يأتي تخوف معظم الأهالي من انفتاح الطفل والمراهق على المواقع الإباحية الإلكترونية في سن لا يؤهله عاطفياً أو فكرياً للتعامل مع ما تقدمه مثل هذه المواقع من معلومات خاطئة وإثارة. وبما أن جو البيت غالباً ما يُهمِّش الحديث في مواضيع الثقافة الجنسية مع الفتاة كما الشاب، يتجه معظم المراهقين إلى البحث عمّا يشفي فضولهم عن طريق الإنترنت، فذلك أسهل وأقل إحراجاً كما إنه يحميهم من الإدانة.
3- الدردشة... علاقات اجتماعية خيالية:
كثيراً ما نسمع عن الشخصيات الوهمية التي يتم تقمّصها في غرف الدردشة على مواقع التواصل الاجتماعي. أن بناء الصداقات الوهمية التي غالباً ما تكون بين شخصيات مزيفة تكذب في مشاعرها وَتُخفي أهم المعلومات عن نفسها حتى جنسها، ما يؤثر على قدرات الطفل الاجتماعية، ويُعرِّضه لمخاطر الإساءة العاطفية. قد يجد الطفل متنفساً يعبّر فيه عن نفسه إن لم يستطع ذلك بحرية في بيئة بيته، ولكن التعبير الحقيقي يجب أن يكون مع أشخاص ثقة، خصوصاً في مجال تقديم النصيحة للطفل حول مشاكله اليومية.
4- علاقات غرامية إلكترونية:
يعاني معظم المراهقين من عدم قدرتهم على تجربة مشاعرهم العاطفية التي تكون متأججة في هذه المرحلة العمرية. فبناء الصداقات بين الجنسين يدين الشاب كما الفتاة في كثير من الأوساط. ومن هنا جاءت الإنترنت لتشبع هذه الحاجة العاطفية الطبيعية. فالساحة الإلكترونية أولاً مليئة بالخيارات، فإن لم تسايرك هذه الفتاة، قد تتفاعل العشرات معك بدلاً منها. وإن لم يبد هذا الشاب إعجابه بكِ فهناك المئات ممن قد يكتبون أبيات شعر لاستمالتك. يجب علينا كأهل أن ننبه أطفالنا إلى خطورة الدخول في علاقات عاطفية مع شخصيات وهمية. فكثير من الرجال والنساء البالغين يستغلون مثل هذه المواقع لتصيّد المراهقات والمراهقين والتلاعب بمشاعرهم.
يجب تنبيه الطفل إلى خطورة موافقته على لقاء أيٍّ كان ممن يتعرفون عليه عبر الإنترنت بشكل شخصي.
5- الاحتيال المبرمج:
كثيرون يستخدمون الإنترنت للنصب والاحتيال على أصحاب الخبرة القليلة. فنجد مواقع متخصصة في التسويق لسلع وهمية، وإقناع المشتري بحاجته بالصوت والصورة لشراء ما يعرضونه. إن السماح للطفل بارتياد المواقع المختلفة وتوفير المال له دون حسيب أو رقيب، يوقعه في شباك النصب والاحتيال.
6- المقامرة وغيرها من العادات السلبية:
هناك خطورة إكساب الطفل عادات سلبية مثل المقامرة والمزايدة أو تبنّي العقلية
الاستهلاكية، فهو المتلقي الأمثل للإعلانات المنتشرة على الصفحات المختلفة والتي ليس له خيار في تصفحها. يجب توعية الطفل، كما يفضل أن يوضع الكمبيوتر في غرفة الجلوس بحيث يستطيع الأهل متابعة نشاطه على الإنترنت، وذلك للتدخل في الوقت المناسب.
7- الإساءة والتهديدات عبر الإنترنت:
تُظهر الإحصائيات العالمية أن الأطفال باتوا يعانون من نوع جديد من الإساءة والتنمّر على الإنترنت. فمعظم الأطفال يفضلون التواجد على الشبكات الاجتماعية المعروفة، وذلك حباً بالظهور، كما أن مثل هذه المواقع تُغذي فضول الأطفال والمراهقين في معرفة ما يدور بين زملائهم ونشاطاتهم المختلفة. ومن هنا صار أصحاب النفوس المريضة يستغلون مثل هذه الشبكات لتوزيع الفضائح.
فيقومون بنشر صور كرتونية للاستهزاء بفلان، أو صور ملفقة لفلان بطريقة تركيب الصور. أو يقومون بإرسال تهديدات علنية فيما بينهم، الأمر الذي وصل حد الجريمة والانتحار في بعض البلدان الغربية.
يجب أن نُعلّم أطفالنا ألا يُقدِّموا معلومات شخصية صحيحة أبداً لأيٍّ كان على المواقع الإلكترونية. فلا يجب أن يُفصحوا عن اسمهم الكامل، ولا عنوانهم ولا رقم هاتف البيت أو المحول أو أسماء إخوتهم أو ذويهم.
8- الخطبة.. عام 2010:
هناك الكثير من المواقع المخصصة للتعارف والبحث عن الأزواج، كما أن هناك مواقع تتيح لك الحصول على معلومات محدثة عن المعارف والأصدقاء وأصدقاء المعارف كذلك. موقع "فيسبوك "مثلاً من المواقع الاجتماعية التي توفر لك معلومات حديثة عن مرتادي صفحتك ومعارفهم، ففلان خطب، وفلانة تزوجت، وصور تَخرُّج فلان وأصحابه معروضة لمن يحب أن يراها من الأصدقاء وغير الأصدقاء. كثيرون اليوم باتوا يعتمدون على مثل هذه المواقع للتعرُّف على الجنس الآخر وحتى اختيار العروس، ويتأثرون بما ينشر من معلومات وصور وعلاقات اجتماعية وإشاعات. انتبه لما قد ينشره طفلك عن نفسه في مثل هذه المواقع.
9- انتهاك الخصوصية:
بالرغم من محاولة العديد من شركات البرمجة عمل أنظمة لحماية الخصوصية بحسب الاتفاقيات العالمية، إلا أن الإنترنت اليوم بات من أكثر الوسائل وأسهلها لجمع المعلومات عن الناس. فانتهاك الخصوصية أمر سهل جداً مع ارتفاع نسبة مرتادي الشبكة العالمية وارتفاع نسبة تفاعلاتهم ومدخلاتهم المتجددة من معلومات شخصية ومهنية واجتماعية. علّم طفلك أن عليه التحفظ في الأمور الخاصة بأسرته وبشخصه، وعدم الانسياق وراء البرامج والمواقع المختلفة


المصدر : الباحثون العدد 58 نيسان 2012
عبد العـزيز الخضراء

التعليقات (0)

اترك تعليق