دعاء الزهراء (ع) في تعقيب صلاة المغرب
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون، والحمد لله الذي لا يحصي نعماءه العادون، والحمد لله الذي لا يؤدي حقه المجتهدون، ولا إله إلا الله الأول والآخر، ولا إله إلا الله الظاهر والباطن، ولا إله إلا الله المحيي والمميت، والله أكبر ذو الطول، والله أكبر ذو البقاء الدائم. والحمد لله الذي لا يدرك العالمون علمه، ولا يستخف الجاهلون حلمه، ولا يبلغ المادحون مدحته، ولا يصف الواصفون صفته، ولا يحسن الخلق نعته. والحمد لله ذي الملك والملكوت، والعظمة والجبروت، والعز والكبرياء، والبهاء والجلال، والمهابة والجمال، والعزة والقدرة، والحول والقوة، والمنة والغلبة، والفضل والطول، والعدل والحق، والخلق والعلاء، والرفعة والمجد، والفضيلة والحكمة، والغناء والسعة، والبسط والقبض، والحلم والعلم، والحجة البالغة، والنعمة السابغة، والثناء الحسن الجميل والآلاء الكريمة، ملك الدنيا والآخرة والجنة والنار، وما فيهن تبارك وتعالى. الحمد لله الذي علم أسرار الغيوب، واطلع على ما تجني القلوب، فليس عنه مذهب ولا مهرب.
الحمد لله المتكبر في سلطانه، العزيز في مكانه، المتجبّر في ملكه، القويّ في بطشه، الرفيع فوق عرشه، المطلع على خلقه، والبالغ لما أراد من علمه.
الحمد لله الذي بكلماته قامت السماوات الشداد، وثبتت الأرضون المهاد، وانتصبت الجبال الرواسي الأوتاد، وجرت الرياح اللواقح، وسار في جو السماء السحاب، ووقفت على حدودها البحار، ووجلت القلوب من مخافته، وانقمعت الأرباب لربوبيته، تباركت يا محصي قطر المطر وورق الشجر، ومحيي أجساد الموتى للحشر. سبحانك يا ذا الجلال والإكرام، ما فعلت بالغريب الفقير إذا أتاك مستجيرا مستغيثا؟ ما فعلت بمن أناخ بفنائك وتعرض لرضاك، وغدا إليك، فجثا بين يديك، يشكو إليك ما لا يخفى عليك؟ فلا يكونن يا رب حظي من دعائي الحرمان، ولا نصيبي مما أرجو منك الخذلان. يا من لم يزل ولا يزال، ولا يزول كما لم يزل، قائما على كل نفس بما كسبت، يا من جعل أيام الدنيا تزول، وشهورها تحول، وسنيها تدور، وأنت الدائم لا تبليك الأزمان، ولا تغيرك الدهور. يا من كل يوم عنده جديد، وكل رزق عنده عتيد، للضعيف والقوي والشديد، قسمت الأرزاق بين الخلائق، فسويت بين الذرة والعصفور. اللهم إذا ضاق المقام بالناس، فنعوذ بك من ضيق المقام، اللهم إذا طال يوم القيامة على المجرمين، فقصّر طول ذلك اليوم علينا كما بين الصلاة إلى الصلاة. اللهم إذا دنت الشمس من الجماجم، فكان بينها وبين الجماجم مقدار سبيل، وزيد في حرها حر عشر سنين، فإنا نسألك أن تظلّنا بالغمام، وتنصب لنا المنابر والكراسي نجلس عليها، والناس ينطلقون في المقام، آمين رب العالمين.
أسألك اللهم بحق هذه المحامد، إلا غفرت لي وتجاوزت عني، وألبستني العافية في بدني، ورزقتني السلامة في ديني، فإني أسألك، وأنا واثق بإجابتك إياي في مسألتي، وأدعوك وأنا عالم باستماعك دعوتي، فاستمع دعائي ولا تقطع رجائي، ولا ترد ثنائي، ولا تخيب دعائي، أنا محتاج إلى رضوانك، وفقير إلى غفرانك، أسألك ولا آيس من رحمتك، وأدعوك وأنا غير محترز من سخطك. رب فاستجب لي وامنن علي بعفوك، توفني مسلما وألحقني بالصالحين، رب لا تمنعني فضلك يا منان، ولا تكلني إلى نفسي مخذولا يا حنان. رب ارحم عند فراق الأحبة صرعتي، وعند سكون القبر وحدتي، وفي مفازة القيامة غربتي، وبين يديك موقوفا للحساب فاقتي.
رب أستجير بك من النار فأجرني، رب أعوذ بك من النار فأعذني، رب أفزع إليك من النار فأبعدني، رب استرحمك مكروبا فارحمني. رب أستغفرك لما جهلت فاغفر لي، قد أبرزني الدعاء للحاجة إليك فلا تؤيسني، يا كريم ذا الآلاء والإحسان والتجاوز.
يا سيدي يا بر يا رحيم، استجب بين المتضرعين إليك دعوتي، وارحم بين المنتحبين بالعويل عبرتي، واجعل في لقائك يوم الخروج من الدنيا راحتي، واستر بين الأموات يا عظيم الرجاء عورتي، واعطف علي عند التحول وحيدا إلى حفرتي، إنك أملي وموضع طلبتي، والعارف بما أريد في توجيه مسألتي. فاقض يا قاضي الحاجات حاجتي، فإليك المشتكى وأنت المستعان والمرتجي، أفر إليك هاربا من الذنوب فاقبلني، والتجئ من عدلك إلى مغفرتك فأدركني، وألتاذ بعفوك من بطشك فامنعني، واستروح رحمتك من عقابك فنجني، وأطلب القربة منك بالإسلام فقربني، ومن الفزع الأكبر فآمنّي، وفي ظل عرشك فظللني، وكفلين من رحمتك فهب لي، ومن الدنيا سالما فنجني، ومن الظلمات إلى النور فأخرجني، ويوم القيامة فبيض وجهي، وحسابا يسيرا فحاسبني، وبسرائري فلا تفضحني، وعلى بلائك فصبرني، وكما صرفت عن يوسف السوء والفحشاء فاصرفه عني، وما لا طاقة لي به فلا تحملني، وإلى دار السلام فاهدني، وبالقرآن فانفعني، وبالقول الثابت فثبتني، ومن الشيطان الرجيم فاحفظني، وبحولك وقوتك وجبروتك فاعصمني، وبحلمك وعلمك وسعة رحمتك من جهنم فنجني، وجنتك الفردوس فأسكني، والنظر إلى وجهك فارزقني، وبنبيك محمد فألحقني، ومن الشياطين وأوليائهم ومن شر كل ذي شر فاكفني.
اللهم وأعدائي ومن كادني إن أتوا برا فجبن شجيعهم، فض جمعهم، كلّل سلاحهم، عرقب دوابّهم، سلّط عليهم العواصف والقواصف أبدا حتى تصليهم النار، أنزلهم من صياصيهم، وأمكنا من نواصيهم، آمين رب العالمين. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، صلاة يشهد الأولون مع الأبرار وسيد المتقين، وخاتم النبيين، وقائد الخير ومفتاح الرحمة.
اللهم رب البيت الحرام والشهر الحرام، ورب المشعر الحرام، ورب الركن والمقام، ورب الحل والإحرام، أبلغ روح محمد منا التحية والسلام، السلام عليك يا رسول الله، سلام عليك يا أمين الله، سلام عليك يا محمد بن عبد الله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فهو كما وصفته بالمؤمنين رؤوف رحيم. اللهم أعطه أفضل ما سألك، وأفضل ما سئلت له، وأفضل ما هو مسؤول له إلى يوم القيامة، آمين يا رب العالمين.
المصدر: صحيفة الزهراء (ع): جمع الشيخ جواد القيومي. ط1، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، 1373 ش.
الحمد لله المتكبر في سلطانه، العزيز في مكانه، المتجبّر في ملكه، القويّ في بطشه، الرفيع فوق عرشه، المطلع على خلقه، والبالغ لما أراد من علمه.
الحمد لله الذي بكلماته قامت السماوات الشداد، وثبتت الأرضون المهاد، وانتصبت الجبال الرواسي الأوتاد، وجرت الرياح اللواقح، وسار في جو السماء السحاب، ووقفت على حدودها البحار، ووجلت القلوب من مخافته، وانقمعت الأرباب لربوبيته، تباركت يا محصي قطر المطر وورق الشجر، ومحيي أجساد الموتى للحشر. سبحانك يا ذا الجلال والإكرام، ما فعلت بالغريب الفقير إذا أتاك مستجيرا مستغيثا؟ ما فعلت بمن أناخ بفنائك وتعرض لرضاك، وغدا إليك، فجثا بين يديك، يشكو إليك ما لا يخفى عليك؟ فلا يكونن يا رب حظي من دعائي الحرمان، ولا نصيبي مما أرجو منك الخذلان. يا من لم يزل ولا يزال، ولا يزول كما لم يزل، قائما على كل نفس بما كسبت، يا من جعل أيام الدنيا تزول، وشهورها تحول، وسنيها تدور، وأنت الدائم لا تبليك الأزمان، ولا تغيرك الدهور. يا من كل يوم عنده جديد، وكل رزق عنده عتيد، للضعيف والقوي والشديد، قسمت الأرزاق بين الخلائق، فسويت بين الذرة والعصفور. اللهم إذا ضاق المقام بالناس، فنعوذ بك من ضيق المقام، اللهم إذا طال يوم القيامة على المجرمين، فقصّر طول ذلك اليوم علينا كما بين الصلاة إلى الصلاة. اللهم إذا دنت الشمس من الجماجم، فكان بينها وبين الجماجم مقدار سبيل، وزيد في حرها حر عشر سنين، فإنا نسألك أن تظلّنا بالغمام، وتنصب لنا المنابر والكراسي نجلس عليها، والناس ينطلقون في المقام، آمين رب العالمين.
أسألك اللهم بحق هذه المحامد، إلا غفرت لي وتجاوزت عني، وألبستني العافية في بدني، ورزقتني السلامة في ديني، فإني أسألك، وأنا واثق بإجابتك إياي في مسألتي، وأدعوك وأنا عالم باستماعك دعوتي، فاستمع دعائي ولا تقطع رجائي، ولا ترد ثنائي، ولا تخيب دعائي، أنا محتاج إلى رضوانك، وفقير إلى غفرانك، أسألك ولا آيس من رحمتك، وأدعوك وأنا غير محترز من سخطك. رب فاستجب لي وامنن علي بعفوك، توفني مسلما وألحقني بالصالحين، رب لا تمنعني فضلك يا منان، ولا تكلني إلى نفسي مخذولا يا حنان. رب ارحم عند فراق الأحبة صرعتي، وعند سكون القبر وحدتي، وفي مفازة القيامة غربتي، وبين يديك موقوفا للحساب فاقتي.
رب أستجير بك من النار فأجرني، رب أعوذ بك من النار فأعذني، رب أفزع إليك من النار فأبعدني، رب استرحمك مكروبا فارحمني. رب أستغفرك لما جهلت فاغفر لي، قد أبرزني الدعاء للحاجة إليك فلا تؤيسني، يا كريم ذا الآلاء والإحسان والتجاوز.
يا سيدي يا بر يا رحيم، استجب بين المتضرعين إليك دعوتي، وارحم بين المنتحبين بالعويل عبرتي، واجعل في لقائك يوم الخروج من الدنيا راحتي، واستر بين الأموات يا عظيم الرجاء عورتي، واعطف علي عند التحول وحيدا إلى حفرتي، إنك أملي وموضع طلبتي، والعارف بما أريد في توجيه مسألتي. فاقض يا قاضي الحاجات حاجتي، فإليك المشتكى وأنت المستعان والمرتجي، أفر إليك هاربا من الذنوب فاقبلني، والتجئ من عدلك إلى مغفرتك فأدركني، وألتاذ بعفوك من بطشك فامنعني، واستروح رحمتك من عقابك فنجني، وأطلب القربة منك بالإسلام فقربني، ومن الفزع الأكبر فآمنّي، وفي ظل عرشك فظللني، وكفلين من رحمتك فهب لي، ومن الدنيا سالما فنجني، ومن الظلمات إلى النور فأخرجني، ويوم القيامة فبيض وجهي، وحسابا يسيرا فحاسبني، وبسرائري فلا تفضحني، وعلى بلائك فصبرني، وكما صرفت عن يوسف السوء والفحشاء فاصرفه عني، وما لا طاقة لي به فلا تحملني، وإلى دار السلام فاهدني، وبالقرآن فانفعني، وبالقول الثابت فثبتني، ومن الشيطان الرجيم فاحفظني، وبحولك وقوتك وجبروتك فاعصمني، وبحلمك وعلمك وسعة رحمتك من جهنم فنجني، وجنتك الفردوس فأسكني، والنظر إلى وجهك فارزقني، وبنبيك محمد فألحقني، ومن الشياطين وأوليائهم ومن شر كل ذي شر فاكفني.
اللهم وأعدائي ومن كادني إن أتوا برا فجبن شجيعهم، فض جمعهم، كلّل سلاحهم، عرقب دوابّهم، سلّط عليهم العواصف والقواصف أبدا حتى تصليهم النار، أنزلهم من صياصيهم، وأمكنا من نواصيهم، آمين رب العالمين. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، صلاة يشهد الأولون مع الأبرار وسيد المتقين، وخاتم النبيين، وقائد الخير ومفتاح الرحمة.
اللهم رب البيت الحرام والشهر الحرام، ورب المشعر الحرام، ورب الركن والمقام، ورب الحل والإحرام، أبلغ روح محمد منا التحية والسلام، السلام عليك يا رسول الله، سلام عليك يا أمين الله، سلام عليك يا محمد بن عبد الله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فهو كما وصفته بالمؤمنين رؤوف رحيم. اللهم أعطه أفضل ما سألك، وأفضل ما سئلت له، وأفضل ما هو مسؤول له إلى يوم القيامة، آمين يا رب العالمين.
المصدر: صحيفة الزهراء (ع): جمع الشيخ جواد القيومي. ط1، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، 1373 ش.
اترك تعليق