السيدة زينب (ع) بطلة كربلاء والشام
لما استُشهد الامام الحسين(ع) ومن حوله من بني هاشم وأصحابه اقتحم السفلة من جند ابن زياد، وما أكثرهم، فسطاط نساء أهل البيت وصاحباتهن, وأعملوا فيه سلباً ونهباً وحرقا، غير مكترثين بحرمة الموت الذي يحيط بالنساء والأطفال من كل جانب، فأظهروا من القسوة والغلظة في معاملتهن ما لم يُعرف من قبل في مثل هذه المواقف المؤلمة.
وبعد أن قضوا إربهم، وأتمّوا سلبهم ونهبهم، وأحرقوا الخيام بما بقي فيه من متاع لم يستطيعوا حمله معهم، ساقوا أسراهم وسباياهم من الأطفال والنساء، وكان فيهم ولدان للإمام الحسن بن علي(ع) استصغر الأعداء شأنهما وسنهما فتركوهما دون أن يقتلوهما، كما كان فيهم كذلك زين العابدين علي بن الحسين(ع) وكان مريضا في حجر عمته العقيلة السيدة زينب(ع)، وقد أراد الأعداء قتله، لولا أن أنقذته عمته بعد أن عرّضت نفسها للقتل دونه.
حُملت السيدة العقيلة زينب ومن معها على أقتاب الجمال بغير غطاء، فمرت على مصارع الشهداء، ووقعت أبصار النساء والأطفال على أبشع منظر، فكان لذلك أثره العميق في النفوس، إذ كانت الأرض مغطاة بجثث الشهداء الأبرار، محزوزة الرؤوس، وقد ارتوت رمال الصحراء من دمائهم، وتسفي عليها الرياح، وتطير في الفضاء القريب منهم الطيور الجارحة كأنها تريد أن تنقّض على لقمة سائغة ووليمة حافلة، فضلاً عن الوحوش الكاسرة التي كانت تنتظر هبوط الليل لتخرج من جحورها لتشترك بنصيب في هذه الوليمة.
كان لهذا كله أثره البالغ على العقيلة السيدة زينب(ع)، [...] فنادت بصوت حزين وقلب يتفتت حسرة وألماً:
"يا محمداه، صلى عليك مليك السماء، هذا حسين بالعراء، مقطع الأعضاء، وبناتك سبايا، إلى الله المشتكى، وإلى محمد المصطفى، وإلى علي المرتضى، وإلى فاطمة الزهراء، وإلى حمزة سيد الشهداء".
"يا محمداه، هذا حسين بالعراء تسفي عليه الصبا، قتيل أولاد البغايا، واحزناه، واكرباه عليك يا أبا عبد الله، اليوم مات جدي رسول الله، يا أصحاب محمداه، هؤلاء ذرية المصطفى يساقون سوق السبايا، وهذا حسين محزوز الرأس من القفا، مسلوب العمامة والردا، بأبي من أضحى معسكره يوم الاثنين نهبا، بأبي من فسطاطه مقطع العرى، بأبي من لا غائب فيرجى، ولا جريح فيداوى، بأبي من نفسي له الفدا، بأبي المهموم حتى قضى، بأبي من جده محمد المصطفى، بأبي خديجة الكبرى، بأبي علي المرتضى، بأبي فاطمة الزهراء،...".
ولقد صورت العقيلة السيدة زينب(ع)، بكلامها الفصيح وبلاغتها الفائقة، الموقف الذي مر عليه الركب، أبلغ تصوير. ولذلك أبكت ألفاظها التي صدرت من قلب جريح كسير، كل عدو وصديق، وكان لكلامها هذا، أعظم الأثر في الإحساس بفداحة ما أقدم عليه القوم من فعلة شنعاء، والشعور بعظم الخسارة التي لا تعوض.
ولما أقبل الركب على الكوفة، تتقدمه السبايا والرؤوس المقطعة، في نحو أربعين جملا، كان زين العابدين علي بن الحسين(ع)على بعير بغير غطاء، وفي حالة يرثي لها من الضعف والمرض، ومن الحزن على ما أصاب أهل البيت النبوي الكريم وعلى رأسهم والده الحبيب.
وعندما أتوا برأس الإمام الحسين(ع)، والرمح تلعب به يميناً ويسارا، التفتت السيدة العقيلة زينب(ع) فرأت رأس أخيها الشهيد، فأنّت له أنّة شديدة موجعة، وأومأت إليه بحرقة، وجعلت تقول:
وبعد أن قضوا إربهم، وأتمّوا سلبهم ونهبهم، وأحرقوا الخيام بما بقي فيه من متاع لم يستطيعوا حمله معهم، ساقوا أسراهم وسباياهم من الأطفال والنساء، وكان فيهم ولدان للإمام الحسن بن علي(ع) استصغر الأعداء شأنهما وسنهما فتركوهما دون أن يقتلوهما، كما كان فيهم كذلك زين العابدين علي بن الحسين(ع) وكان مريضا في حجر عمته العقيلة السيدة زينب(ع)، وقد أراد الأعداء قتله، لولا أن أنقذته عمته بعد أن عرّضت نفسها للقتل دونه.
حُملت السيدة العقيلة زينب ومن معها على أقتاب الجمال بغير غطاء، فمرت على مصارع الشهداء، ووقعت أبصار النساء والأطفال على أبشع منظر، فكان لذلك أثره العميق في النفوس، إذ كانت الأرض مغطاة بجثث الشهداء الأبرار، محزوزة الرؤوس، وقد ارتوت رمال الصحراء من دمائهم، وتسفي عليها الرياح، وتطير في الفضاء القريب منهم الطيور الجارحة كأنها تريد أن تنقّض على لقمة سائغة ووليمة حافلة، فضلاً عن الوحوش الكاسرة التي كانت تنتظر هبوط الليل لتخرج من جحورها لتشترك بنصيب في هذه الوليمة.
كان لهذا كله أثره البالغ على العقيلة السيدة زينب(ع)، [...] فنادت بصوت حزين وقلب يتفتت حسرة وألماً:
"يا محمداه، صلى عليك مليك السماء، هذا حسين بالعراء، مقطع الأعضاء، وبناتك سبايا، إلى الله المشتكى، وإلى محمد المصطفى، وإلى علي المرتضى، وإلى فاطمة الزهراء، وإلى حمزة سيد الشهداء".
"يا محمداه، هذا حسين بالعراء تسفي عليه الصبا، قتيل أولاد البغايا، واحزناه، واكرباه عليك يا أبا عبد الله، اليوم مات جدي رسول الله، يا أصحاب محمداه، هؤلاء ذرية المصطفى يساقون سوق السبايا، وهذا حسين محزوز الرأس من القفا، مسلوب العمامة والردا، بأبي من أضحى معسكره يوم الاثنين نهبا، بأبي من فسطاطه مقطع العرى، بأبي من لا غائب فيرجى، ولا جريح فيداوى، بأبي من نفسي له الفدا، بأبي المهموم حتى قضى، بأبي من جده محمد المصطفى، بأبي خديجة الكبرى، بأبي علي المرتضى، بأبي فاطمة الزهراء،...".
ولقد صورت العقيلة السيدة زينب(ع)، بكلامها الفصيح وبلاغتها الفائقة، الموقف الذي مر عليه الركب، أبلغ تصوير. ولذلك أبكت ألفاظها التي صدرت من قلب جريح كسير، كل عدو وصديق، وكان لكلامها هذا، أعظم الأثر في الإحساس بفداحة ما أقدم عليه القوم من فعلة شنعاء، والشعور بعظم الخسارة التي لا تعوض.
ولما أقبل الركب على الكوفة، تتقدمه السبايا والرؤوس المقطعة، في نحو أربعين جملا، كان زين العابدين علي بن الحسين(ع)على بعير بغير غطاء، وفي حالة يرثي لها من الضعف والمرض، ومن الحزن على ما أصاب أهل البيت النبوي الكريم وعلى رأسهم والده الحبيب.
وعندما أتوا برأس الإمام الحسين(ع)، والرمح تلعب به يميناً ويسارا، التفتت السيدة العقيلة زينب(ع) فرأت رأس أخيها الشهيد، فأنّت له أنّة شديدة موجعة، وأومأت إليه بحرقة، وجعلت تقول:
يا هلالا لما استتم كمالا
غاله خسفه فأبدى غروبا
إن ربا كفاك ما كان بالأمس
سيكفيك في غد ما يكون
فادرأ الهم ما استطعت
عن النفس فحملانك الهموم جنون
المصدر: موقع يا زينب.
اترك تعليق